ماذا لو كانت إيران تمتلك القنبلة بالفعل؟.. تقرير لـ"The Atlantic" يُجيب
ذكرت صحيفة "The Atlantic" الأميركية أن "الأشهر القليلة الماضية شهدت اشتباكات بين إيران وإسرائيل وباكستان، كما وتحطم طائرة هليكوبتر ما أسفر عن مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان. ولكن على الرغم من أن هذه الأحداث مذهلة، فإن التغييرات الأكثر أهمية غالبًا ما تحدث تدريجيًا، وبدرجات غير محسوسة. وقد استغرق أحد هذه التغييرات بعض الوقت قبل أن يتم تسجيله، ولكنه أصبح الآن واضحاً للجميع: ها هم كبار المسؤولين الإيرانيين يهددون الآن علناً ببناء واختبار قنبلة نووية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال كمال خرازي، وزير الخارجية السابق، إن طهران لديها القدرة على صنع قنبلة نووية، وأنها إذا واجهت تهديدات وجودية، فإنها يمكن أن "تغير عقيدتها النووية". وقال في مقابلة مع قناة الجزيرة في 9 أيار: "عندما تهدد إسرائيل الدول الأخرى، لا يمكنها أن تجلس إيران صامتة"."
وبحسب الصحيفة، "للتأكيد على أن هذا لم يكن خطأ، كرر موقفه بعد بضعة أيام عندما ألقى كلمة أمام مؤتمر عربي إيراني في طهران. خرازي ليس مجرد دبلوماسي قديم، فهو يرأس هيئة استشارية في مجال السياسة الخارجية ترفع تقاريرها مباشرة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الذي عين خرازي أيضاً في مجلس تشخيص مصلحة النظام. إن اعتراف المسؤولين الإيرانيين علناً بإمكانية سعي إيران للحصول على سلاح نووي يشكل تغييراً بالغ الأهمية ويمثل انهيار المحرمات السابقة. وفي عام 2002 كشفت وكالات الاستخبارات الغربية عن البرنامج النووي السري الإيراني. ولسنوات عديدة بعد ذلك، أصر قادة طهران بشكل قاطع على أن هذا كان جهداً مدنياً وليس له أبعاد عسكرية. بل إن خامنئي زُعم أنه أصدر فتوى تحرم حيازة واستخدام الأسلحة النووية".
وتابعت الصحيفة، "إن التحجج المتكرر بالفتوى من قبل المسؤولين الإيرانيين جعل التفاخر باحتمال وجود قنبلة من المحرمات. وقد استمر هذا الحظر طوال السنوات الطويلة للمفاوضات النووية الإيرانية مع الولايات المتحدة وخمس دول قوية أخرى، والتي أسفرت عن الاتفاق النووي التاريخي في عام 2015. وحتى بعد انسحاب الرئيس دونالد ترامب من هذا الاتفاق في عام 2018، ما سمح لإيران بإعادة تنشيط برنامجها، لم تصدر الجمهورية الإسلامية مثل هذه التهديدات لفترة من الوقت. ولكن على مدى العامين الماضيين، بدأ المسؤولون الإيرانيون في الإدلاء بتعليقات تلمح إلى وجود تهديد نووي. وفي عام 2021، قال وزير المخابرات آنذاك محمود علوي للدول الغربية إنهم إذا دفعوا إيران إلى أن تصبح "هرة محاصرة"، فعليهم أن يتوقعوا منها أن تتصرف على هذا النحو. وقال: "إذا دفعونا إلى مثل هذه الاتجاهات، فهذا ليس خطأنا"، في إشارة إلى نوايا البلاد النووية".
وأضافت الصحيفة، "في الشهر الماضي، عندما أدت الهجمات الإسرائيلية على مبنى قنصلية إيران في دمشق إلى تبادل الهجمات بين البلدين، أدلى المعلقون الإيرانيون المؤيدون للنظام بتصريحات لم يكن من الممكن تصورها في الماضي. وقال مهدي خراطيان، رئيس مركز أبحاث إيراني، مؤخراً: "لقد أخطأت أجهزة الاستخبارات الغربية في اعتقادها أن إيران لن تتجه نحو تصنيع قنبلة تحت أي ظرف من الظروف". ومن المحتم أن يناقش الخبراء ما إذا كان كل هذا مجرد خدعة أم تغيير فعلي في العقيدة العسكرية.ولكن مهما كانت النوايا الحقيقية لكبار الشخصيات في النظام، فإن التحول الخطابي مهم في حد ذاته".
وبحسب الصحيفة، "لأكثر من عشرين عاما، اعتقدت وكالات الاستخبارات الغربية أن إيران أوقفت برنامجها النووي في عام 2003، ولم تتخذ أي قرار لاحق ببناء قنبلة نووية. وبموجب اتفاق 2015، وافقت إيران على تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 3.67 بالمئة فقط لمدة 15 عاما وخفض مخزونها من اليورانيوم المخصب بالفعل بنسبة 98 بالمئة. وعندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018، بدأت إيران تدريجياً في توسيع نطاق برنامجها. واليوم، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، لديها أكثر من 5000 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب. عندما زار إيران الشهر الماضي، قال رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن البلاد على بعد أسابيع فقط، وليس أشهر، من القدرة على صنع القنابل".
وختمت الصحيفة، "يتعين على الولايات المتحدة وغيرها من الدول أن تظل راغبة في بذل كل ما في وسعها لتقليص برنامج إيران النووي".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|