سيصبحون أثرياء.. الأبراج الأكثر حظًا في الـ2025 بحسب العرافة البلغارية بابا فانجا
لاءات ثلاث في ربع الساعة الأخير
كم كان ليبدو في مستوى رجل دولة ومترفعا عن الصغائر لو ان رئيس الجمهورية ميشال عون لم يحاول ان يستثمر قضية اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بشخصانية فاقعة في نهاية عهد سيدخل التاريخ باعتباره أسوأ العهود الرئاسية منذ قيام الكيان اللبناني قبل مئة عام . طبعا لم تشذ كلمة عون المتلفزة ليل الخميس الماضي عن روحية تصريحات صهره الذي تباهى بقيامه بدور في الموضوع، ما كان ليعود له في الأصل، لو لم يحوّل عون والعائلة والبطانة رئاسة الجمهورية اللبنانية الى "مسألة عائلية". هكذا كان عون وهكذا هو، ولن يتغير، لذلك سيبقى اسمه مصاحبا للخلافات والنزاعات. ومن هنا من المؤسف ان من توشك ولايته الرئاسية على الانتهاء بعد أيام لن يحنّ لعهده احد في البلاد. وسوف يمضي هذا العهد غير مأسوف عليه.
لماذا نقول هذا؟ لأننا من خلال متابعتنا للمناورات التي تدور حول الاستحقاق الرئاسي، يلاحظ ان معظم القوى (ما عدا "التيار الوطني الحر") ترسم مواصفات يشترط ان تتوافر في شخص المرشح الرئاسي المثالي كلها تمثل نقيض ما مثّله شخص الرئيس الحالي. بمعنى آخر ان معظم القوى الداخلية والخارجية ذات الصلة بالاستحقاق الرئاسي تنظر الى الرئيس الحالي، والتسوية التي اوصلته الى سدة الرئاسة كمنطلق لرسم بشكل عكسي صورة الرئيس العتيد. فالرئيس المطلوب ان يقطن قصر بعبدا مطالب بأن يدرس جيدا مسيرة الرئيس الحالي، وتفاصيل ولايته، ليكون النقيض التام له. هذا هو الرئيس المطلوب اليوم. الجامع، الكفؤ، المتجرد، الرصين، الهادئ، المنفتح، المستقل، السيادي، النزيه، البعيد النظر. وبناء عليه ستكون الخيارات ضيقة الى حد كبير، لأن المواصفات تلك قد يتوافر بعضها عند مرشح، وبعضها الآخر عند مرشح مما يجعل اليوم مهمة انتقاء شخصية امرا عاجلا يجب ان يُحسم قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي.
بداية يجب بناء موقف وطني اما جامع واما اكثري لمواجهة أي محاولة من الرئيس الحالي لتعكير سلاسة انتهاء الولاية والخروج من القصر الجمهوري. واذا لم تشكل حكومة، ونفضل ألا تشكل حكومة قبل نهاية الولاية الرئاسية، لأنه يجب الحؤول دون ان يستغل الرئيس الحالي في الساعات الأخيرة توقيعه لفرض تشكيلة حكومية تكون له حصة شخصية فيما هو راحل ليصبح بلا صفة تخوّله ان يكون صاحب قرار حكومي. اذاً لا للتمرد على الدستور تحت أي عذر من الاعذار. ولا لتشكيل حكومة يمكن ان تمنح رئيسا لم يبق من ولايته سوى أيام تمثيلا لا يحق له في حكومة مكتملة الاوصاف قد تدير السلطة في مرحلة الشغور الرئاسي المحتمل. وهنا لا بد من التشديد على ان إتمام الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس جديد من طينة مختلفة عن الرئيس الحالي يجب ان يكون أولوية الأولويات لا ان تدخل البلاد منذ الآن في مناخ الشغور الرئاسي المؤكد. وعليه نرفع لاءات ثلاثا في الأيام الأخيرة للعهد الحالي: ليس هناك من عذر لحدوث شغور رئاسي. وليس هناك من سبب لأن يكون الرئيس المقبل جزءا من ماكينة "حزب الله". وليست حجة توجب قبول تسوية شبيهة بتسوية 2016 المشؤومة التي فُرضت فرضاً بالحديد والدم والترهيب والابتزاز.
علي حمادة - النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|