نقاط ضعف في الدفاع الجوي الأوكراني تكشفها الهجمات
ستجبر هجمات روسيا على كييف، أكبر مدن الأوكرانية الدولة الاوكرانية على الاختيار بين نشر أنظمة دفاعها الجوي النادرة لحماية المدنيين أو استخدامها للمضي قدمًا في الهجمات المضادة التي من خلالها تمكنت من استعادة مساحات شاسعة من الأراضي.
وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، "أشار مسؤولون غربيون وأوكرانيون، وكذلك محللون عسكريون، إلى الافتقار إلى الدفاعات الجوية كواحدة من نقاط الضعف الرئيسية في كييف في الوقت الذي تسعى فيه إلى حماية نفسها من الهجمات الروسية، مثل الضربات الصاروخية والطائرات من دون طيار التي ضربت العديد من أكبر مدنها في وقت مبكر من يوم الاثنين. وأطلقت روسيا أكثر من 80 صاروخ كروز و24 طائرة مسيّرة على أوكرانيا خلال ساعة الذروة الصباحية، وهو ما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه جاء ردا على الانفجار الذي وقع في نهاية الأسبوع المنصرم والذي أدى إلى انهيار جزء من جسر كيرتش الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم المحتلة. وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن أكثر من نصف القذائف أُسقطت، لكن العشرات منها تمكنت من ضرب كييف ومراكز سكانية أخرى، مما أسفر عن مقتل مدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية. وأطلقت سفن تابعة للبحرية الروسية بعض الصواريخ في البحر الأسود ،لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن طائرات شاهد -136 إيرانية الصنع استخدمت أيضا. وتعرضت مدينة بيلا تسيركفا، بالقرب من كييف، لهجوم من قبل ست مسيّرات الأسبوع الماضي، مما يشير إلى أن روسيا يمكن أن تنشرها من على بعد أكثر من 200 كيلومتر".
وتابعت الصحيفة، "وغرد زيلينسكي عبر حسابه على تويتر بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن: "الدفاع الجوي حاليًا هو الأولوية رقم 1 في تعاوننا الدفاعي". و"تعهد الرئيس بايدن بمواصلة تزويد أوكرانيا بالدعم اللازم للدفاع عن نفسها، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة"، وفقًا لرواية البيت الأبيض عن فحوى المكالمة. وأدان بايدن في بيان الضربات الصاروخية التي قال إنها "تظهر الوحشية المطلقة لحرب بوتين غير الشرعية على الشعب الأوكراني". وتؤكد ضربات يوم الاثنين مدى صعوبة قيام دولة كبيرة مثل أوكرانيا بحماية نفسها بالكامل من الهجمات الجوية الروسية المستمرة، على الرغم من مطالبة كييف بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي . وقال أحد مستشاري الدفاع الغربيين: "المشكلة ليست في أن أوكرانيا ليس لديها أي دفاعات جوية، بل في أنها لا تملك ما يكفي للدفاع عن مثل هذا البلد الكبير، خاصةً وأن الصواريخ يمكن أن تأتي من اتجاهات عدة"."
وأضافت الصحيفة، "كجزء من الهجمات المضادة الناجحة في شرق وجنوب البلاد، نقلت كييف بالفعل بعض أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها إلى خط المواجهة لتوفير تغطية للقوات المشاركة، وفقًا لمسؤول غربي كبير، مما قلل من الأعداد المتاحة للدفاع عن المناطق المدنية. وقال المسؤول: "لديهم أنظمة دفاع جوي طويلة المدى وعالية الدقة بأعداد محدودة. إنهم بحاجة إلى المزيد". وقال فاديم بريستايكو، سفير أوكرانيا في المملكة المتحدة، للصحيفة إن كييف أصدرت تعليمات لدبلوماسييها في العواصم الغربية للضغط من أجل الحصول على مزيد من معدات الدفاع الجوي. وقال "هذا ما نتحدث عنه جميعًا" في أعقاب هجمات يوم الاثنين، مضيفًا أن التعيين الأخير لسيرغي سوروفيكين، وهو جنرال معروف باستخدامه القصف العشوائي أثناء التدخل الروسي في سوريا، لإدارة حملة أوكرانيا، أوضح أن موسكو ستركز على استخدام الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة على المناطق المدنية. تلقت أوكرانيا مجموعة من أنظمة الدفاع الجوي من الحلفاء الأميركيين والأوروبيين منذ غزو القوات الروسية في شباط، من صواريخ محمولة قصيرة المدى تُطلق على الكتف إلى صواريخ دفاع جوي أطول وأكثر تطوراً. ولكن كما هو الحال مع مدفعيتها، فليس لديها نظام دفاع جوي شامل واحد".
وبحسب الصحيفة، "من المقرر أن تقوم الولايات المتحدة في الأشهر القليلة المقبلة بتسليم أول اثنين من ثمانية أنظمة صواريخ أرض-جو متطورة وطنية (Nasams) كانت تعهدت واشنطن بتزويد كييف بها . ومن المقرر أن تسلم ألمانيا أيضًا أول أربعة أنظمة دفاع جوي أرضية من طراز Iris-T في الأيام القليلة المقبلة، تلبيةً للوعد الذي قطعه المستشار أولاف شولتز في الصيف. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت: "الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات بدون طيار ترهب السكان المدنيين". وأضافت: لهذا السبب ندعم أوكرانيا، لا سيما بأنظمة الدفاع الجوي". وستضيف التكنولوجيا الغربية إلى مخزون أوكرانيا الحالي من المعدات السوفيتية، مثل نظام الصواريخ أرض-جو البعيد المدى S-300 المصمم لإخراج الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، والتي يقول محللون إنها منتشرة في الغالب حول مدنها حتى الآن. كما وتمتلك أوكرانيا أيضًا أنظمة متوسطة المدى مثل SA-11 Buk المصممة لإسقاط القنابل الذكية وصواريخ كروز، فضلاً عن الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والدوارة، وتم نشرها بالقرب من الخطوط الأمامية".
وتابعت الصحيفة، "لكن كما قال زيلينسكي لبايدن الشهر الماضي بعد أن شكره على أنظمة صواريخ Nasams، فإنهم ما زالوا "غير كافيين لتغطية البنية التحتية المدنية والمدارس والمستشفيات والجامعات ومنازل الأوكرانيين". ويبدو أن هجمات يوم الاثنين أثبتت وجهة نظر زيلينسكي، وجاءت قبل اجتماع الدول الغربية يوم الأربعاء لتنسيق إمدادات الأسلحة الأوكرانية، وتجمع لوزراء دفاع الناتو في بروكسل يوم الخميس. ومن المتوقع أن يركز كلا الاجتماعين على كيفية تسريع إمدادات الأسلحة والتأكد من أن الأسلحة المرسلة هي الأكثر فعالية وفائدة للقوات المسلحة في البلاد. وقال غابريليوس لاندسبيرغيس، وزير خارجية ليتوانيا: "لقد حان الوقت لمنح أوكرانيا كل الأسلحة التي تحتاجها للدفاع الكامل عن شعبها وأرضها وبحرها وسمائها ضد عدوان الإبادة الجماعية لدولة بوتين الإرهابية". لكن جاستن برونك، كبير الباحثين في معهد رويال يونايتد للخدمات البحثية في لندن، قال إنه "كان مجرد مبالغة طفيفة بالقول إنه لا توجد أنظمة دفاع جوي كافية في العالم لتوفير الحماية الكاملة لأوكرانيا بأكملها من الهجوم الجوي". واضاف: "في النهاية، يتعلق الأمر بموازنة الأولويات بين حماية المناطق المدنية أو الجنود الذين يقاتلون على الخطوط الأمامية"."
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|