الصحافة

‏"عند تغيير الدول" إقرأ وليد جنبلاط

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

"عند تغيير الدول إحفظ رأسك" قول مأثور عابر للحدود والدول ، توارثته الأجيال" أباً عن جدّ"، واعتنقته سياسات وديبلوماسيات على مرّ التاريخ ، في زمن الإمبراطوريات والإيديولو جيات ، كما في زمن الديمقراطيات . أما في زمن الشعبوية فصار لهذا الشعار مُبغضون كُثُر ، وأكثرهم في جمهوريتنا الملعونة ، التي كلما غرقت في منزلق جديد من الإنهيار ، كلما ارتفع صراخ المتسابقين على حفنةٍ من الأصوات .

وليد جنبلاط واحدٌ من قلّة من الساسة اللبنانيين الذين يُجيدون فهم هذا الشعار ، بوصفه "خبير محلّف" بـ"لعبة الأمم". لا يستكين . يتابع تفاصيل التفاصيل من يوميات السباق الى البيت الأبيض وصولاً الى حساسيات "الساحة الحمراء" ، مروراً بهواجس "الإليزيه" وأقدار العرب ، حتى إذا طرأ طارئ في الإقليم استوقفه حادث مرور في السويداء أو في الدامور تماماً كمقال مثير للقلق في "الواشنطن بوست".


هو الآتي من سلالة راسخة في التاريخ ، يهجس على مدار الساعة في ما يمكن أن يحمله المستقبل . راداراته اللاقطة سريعة الدوران . يتّهمه بعضهم بأنه سريع التقلّب وهو في الواقع سريع القراءة ، يلتقط الإشارات عن بُعد ألف ميل .

تجاوزت الأزمة اللبنانية حدود ضفاف الأنهار والبحار والمحيطات ، أصبحت أزمة وجودية تهدّد الكيان بمن فيه ، فاحتلّ وليد جنبلاط المقاعد الأمامية بحثاً عن حلول ، فيما غرق الآخرون في تسجيل المواقف .

أُشبعت الجمهورية بفائضٍ من الشعارات ، فيما المطلوب حلّ أو نصف حل أو ربعه على الأقل لحماية ما تبقّى من الدولة ورعاياها .

يظنّ بعضهم أننا ما زلنا في موسم إنتخابي نتراشق بالشعارات الثقيلة والخفيفة ، وأن صناديق الإقتراع تنتظر بفارغ الصبر أوراق المؤيدين والمناصرين ، متجاهلاً أن الجمهورية في طريقها الى صندوق خشبي - لا قدّر الله - إذا لم نُحسِن حمايتها من الآتي .

من يُمثّل الجمهورية في التسوية العتيدة على طاولة الأمم ؟ رئيس جمهورية مغيّب أم رئيس حكومة معلّق ، أم من ؟ هل تدفع الجمهورية ثمنَين : ثمن الحرب وثمن التسوية أيضاً ؟


أسئلة تقضّ مضاجع اللبنانيين من دون مُجيب . وحدها سياسة تسجيل المواقف تحتلّ الصدارة . رجال الدولة غابوا أو غُيّبوا . أما الرؤوس الحامية فسيستجيبون لا محالة بعد أن يهدأ صخب المسيّرات .. لكن بعد نفاد التذاكر وفوات الأوان .

"عند تغيير الدول".. إقرأ وليد جنبلاط .

جورج بكاسيني

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا