بعد دعمها السابق.. إليكم تعليق سوزان نجم الدين بعد رحيل الأسد
"جدل كبير".. هل فشل الرصيف الأميركيّ العائم في غزة؟
شهدت الأسابيع الماضية جدلاً كبيراً حول أهمية الرصيف العائم الذي أنشأته الولايات المتحدة الأميركية قبالة سواحل قطاع غزة لتقديم المساعدات الإنسانية.
وبني هذا المشروع بهدف تسهيل وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع المحاصر، إلا أن التقارير تشير إلى أنه لم يحقق الأهداف المرجوة منه.
إزالة مؤقتة
بدأت فكرة الرصيف العائم كجزء من الجهود الأميركية لتسهيل نقل كميات كبيرة من المساعدات اليومية إلى داخل القطاع، حيث كان التوقعات تشير إلى نقل 90 شاحنة من المساعدات يومياً، مع زيادة العدد إلى 150 شاحنة لاحقاً.
ويتكون ميناء غزة العائم من منصة في عرض البحر مخصصة لاستقبال السفن الكبيرة ورصيف مثبت على الشاطئ، نفذ بموجب قرار من الرئيس الأميركي جو بايدن، حيث بلغت تكلفته نحو 320 مليون دولار.
وتتألف المنشأة البحرية التي استغرق بناؤها قرابة شهرين من قسمين رئيسيين، الأول هو جسر ذو مسارين مثبت على رصيف ترابي مكون من بقايا المنازل المدمرة جراء الحرب الإسرائيلية، ويمتد على الشاطئ.
أما القسم الثاني فهو منصة بحرية تبعد نحو 3 أميال عن شاطئ غزة، بطول 270 قدماً وعرض 72 قدماً، مخصصة لاستقبال وتفريغ حمولات السفن الكبيرة التي لا يمكنها الوصول إلى المياه الضحلة قرب الساحل.
وبدأ تشغيل الميناء رسمياً يوم الجمعة 17 أيار 2024، بعد نحو شهرين من انطلاق عملية البناء التي تولاها الجيش الأميركي، وذلك بهدف إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة تحت رقابة إسرائيل.
لكن بعد أيام من إنشائه، أعلنت واشنطن، في 29 أيار، إزالة رصيف غزة العائم بهدف إصلاحه، بعد انفصال أحد أجزاء هيكله جراء تعرضه لأمواج هائجة، وفقاً للمتحدثة باسم "البنتاغون" سابرينا سينغ.
وأشارت قناة "الآن 14" الإسرائيلية إلى أن "صيانة الرصيف العائم في ميناء أسدود لن تكون سهلة، حيث يتطلب الأمر نقل الأجزاء المنفصلة إلى ميناء أسدود، وبعدها ستُنقل مجدداً إلى موقعها الأصلي؛ من أجل تركيبها في الأجزاء التي لم تتفكك".
وأوضح برنامج الأغذية العالمي في وقت سابق من شهر أيار أن "مشروع الرصيف الجديد الذي تبلغ تكلفته 320 مليون دولار أميركي لتوصيل المساعدات إلى غزة قد يفشل ما لم تبدأ إسرائيل بتوفير الظروف التي تحتاج إليها المنظمات الإنسانية للعمل بأمان، بعد تدشين فوضوي انتهى بنهب جزء كبير من المساعدات ومقتل فلسطيني".
أهداف غير معلنة
ويقول المحلل السياسي الفلسطيني شرحبيل الغريب إن "أهداف الرصيف الأميركي حتى الآن غير واضحة المعالم، رغم ما أعلن بأنه لإدخال المساعدات، لكن وفق المعطيات التي جرت منذ إعلان تشغيله، فإن حجم المساعدات التي دخلت عبره محدودة، وهذا يعزز وجود أهداف أخرى من وراء إنشاء الرصيف العائم".
ويضيف لـ"الخليج أونلاين" أنه "لا يمكن القول إن الرصيف فشل، لكن هناك تعثر واضح في مهامه التي أنشئ لأجلها، وهذا ما يطرح تساؤلات كبيرة حول الجدوى منه بهذه الطريقة، حيث تعطل بسبب الأحوال الجوية".
كذلك، يرى الغريب أن "هناك دوافع سياسية من وراء إنشاء هذا الميناء، استناداً إلى إصرار إدارة بايدن على فرض واقع سياسي جديد يتجاوز حكم حماس في قطاع غزة، ومثل هذا الوضع اتضح أكثر بعد احتلال معبر رفح البري مع مصر".
ويلفت أيضاً إلى أن "الإدارة الأميركية تحاول تهيئة الأوضاع في غزة لواقع جديد يكون لها دور إشراف على هذا الميناء البحري، بما يحقق أهدافها غير المعلنة، وعلى رأسها قضية سرقة غاز غزة، واعتبارها قاعدة أميركية تضمن تحقيق الأمن لإسرائيل".
ويوضح المحلل السياسي الفلسطيني أن "دور الإدارة الأميركية في تقديم المساعدات شكلي، ولا يرتقي إلى مستوى حاجة الشعب الفلسطيني لهذه للمساعدات، في ظل عدم التزام إسرائيل بفتح كل المعابر الحدودية مع غزة، وإدخال المساعدات، وحدوث مجاعة حقيقية في غزة وشمال القطاع، لا سيما مع تشديد الحصار الإسرائيلي هناك".
ويردف: "هناك عجز وتقصير مقصود في ظل تورط أميركا بشكل مباشر بتعزيز الدعم العسكري لإسرائيل لقتل الشعب الفلسطيني، وهذا أمر يندرج في سياق سياسة الانحياز الكامل لصالح إسرائيل، ومن ثم فالرصيف الأميركي هو خدعة لاستمرار المجاعة وقتل الشعب الفلسطيني بسياسة الموت البطيء".
فشل ذريع
وانتقد العديد من العاملين في مجال الإغاثة مشروع الرصيف العائم، ووصفوه بأنه "مسرح إنساني" أكثر من كونه حلاً عملياً لأزمة المساعدات، بينما تعكس هذه الانتقادات الإحباط من قلة الفعالية والنتائج المخيبة للآمال للمشروع، خاصة في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
وتسببت الأضرار التي طالت الرصيف البحري العائم -بحسب قناة 12 الإسرائيلية- بإحراج كبير لإدارة بايدن والجهود المبذولة لزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وفشل الرصيف -وفقاً لموقع "إنفو بلس"- فشلاً ذريعاً منذ بداية عمله، منتصف شهر أيار، وذلك بسبب دخول 71 شاحنة مساعدات فقط من خلاله، وهو ما يمثل أقل من 15% من احتياجات القطاع.
ولم تكن الكمية محدودة وغير كافية لتلبية حتى جزء بسيط من احتياجات المدنيين فحسب، بل تعرضت أيضاً لعمليات نهب وسرقة، فقد اعترض طريقها مستوطنون مدعومون من الجيش والشرطة الإسرائيليين، مما حال دون وصول المساعدات إلى مستحقيها.
وعلى الرغم من تأكيد الرئيس الأميركي أن الهدف من هذا المشروع هو إيصال المساعدات الإغاثية لقطاع غزة وإنشاء مستشفيات عائمة لعلاج جرحى الحرب، فإن بعض المراقبين يرون جانباً آخر للميناء العائم، يتعلق بتشجيع هجرة الفلسطينيين طوعاً إلى أوروبا، وإلغاء أي دور لمعبر رفح البري على الحدود مع مصر، ما يمنح إسرائيل سيطرة كاملة على منافذ غزة، وينهي أي سيادة للفلسطينيين على المعابر.
كذلك، سبق أن رفض مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري، فكرة المشروع، وقال: نه "لم يطلب أحد رصيفاً بحرياً، لا الشعب الفلسطيني ولا مجتمع المساعدات الإنسانية"، معتبراً أن "لجوء أميركا الحليف الرئيسي لإسرائيل إلى مثل هذا الإجراء هو أمر سخيف بطريقة مظلمة وساخرة". (الخليج أونلاين)
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|