الصحافة

ترسيم فحكومة فلا رئاسة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا يُفترض أن تؤخر الاحتفالات باتفاق ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل عملية تشكيل الحكومة شبه المجمدة منذ أيام. فالقرار الحاسم بالتأليف متخذ ولا امكانية للتراجع عنه. حديث أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عن "هبة باردة وهبة ساخنة" في هذا الملف وعن وجوب "الا نيأس" يخفي امتعاضا لدى الحزب لا يزال يعمل جاهدا لتداركه لاقتناعه بأن الامور قاربت الخطوط الحمراء ولا تحتمل تراشقا اعلاميا يكون هو طرفا فيه. هنا هو يلعب دور آموس هوكشتاين، اي دور الوسيط الذي لن يتوانى عن ممارسة كل الضغوط اللازمة لانجاز مهمته. الغنج والدلع الحكومي شارفا على نهايتهما ورسالة الحزب وصلت للمعنيين: "الحكومة ستتشكل ولو قبل ساعات من مغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا"..
على كل الاحوال، ان المناخات الايجابية التي ارساها اتفاق الترسيم والاجتماعات المتواصلة بين عون ورئيس الحكومة المكلف كما الصور

المتداولة لهما ضاحكين محتفلين في باحة قصر بعبدا، كلها يفترض ان تؤسس لعودة المفاوضات الحكومية. مفاوضات توقفت مع قرار رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل رفع سقف مطالبه كثيرا لاقتناعه بوجوب ان يمتلك فريقا وزاريا محسوبا مباشرة عليه في مرحلة الشغور الرئاسي، فالوزراء المتلونون الذين قد يسايرون ميقاتي بملف او بآخر على حساب الجهة السياسية التي سمتهم باتوا يغيظون باسيل الذي ابلغ المعنيين بأن "هذا التلون لا ينفع في المرحلة المقبلة وما وافقنا عليه على مضض في تشكيل الحكومة الحالية لجهة اختيار وزراء تكنوقراط غير حزبيين لا يمكن التساهل معه اليوم عشية خروج الرئيس عون من بعبدا واستلام الحكومة صلاحيات الرئاسة الاولى".
رفع السقف في هذا المجال بلغ مداه مؤخرا مع اعلان عون ان "الأولوية المطلقة يجب أن تكون راهناً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لأن وجود الرئيس اساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس"..عون نفسه يعلم تماما ان لا رئاسة ولا من يحزنون في الافق. حتى نصرالله خرج ليعلم صراحة الا جديد في الملف، عشية جلسة ثانية لانتخاب رئيس سيتكرر خلالها سيناريو الجلسة الاولى مع تعديلات طفيفة، بحيث سيغيب نواب "لبنان القوي" عنها وسيلجأ "التغييريون" لاختيار اسم جديد من سلتهم يحرقونه بانتظار وقت الجد ليضعوا مرشحهم المفضل على الطاولة.
وليس أصدق تعبير عن هشاشة اللعب الرئاسي في هذه المرحلة الا تسابق القوى لاطلاق مبادرات "رئاسية" تدور جميعها في الفلك نفسه اي انها تدعو للحوار والاتفاق على شخصية لا تشكل استفزازا لاي طرف وتلتزم عناوين عريضة يرفعها هذا الفريق وذاك. وبعدما كان "التغييريون" سباقون في هذا المجال من دون ان تؤدي جهودهم الى مكان، خرج باسيل مؤخرا بما اسماه "ورقة الاولويات الرئاسية" وهي اشبه بدفتر شروط يفترض على اي مرشح رئاسي تبنيه ليدعم العونيون ترشيحه. وبين التغييريين والعونيين يستعد تكتل "الاعتدال الوطني" الشمالي لاطلاق مبادرة جديدة، لملء بعض من الوقت الضائع بانتظار ان "تستوي" ظروف الانتخابات الرئاسية.
وتتحدث مصادر سياسية مواكبة للملف عن توجهين في الملف الرئاسي، التوجه الاول يقول بشغور طويل بانتظار نضوج مبادرة خارجية ما تحيي حظوظ رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون او تدفع باتجاه مرشح توافقي مقبول من الجميع، اما التوجه الثاني فيقول بتفاهم داخلي بعد اسابيع من مغادرة عون بعبدا على شخصية من خارج الاصطفافات غير استفزازية تواكب مسار التنقيب وعملية النهوض، وهو توجه قد لا يبدو مستبعدا بعد اقتناع كل طرف بأن خياراته المفضلة وصلت الى حائط مسدود..ويبدو الوزيران السابقان زياد بارود وناجي البستاني من الخيارات التوافقية المتقدمة في هذه المرحلة والتي لم تحترق بعد.

وبانتظار ان تنتهي سكرة الترسيم وتأتي فكرة الحكومة، سيبقى الملف الرئاسي معلقا الى اجل غير مسمى مدغدغا طموحات رئاسية لكثيرين ينامون ملء اعينهم منذ اسابيع مشاريع رؤساء، ويأملون ان تطول هذه الليالي وتطول معها نشوة الرئاسة الاولى!

بولا أسطيح - الكلمة أونلاين

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا