محليات

ورقَةُ تينٍ يا زعران

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

 

فاحَ لبنان نفطًا وغازًا. إفتحوا شبابيكَ الوطنِ حتى لا تخنقنا الريحة. سيكونُ علينا اليوم تصميمُ الصندوق البَندوق. صندوقٌ ندكُّ فيه بالقصبة عائداتَ الثروةِ المتأتيةِ من الخط 23. كلُّ حقلِ قانا صارَ لنا. مين قدّنا، هللويا. بعدَ الترسيمِ ليس كما قبلَه. السيّد علي بابا يتربّصُ بالصندوق. سيكونُ شكلُ الصندوقِ سياديًا بالمبدأ ومحتواه سياسيًا مَخلَق منطَق. أُمراءُ الحربِ وحديثو النعمةِ وأسماءٌ مستعارةٌ سيتربّصونَ شرًا بالصندوق. سيصبّونَ على مفتاحِه ليشبرقوا شبابَ المحاصصة. ملياراتُ الأمتارِ المكعبةِ من الغاز باب أوّل بلدي سيحتسيها المنتفعون. ربما يبيعونه بَطحاتٍ مثل أيام غنطوس وبو رعد. ناطحاتُ سَحاب الحراميَّة ستغزو العالم. جمهوريةُ كارتيل ووكالاتٍ حصريةٍ ستقصفُ عمرَ الشعبِ اللبناني وسيموتُ مخنوقًا بجرةِ غاز. ممنوعٌ على اللبنانيين تخطّي أزمتهم. نظامُنا الطائفيُّ الفاسدُ فيه ما يكفي من الغاز والنفط لينفجرَ فينا ويحرقَنا في أي لحظة.

رَسَّمنا رسميًا بِعَون وبِعَون الله. يقولونَ دخلنا نادي الدولَ النفطية. الشعورُ مماثلٌ لدخولكَ نادي العراة. تدخلُ اليه لابسًا وتخرجُ منه كما خلقتني يا رَبّ. وصَلَ الهبلُ السياسيُّ لدى بعضِ الجهابذةِ حدَّ ربطِ نجاحِ الترسيمِ بإطلاقِ مسيّراتٍ من نيكاراغوا والهونولولو. فقط لأن هذا البعض لا يُرِيدُ أن ينتسبَ الترسيمُ إلى شجرةِ عائلةِ المقاومة. ما ينغّصُ على لبنان انتصارَه بعد الإنجازِ هو ضمانةُ سام. ماذا لو عادَ ترامب وعادَ معه متسلّقو الكابيتول؟ أيُّ ضمانةٍ ستقومُ والحالةُ هذه؟ الضمانةُ الحقيقيةُ هي ضمانةُ مَن أوقفَ الإسرائيليَّ على رِجلٍ واحدة.

في هذا الوقت يتِمُّ وضعُ رئاسةِ لبنان في الإقامةِ الجبرية. ممنوعٌ عليها التجوّلَ بين الكِتَل السياسية. اليومَ أيضًا في مجلسِ النواب إستكمالٌ للقبّولة. رائحةُ شواءٍ تفوحُ من مرشّحينَ على المنقل. مِن أبو ملحم إلى أبو نِعسِه إلى أبو الهول وصولًا إلى أبو كلبشة .ستشعلهم نارُ الأوراقِ البيضاء. سيستدفئُ الشغورُ بألسنةِ النيرانِ المتصاعدةِ من أسمائهم. نِصابٌ في مجلسِ النواب أشبَهُ بهولوكوست مرشّحين. ٣١ تشرين لناظره قريب والأقربُ إشتعالُنا بالدولار الأميركي.

علامةٌ مضيئةٌ وسطَ عتمةِ المهلةِ الدستورية. إطلاقُ سراحِ جميعِ الموقوفين في ملفِّ الطيونة- عين الرمانة. الحادثةُ لم تقع. الضحايا لم يسقطوا. لم يحدثْ شيء أصلًا والموقوفونَ جميعهم أوقِفوا عن طريقِ الخطأ. أخطأَ القضاءُ في توقيفهم. الجماعةُ كانوا يصوِّرونَ مسلسلَ حريم السلطان فالتبسَ الأمرُ على دولةِ القانون. قريبًا وتتمُّ محاسبةُ الأجهزةِ الأمنيةِ والقضائيةِ على هذا التقصيرِ الفاضح.

ما يفشُّ الخلقَ هو النفطُ الإيراني. قريبًا وتزودُنا طهران به في بيوتِنا على شكلِ لمباتِ قلاووزٍ مشعشعة. لمباتٌ ستغنّي في بيوتِنا " خوش آمديد ". وأخيرًا ستتشرّجُ مراوحُ البطارياتِ في بيوتِنا قبلَ التقنينِ المقبل. نفطٌ مجانيٌ بمثابةِ إبرةِ بنجٍ في قفا قانون قيصر. نفطُ طهران أوقعَ قيصرَ في غيبوبة. الأهمُّ بالنسبةِ لدولتنا العجوز أن يبقى نفطًا غيرَ مشروط ومجانيًا. على البِرِّ والإحسان يحيا لبنان.

يُحكى أن ساعاتَ التغذيةِ ستزيد. مع نيدو كبروا الولاد وصاروا كبار ولكن بقيت ساعاتُ التغذيةِ هي هي. " حَلّها " تتغيّر وتتغيّر معها التعرفة. الدولةُ تأخذُ مجانًا من إيران وتبيعُ بالغالي مواطنيها. أسوأُ من شحّادٍ ومشارط. شّحّادٌ وتاجرٌ أزعر. لا عجبَ أن يبلَّ صندوقُ النقدِ الدولي يدَهُ فينا. جالَ منذُ فترةٍ قصيرةٍ على المسؤولينَ اللبنانيينَ في بيروت لمناقشةِ التباطؤِ في إنجازِ الإصلاحاتِ التي يشترطُها لإقراضِنا ٣ مليار دولار. ماذا سنقولُ له عن التباطؤ؟ حَرَد؟ نَكَد؟ نكايات؟ البعض يقترحُ ان يبلّطَ الصندوقُ البحرَ لأننا صرنا دولةً نفطيةً ودخلنا النادي. ورقةُ تينٍ على الأقل يا زعران!       
 روني ألفا

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا