"عودة السوريين"... رئيس بلدية يتحدث عن "نوايا خبيثة" ويدعو للحذر!
يوم المبادرات المحلية بدفع جنبلاطي وزخم خارجي لتضييق الاختلاف
كان يوم أمس الثلاثاء يوم المبادرات المحلية المدعومة بزخم خارجي، في محاولة للم الشمل اللبناني وإحداث خرق في الملف الرئاسي المتعثر إنجازه منذ 31 أكتوبر 2022.
واتجهت الأنظار الى تحرك رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جبنلاط باتجاه الكتل السياسية. وقد التقى على التوالي كتل «الوفاء للمقاومة» التابعة لحزب الله و«لبنان القوي» للتيار الوطني الحر و«الجمهورية القوية» كتلة القوات اللبنانية.
وليس سراً أن جنبلاط الابن المزود بنصائح والده الزعيم وليد جنبلاط، سيحاول تدوير الزوايا وتضييق هامش الافتراق بين الأفرقاء، للوصول الى قواسم مشتركة.
وقد تجنب تيمور رفع سقف تحركه الى حد تسميته بالمبادرة، واكتفى بـ«المسعى» أو الجولة، لتجنب الغرق في رمال السياسة والفشل الذي أصاب الكثير من المساعي السابقة خارجيا ومحليا، وآخرها مبادرة «كتلة الاعتدال الوطني» التي يرى بعض أعضائها أنها لا تزال قائمة وتنتظر الوقت المناسب.
وجولة «التقدمي» لن تستغرق وقتا طويلا وستنتهي بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لوضعه في النتائج، وما يمكن أن يبنى عليه، وما إذا كان يهيئ الأرضية لمبادرة خارجية.
وقال مصدر سياسي فاعل لـ«الأنباء»، إن «المبادرة الجنبلاطية لن تتضمن دعوة الأفرقاء المعارضين لحزب الله الى تأييد جبهة المساندة في غزة، وكذلك تأييد مرشحه ومرشح شريكه في الثنائي الشيعي رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس (تيار المردة) الوزير السابق سليمان فرنجية. بل ستحمل دعوة الى الاتفاق على مرشح وسطي يتقاطع عليه الأفرقاء، بعد لقاءات تشاور يدعو إليها ويترأسها الرئيس بري في مقر المجلس النيابي».
كما علمت «الأنباء» أن «كتلة الاعتدال الوطني» تعتزم استئناف مبادرتها أيضا.
وفي هذا السياق، أبدى مصدر نيابي لـ «الأنباء» استغرابه من تمسك الثنائي بمرشحه فرنجية، «في وقت لم تتمسك القوى الأخرى بمرشحها ميشال معوض في المرة الأولى. وعليه، فإنها الآن تتمسك بمرشحها الثاني جهاد أزعور ردا على تصلب موقف الثنائي. والمرشح الثالث بمثابة حل وسط، وهذا ما يعمل على تسويقه ليكون مدخلا الى الحوار ضمن تسوية شاملة رئاسية وحكومية».
وأشار المصدر النيابي «الى أن المساعدة الخارجية وخصوصا من دول اللجنة الخماسية لا بديل عنها مهما تعثرت مساعيها وجهودها». وأكد «أن دورها لم ينته بعد، رغم عدم تجاوب بعض القوى اللبنانية المعنية بالانتخاب».
وأضاف: «التشاور مع أعضاء اللجنة الخماسية لن ينقطع بل سيستمر دون أي ضجيج، للوصول الى قواسم مشتركة بين الطرفين المتمسكين بمرشحهما».
ورأى المصدر «أن التحاور والتشاور اللذين يجريان بين الأطراف السياسية ضمن مبادرة وليد جنبلاط بالتفاهم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، مرشحان أن يتوسعا الى حوار شامل لكل القوى السياسية المعنية بانتخاب رئيس، شرط أن يعقد في مقري مجلس النواب أو السرايا الحكومية، رغم أن البعض كان يفضل أن يعقد في القصر الجمهوري، إلا أن قصر بعبدا لا يفتح إلا بوجود رئيس للجمهورية».
كذلك شدد مصدر ديبلوماسي عربي لـ «الأنباء» على «أن الانفراج الدولي الذي يعمل عليه، سينعكس حتما على لبنان بتسوية شاملة بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتنفيذ القرار 1701 من قبل إسرائيل والتزام لبنان به، بتعزيز وجود الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية، بالإضافة الى معالجة قضية النازحين السوريين وترسيم الحدود».
ولفت المصدر «الى أن الدول العربية والأجنبية لن تتخلى عن لبنان مهما تعرض لأزمات على كافة المستويات. وستزول الغيمة السوداء عن سماء لبنان بمجرد التوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة والاتفاق على هدنة، ولبنان مرتبط شئنا أم أبينا بما يحصل في غزة. واذا توصل الأفرقاء الى هدنة طويلة في غزة، يتجه لبنان الى الخروج مما هو فيه من المعاناة، والا ستبقى المراوحة والدوران في الحلقة المفرغة سيدة الموقف».
وتوازيا، وعلى الصعيد العربي، تنشط الاجتماعات العربية، وجديدها قيام قطر بمسعى إفرادي مع الأطراف اللبنانية كبديل عن الحوار الجامع غير المقبول حاليا. وقال مصدر بارز لـ«الأنباء»: «هذه الحرب لن تتوقف قبل ان تؤسس لواقع جديد يفرضه الميدان وبدأت اشاراته تظهر، ذلك ان عملية طوفان الأقصى التي نفذت قبل ثمانية أشهر، حصلت لتغيير واقع جديد كان على وشك أن يولد لإقامة سلام ودولة فلسطينية».
في ميدانيات الجنوب، ورغم التهديدات الإسرائيلية اليومية وبعض التحذيرات من الخارج بـ «يونيو ملتهب»، فإن «قواعد الاشتباك» لا تزال ضمن الدائرة التي رسمت لها منذ ثمانية أشهر، وان كانت تخرج من وقت إلى آخر بعمليات خارج الإطار الجغرافي.
إلا أن الجديد الذي ظهر في الأيام الماضية، لجوء كل من إسرائيل و«حزب الله» الى استخدام ما يسمى «حرب الحرائق»، بإطلاق القذائف والصواريخ التي تشعل الحرائق. وهذا ما حصل باستهداف الاحراج والغابات على طرفي الحدود وبساتين الاشجار المثمرة، وهدد بعضها البلدات والمنازل. ويرى مصدر «ان الهدف هو إحداث المزيد من الدمار والحرائق، طالما ان الحرب محدودة السقوف على الحدود».
وواصلت الطائرات والمسيرات الإسرائيلية استهدافاتها في مختلف مناطق الجنوب وخارجه أحيانا. وتعرضت المنطقة الواقعة بين بلدتي مركبا وحولا للقصف الفوسفوري. كما نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي قرابة الثانية من بعد ظهر أمس غارة بصاروخين مستهدفا بلدة عيتا الشعب. ونعى «حزب الله» أمس ثلاثة من عناصره قضوا في غارتين لمسيرتين في الجنوب، استهدفتا سيارة ودراجة نارية.
الأنباء الكويتية ـ أحمد عز الدين وخلدون قواص
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|