نتنياهو يخوض "حرباً على جبهتَين" في غزة ولبنان ولا نهاية قريبة لهما

بعد تسعة أشهر على الحرب المستعرة في قطاع غزّة، وبلوغ التصعيد على الجبهة الجنوبية أوجه خلال الأيام الأخيرة، ممّا بات يُنذر بخطر انفجار الوضع إلى حرب شاملة، يبدو أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يخوض اليوم حرباً على جبهتَين"، في غزة ولبنان، وفق تحليل لصحيفة "الغارديان" البريطانية، التي رأت أنّه "لا توجد نهاية في الأفق لأيّ منهما".

وفي مقال تحليلي للكاتب بيتر بومونت، أحد كبار المراسلين الدوليين في "الغارديان"، قال: "بعد 9 أشهر من الصراع في غزة، الذي أعقب الهجوم المفاجئ الذي شنّته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، تُقاتِل إسرائيل على جبهتين في وقت واحد".

وأضاف: "لكنّ الوعد بتحقيق النصر السريع أو الحاسم، على الرغم من استخدام قوّة نيران هائلة وما يترتّب على ذلك من عواقب مدمّرة على المدنيين في غزة، تبيّن أنه مجرّد وَهم".

وحول أفق الحرب في غزة ولبنان، قال: "يبدو أنه من المقدّر أن تستمرّ صراعات إسرائيل مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان إلى أجل غير مسمّى".

كما تحدّث الكاتب عن أنّ "الفشل المستمر في محادثات وقف إطلاق النار كشف عن وجهات نظر متعارضة تماماً بين إسرائيل وحماس".

وتابع المقال التحليلي لـ"الغارديان": "إذا كانت هناك نقطة مشتركة في التقييمات الميدانية لإسرائيل وحماس، فهي تكمن في اعتقاد الجانبَين بأنّه لا يوجد خيار آخر سوى مواصلة القتال".

إلى ذلك، أشار المقال أنّ "إدارة إسرائيل للحرب باستخدام قوّة نيران هائلة وما تلاها من معاناة مدنية كارثية، جعلتها تواجه عزلة ديبلوماسية متزايدة واتهامات بارتكاب جرائم حرب متسلسلة، بما في ذلك الإبادة الجماعية واستخدام التجويع كسلاح حرب"، وهي اتهامات نفتها إسرائيل مراراً.

وقال الصحافي البريطاني: "فيما يصرّ حزب الله على أنه لا يسعى إلى حرب شاملة ولكنّه مستعد لها في حال وقعت، فلا يزال من الغير الواضح كيف سينتهي القتال في لبنان وبأي شروط".

وختم قائلا: "يبدو أنّ الحرب على الجبهتَين (غزة ولبنان)، وبغض النظر عن الرعب الذي تتّسم به، ستستمر في الوقت الراهن".