الصحافة

دفع دائم باتّجاه خطة بديلة في رفح رغم الفشل الديبلوماسي فماذا عن لبنان؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

رغم صعوبة التوصّل الى حلّ سياسي، أو انتزاع ضمانات من حركة "حماس" حول أي مسألة، إلا أن الحديث الأميركي والدولي يبقى ثابتاً عن ضرورة وضع خطة بديلة من تنفيذ عملية عسكرية في رفح.

لماذا التمييز؟

وهذا يُظهر ما يُشبه الاستعداد الأميركي والدولي لقبول الفشل الديبلوماسي والسياسي، وللتوصّل الى وقف لإطلاق النار يمتدّ لأسابيع أو لأشهر، وذلك جنباً الى جنب الثبات في الدفع نحو خطة بديلة من نشاط حربي في رفح.

ولكن لماذا التمييز بين فلسطين ولبنان؟ فبالنّسبة الى الملف اللبناني، يتمحور كل الكلام الدولي حول الحاجة الى حلّ ديبلوماسي ينزع فتيل التدهور العسكري الكبير من الجنوب، وذلك تحت طائلة التسليم (الدولي) بما يوحي بأن الجميع سيقف متفرّجاً علينا مستقبلاً في ما لو فشل هذا الحلّ، وذلك بمعيّة إسماعنا بأننا حاولنا أن نفعل لكم كل شيء، وها أنتم تحصدون فشل كل المحاولات السياسية والديبلوماسية، أي الأعمال العسكرية.

مهما بلغ الفشل...

وبالتالي، لماذا الإصرار على خطة بديلة من الحرب في رفح، ومهما بلغ الإخفاق السياسي والديبلوماسي هناك، فيما لا نسمع أحداً يقدم ضمانات للشعب اللبناني بأنه مهما بلغ الفشل الديبلوماسي بالنّسبة الى جبهة الجنوب، فإن العمل جارٍ على خطة بديلة من الحرب؟

هذا مع العلم أن لدينا دولة في لبنان، وبلدنا يتمتّع بكيان رسمي في الأمم المتحدة أكثر من فلسطين عموماً، ومن غزة خصوصاً. فلماذا التسليم شبه الدائم بإمكانية الحرب في لبنان، بدلاً من التحرّك مكّوكيّاً من أجل خطة بديلة تمنع اندلاعها لدينا، سواء في منطقة جنوب الليطاني أو الجنوب ولبنان عموماً، ومهما بلغ الفشل الديبلوماسي؟

أسباب

شرح العميد المتقاعد والنائب السابق وهبه قاطيشا أن "أسباب ما يبدو من فوارق بين اللغة الدولية والأميركية المُعتمَدَة تجاه الوضع في رفح، وبين تلك التي تتعلّق بلبنان، تعود الى الاختلاف بين الساحتَيْن على مستويات عدة، من بينها أن رفح منطقة مكتظّة بالسكان، بينما أرض جنوب لبنان مفتوحة وواسعة".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الجغرافيا صغيرة جدّاً في غزة بالمقارنة مع لبنان، وذلك بالنّسبة الى ديموغرافيا ترتبط بوجود أكثر من مليونَي شخص هناك، فيما تحوي رفح وحدها نسبة هائلة من السكان ضمن بقعة صغيرة مأهولة بكليّتها. وأما جنوب لبنان، فأراضيه مفتوحة، وغير مكتظة كما هو الحال في رفح، وهو ما يدفع الى التركيز الدولي على الاحتمالات الكارثية في ما لو شهدت (رفح) عمليات عسكرية".

معارك ورهائن

وأشار قاطيشا الى أن "هناك أفضلية مُطلَقَة لملف الرهائن في غزة أيضاً، وهو ما يمنع الكلام بأي مسألة قبل البتّ به. وهذا سبب رئيسي للتركيز الأميركي والدولي على الأوضاع في غزة ورفح، وعلى الاحتمالات المرتبطة بها، أكثر من التركيز على ما يحصل في جنوب لبنان الآن".

وأضاف:"العالم كلّه منشغل بقطاع غزة حالياً، نظراً لكونه أفضلية مُطلَقَة إذ يوجد فيه الرهائن، وتدور فيه أكبر المعارك. وأمام تلك الوقائع، تُصبح غزة هدفاً أساسياً لتحرّكات ومحادثات دول العالم كلّه، ويُصبح لبنان هدفاً ثانوياً لا أكثر بالمقارنة معها. ولكن عندما يحين الوقت وتبرز المشكلة في لبنان أكثر، سيبدأ الحديث الدولي بشأنه".

مصير لبنان

وردّاً على سؤال حول مصير لبنان ومستقبل ملف النفط الذي يبدو أن الاهتمام الدولي فيه تراجع كثيراً، بموازاة فشل معظم الحلول والمقترحات الديبلوماسية الوازِنَة والفعّالة حتى الساعة، أجاب قاطيشا:"مسؤولية لبنان هي مسألة لبنانية في الأساس. فإذا اندلعت الحرب مستقبلاً، قد تتدخل الأمم المتحدة وتتحدّث عن الملف اللبناني. ولكن الأمور ستكون صعبة".

وختم:"قد يأتي العالم لنجدة اللبنانيين إذا بدأت العمليات العسكرية، ولكن فشل الحلول السياسية والديبلوماسية في مرحلة ما قبل التدهور العسكري، سيصعّب الشروط أكثر في مرحلة ما بعده. وبالتالي، ستجعل الحرب وضعنا أسوأ بكثير مما هو عليه الآن. وهنا لا بدّ من الإشارة الى أن لا شيء مُنتَظَراً على مستوى النّفط وسط الظروف الحالية. وحتى إن لا أحد سيستخرجه من بحرنا خلال وقت منظور أصلاً".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا