رئيس وزراء جديد لفرنسا... وتحديات هائلة تواجه حكومة المستقبلية
إلى المدّعي العام التمييزي: صدقيّتُك على المحكّ
كتب بشارة شربل في "بداء الوطن" :
ما كنت أودّ التوجّه إلى قاضٍ بمستوى المدّعي العام التمييزي لا نصحاً ولا نقداً ولا حتى بتمنٍّ بسيط. فأنا راسخ الاعتقاد بأنه مهما رثَّت مؤسسات الجمهورية وسَطت الذئاب على مقدّراتها، يبقى القضاء ملاذاً أخيراً ونقطة بداية لاستعادة دولة طحنتها سنابك منظومة الفساد والولاء لمحور الخراب والتخريب.
ولأنّ ما حصل بين جمال الحجّار والقاضية غادة عون يحفر كالسكين في جسد السلطة القضائية من غير أن يوحي بنزعة إصلاحية ولا بمسارٍ متماسك في إطار تطهير الجسم القضائي، فإنّي أقول للقاضي الحجّار: "أصبتَ وأخطأتَ، لكن اختبار صدقيتك وميزان عدالتك قريب".
أسوأ ما يوحي به قرار الحجّار بكفّ يد عون عن الملفات هو التذكير بفشل غسان عويدات الذريع في التعامل بجدية ومهنية مع ملفات خطيرة، بل بممارسات له صبَّت في خدمة المنظومة كون طموحه اقتصر على تقطيع الوقت متذرّعاً بقرف أو عجز، وهو ما ليس من صفات القضاة الملتزمين.
لا أختلف مع القاضي الحجّار على أنّ القاضية عون لا تصلح للمنصب الذي تحتلّه، فهي استنسابية ومتحيّزة وبعيدة عن الوقار الذي يفرضه الموقع، وقديماً قيل "مِن أعظم المظالم القضاءُ بالهوى"، لكنني مقتنع بأن 99 في المئة من الذين فَتحت ملفاتهم مرتكبون وسارقون وناهبون، ولا أشكّك في ذمّتها المالية ونزاهتها الشخصية. ولاؤها العوني كارثة، لكن معظم خصومها سَفلة سلبوا أموال الناس وودائعهم وعلى رأسهم "السارق المركزي" الذي تتّهمه دول محترمة بالتبييض، وتحميه أجهزة إحقاق القانون لديك، يا سعادة القاضي الحجّار.
دعني أصارحك يا حضرة المدّعي العام. قرأتُ تبريراتك ضد سلوك القاضية عون وشعبويتها. أنا معك، لكن هل تملك أنت جرأة فتح ملف "أوبتيموم" والـ 8 مليارات دولار المجهولة المصير؟ بل هل تقوم بواجبك وتستدعي رياض سلامة مجدداً إلى التحقيق بدل أن "تنام على الملف" وتتمترس خلف المخاصمات والأحابيل القضائية التي تُحصّن من يشبهه من المطلوبين؟
تواضَع حضرة المدّعي العام، أو بالأحرى تشجّع، وكن رجلاً لمصلحة لبنان واللبنانيين والدولة ولصورتك عن نفسك واحتراماً لموقعك. افتح ملفات هؤلاء ولا توفّر أحداً. إنسَ أنك سنّي تساير رئيس حكومة مشتبهاً بتربُّح غير مشروع، أو أنك ابن "الإقليم" تحاذر التطرق إلى تَفرُّغ دُبّر في ليل عن عقارات زعيم، ولا تخشَ أن يتهمك حزب أو رجل دين باستهداف موقع مسيحي يشغله فاسد كبير، أو يخوِّنك شيعي موالٍ لـ"الثنائي المسلح" فيعتبرك طاعناً بالمقاومة إذا حققت باغتيال أو انتهاك لسيادة الدولة.
لا أدعوك لتكون انتحارياً، بل أن تكون استثنائياً. تجرّأتَ على غادة عون. فليكن. لكن لا تقفل ملفات الفساد، ولا تنسَ أن أهالي ضحايا 4 آب ينتظرون منك فكّ "أسر" القاضي طارق البيطار، وأنّ "القبع" الذي مورس على التحقيق مهينٌ في حق العدالة وكل قاضٍ وضع رأسه في الرمال قبل أن يكون عنوان ذلّ للمتواطئين.
حين تولّيتَ منصبك كنتَ عارفاً حتماً بحجم المهمات والتبعات. فإن أتيتَ للوجاهة أو للتغطية على المنظومة المجرمة فبئس الترقية. وإذا قبلتَ بأداء شاهد زور فأشرَف لك أن تستقيل.
جاء في الحديث الشريف أنّ القضاة ثلاثة: اثنان في النار وواحد في الجنة. ونحن لا نتمنى لك إلا الجنَّة بطبيعة الحال.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|