الصحافة

وزير ثقافة لبنان.. أم وزير حرب إيرانيّ؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

على مدى السنوات الماضية، نجح وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال، القاضي وسام مرتضى في تفريغ الوزارة من “الثقافة”، وفي الإمساك بمفاصلها كلّها، تمهيداً لتحويلها إلى ما يشبه “وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي” الإيرانية. هو الذي سمّاه الرئيس نبيه برّي وزيراً، لكنّه “خرج عن طوعه”، وبات جزءاً من منظومة الحزب السياسية والثقافية. بدءاً بمباركة محاولة قتل الكاتب سلمان رشدي، وليس انتهاءً بنشر صور جورج عبد الله، ومباركة عمليات الحزب، ومهاجمة خصوم الحزب من بوّابات غريبة. منها تذكّر “مجزرة إهدن”، ونكء جراح اغتيال الرئيس رشيد كرامي. حتّى ليظنّ القارىء حسابه على تويتر أحد حسابات جيش السوشيل ميديا التابع للحزب، وليس حساب وزير ثقافة اللبنانيين ولبنان.

على الكرسي الذي يجلس عليه وسام مرتضى، جلس ذات يوم ميشال إدّه وغسان سلامة وطارق متري. مرتضى الذي ذهب إلى ضريح الجنرال الإيراني قاسم سليماني بعد تولّيه الوزارة، وأشاد به باعتباره “كان مدافعاً عن الحقيقة والفضائل القدسيّة والقيم الإلهية”.

لم يسبق لوزير ثقافة في لبنان أو في دولة محترمة أن ذهب بعيداً في جعل مذهبه، وطائفته، وحزب معيّن في الطائفة، تابعاً لبلد أجنبي هو إيران، تبعية دينية مذهبية وسياسية وعسكرية، وفي جعل هذا كلّه أساساً لعمل وزارته، ولإدارة “ثقافة” بلد غنيّ ومتنوّع ثقافياً ومذهبياً وتاريخياً، وله تاريخ حضاريّ ضاربة جذوره في التاريخ، مثل لبنان.
من خلال صفحته على تويتر، يمكن للمتابع أن يتبيّن كيف حوّل “وزير الثقافة” وزارته إلى أحد فروع المؤسّسات الإيرانية في لبنان، حتى لتظنّه مقاتلاً في الحزب، أو مسؤولاً إعلامياً عسكرياً، وليس وزيراً مدنيّاً.

إسقاط المديريّات… وإسكاتها

بحسب مصدر مطّلع داخل الوزارة، طلب عدم نشر اسمه خوفاً من كيديّة الوزير، فإنّ مرتضى “يتصرّف بطريقة ميليشياويّة في سلوكه اليومي وقراراته، على الرغم من أنّه قاضٍ. فهو فرّغ المناصب الإدارية داخل الوزارة كلّها، ليسيطر على زمام الأمور ويتحكّم بكل شاردة وواردة”.

يتابع المصدر المعنيّ والمتابع عن قرب لحركة الوزير: “المديرون العامّون حُيّدوا من مناصبهم بطريقة أو بأخرى:

– المدير العامّ للوزارة الدكتور علي الصمد لا يمارس مهامّه كما يجب ولا يتدخّل في أيّ ملفّ بطلب من الوزير.

– مدير مديرية الآثار حيّده الوزير مرتضى لأنّه يريد التدخّل بصلاحيّاته وتفاصيل عمله. ويجري الهمس داخل أروقة الوزارة بأنّ هناك مخطّطاً كبيراً لهدم بيوت مُصنّفة تراثية في منطقة المرفأ الكبرى (الجمّيزة، مار مخايل، الرميل) وإنشاء أحياء جديدة وأبراج بدلاً منها، وهذا غير قانوني. وقد حصل أن هُدمت بيوت كثيرة في الفترة الماضية وراء ستار الليل، ولم يحرّك أحد ساكناً.

– المدير العام للمكتبة الوطنية حسّان عكرا حُيّد من منصبه واحتلّ الوزير المرتضى مكتبه في المكتبة العامّة. مع العلم أنّ عكرا لم يتقاضَ راتبه منذ فترة طويلة. وقام عكرا برفع دعوى على المرتضى في مجلس شورى الدولة.

– أمّا الهيئة العامّة للمتاحف فهي أيضاً أُنشئت ولم تصدر لها مراسيم رسمية، وبالتالي عملها مجمّد إلى أجل غير مسمّى.

الإقامة في طرابلس… ومشروع الحزب

في بداية العام، أعلن مرتضى أنّه يداوم يومين في طرابلس، حيث يدير فعاليّات “طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024”.

لا يخلو الأمر من تقاطع بين مرتضى ومشروع كبير يحضّره الحزب لطرابلس والشمال. بدأت بعض إشاراته في استمالة شخصيات معروفة، أبرزها أخيراً النائب السابق خالد الضاهر. الذي كان من أشدّ المهاجمين للحزب ومن صقور الطائفة السنّيّة، وهو معادٍ لـ”الشيعة” و”المسيحيين” بشكل عام. لكنّه بقدرة قادر تحوّل إلى مدافع عن الحزب يمتدحه ويقف إلى جانبه في حربه جنوب لبنان، ويهاجم الدول العربية باعتبارها صامتة ولا تقاتل إسرائيل دفاعاً عن غزّة.

وكما جاء في مقال الزميل سامر زريق المنشور في “أساس” قبل خسمة أشهر (طرابلس عاصمة الثقافة العربيّة 2024: فرصة تهدّدها التنفيعات والإهمال)، فإنّ “شريحة واسعة من النخب الثقافية في طرابلس والجوار قرّرت أن تتّخذ مساراً مستقلّاً عن وزارة الثقافة واللجان الحكومية”، اعتراضاً على تدخّلات الوزير وإمساكه بكلّ المفاصل. ويتابع زريق: “تداعت النخب إلى إنشاء تجمّع “فيحاؤنا – حاضنة الثقافة لكلّ الأزمان”، كائتلاف يضمّ كلّ الهيئات والأندية الثقافية الفاعلة. وصاغ التجمّع الوليد برنامجاً ثقافياً واسعاً وشاملاً للنصف الأوّل من السنة، يشتمل على الشعر والفنّ التشكيليّ والسينما والمسرح والتراث الديني الرمضانيّ، وعمل على تسويقه والمباشرة به”.

جديد الوزير محاولته أن يحاصر مديرة “المعهد الوطني العالي للموسيقى”، السوبرانو والمؤلّفة الموسيقية، ورئيسة مجلس إدارة “الكونسرفاتوار الوطني”، هبة القوّاس، وأن يجبرها على إصدار قرارات تفصيلية داخل المعهد على هواه. أبرزها رغبته في أن يجري كلّ فرع من فروع المعهد الـ18 الامتحانات النهائية في نهاية العام الدراسي، داخل الفرع. وهو ما قد يسهّل نجاح من قد لا يستحقّون، بحسب مصدر من داخل المعهد.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا