محليات

القطبة المخفية في تراجع وزير الداخلية عن قراره...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

منذ ايام قليلة، ومع طلوع الشمس، صدر قرار عن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام المولوي، قضى بتكليف السيدة رودينا مرعب (رئيس مصلحة امانة سر بريد الوزير) القيام بمهام مدير عام الاحوال الشخصية لحين تعيين مدير عام وفق الاصول. هذا القرار اتى مفاجئاً وسريعاً، تماماً كالقرار الذي كان اصدره الوزير نفسه اوائل شهر نيسان الفائت وكلّف بموجبه السيدة نجوى سويدان بمهام مدير الإدارية المشتركة وتسيير أعمال المديرية العامة للاحوال الشخصية. بعد شهرين ونيّف على القرار الاول، خرجت سويدان من الاحوال الشخصية كما دخلته، ولكن هذه المرة بإشادة من خارج الوزارة بالوزير كونه طبّق القانون، بعد ان اشتكى كثيرون من انه خالفه وهو القاضي المفترض فيه السهر على تنفيذ القوانين، كما اعتبروا انه بقراره الجديد، عاد عن الخطأ الذي كان ارتكبه، و"العودة عن الخطأ فضيلة"...

قرّر المولوي السير بالقوانين، وتم تكليف مرعب بالمهام الجديدة، وهو ما كان يجدر القيام به من قبل كونها موظّفة فئة ثانية فيما سويدان اقل منها درجة (موظفة فئة ثالثة). ولكن السؤال الذي تم طرحه هو سبب توقيت هذا القرار الجديد المفاجئ، خصوصاً وان الوزير لم يبخل في الدفاع عن تكليف سويدان مباشرة او بشكل غير مباشر، فكان مسروراً بمواقف بعض الوزراء والنواب الذين اثنوا على هذا التكليف في حينه (لم يصدر عنهم اي موقف بعد صدور القرار الثاني للوزير)، وكانت حاضرة في لقاءاته مع مختلف المسؤولين، وحتى في مشاركته في افتتاح كنيسة القديس شربل في ايطاليا، ما يعني اقتناعه بصوابيّة قراره الذي لا لبس فيه (بالنسبة اليه).

مصادر مطلعة رجّحت ان يكون القرار الاخير للوزير قد اتى على قاعدة "مرغم اخاك لا بطل"، لان مرعب كانت تقدمت بشكوى الى مجلس شورى الدولة وعرضت ما اصابها، معتبرة انها أحقّ من سواها في تولّي مهام هذا المنصب الشاغر، مع العلم انه تزامناً مع تكليف سويدان، تمّت احالة مرعب الى محافظة جبل لبنان وتكليفها بمهام أمين سر عام المحافظة. شكوى مرعب اتبعتها بأخرى الى التفتيش المركزي، ووفق المصدر نفسه، فإنّ موعد صدور القرارين قد نضج والنتيجة تميل لصالح الموظفة، وهو ما وصل الى علم المولوي الذي سارع الى اتّخاذ الاجراء الاخير لتجنّب الضجة التي يمكن ان تحصل جرّاء البت بالشكويين. وبذلك، يكون قد اصاب عصفورين بحجر واحد: عاد عن قراره وطبّق القوانين، وحفظ ماء الوجه قبل ان يصدر اي قرار يلزمه بتكليف مرعب التي لم يصدر عنها بعد أيّ موقف، كما لم تلقَ الترحيب والتأييد الذي لاقته سويدان عند تكليفها خلافاً للقانون والاصول، فيما غابت اليافطات المرحّبة والصور، كما ان التكليف نفسه لم يأخذ الحيّز الذي يستحق اعلامياً.

ولكن، لا يبدو ان الامور ستنتهي عند هذا الحد، فوفق المصدر نفسه، هناك معضلة اخرى تواجه المولوي، لانّ ما تم حلّه في الاحوال الشخصيّة، لا يبدو انه حاصل في الاداريّة المشتركة لانّ قرار الوزير في حكومة تصريف الاعمال لم يأتِ على ذكر نقل مرعب من وظيفتها الاساسيّة، فهي معيّنة بمرسوم في الادارية المشتركة (رئيس مصلحة امانة سر بريد الوزير)، ما يعني ان بقاء سويدان على رأس هذه المديريّة سيضع مرعب في وضع حرج لانّها اعلى منها درجة، فكيف سيتم حلّ هذه المعضلة؟ وهل سيتم اللجوء الى الشكاوى مرة اخرى، ام سيتم اتخاذ قرار سريع ايضاً بنقل سويدان ام مرعب الى مكان آخر في الوزارة، مع الاشارة الى ان نقل رودينا مرعب من الادارية المشتركة بالغ الصعوبة لانه، كما ذكرنا، وهي مسلّحة بمرسوم تعيين ولا يمكن لقرار وزير ان يلغي مرسوماً او يعدّله.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا