محليات

بين مغامرة حزب الله ورهان تل أبيب... تصعيدٌ أكبر آتٍ!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في وقت يتصاعد منسوب المخاوف كما المواقف المحذرة من اتساع رقعة المواجهات جنوبي لبنان بين حزب الله وإسرائيل، تتواصل المساعي الدبلوماسية للدفع باتجاه حل سياسي يعيد الاستقرار على جانبي الحدود إلى ما قبل 7 تشرين الاول تاريخ بدء "طوفان الأقصى" وإعلان حزب الله في اليوم التالي فتح الجبهة الجنوبية للمساندة والتخفيف عن غزة.

فقد عادت حركة الموفدين على خط تل أبيب بيروت لوقف التصعيد بين طرفي النزاع، وعدم تحويل لبنان إلى غزة أخرى كما حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

إذ حطّت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيروت أمس في زيارة استمرت لساعات، التقت فيها المسؤولين، وأشارت إلى "أن الوضع على الخط الأزرق دقيق والمخاطر قائمة".


في حين اعتبر الباحث بالشؤون العسكرية والاستراتيجية مصطفى أسعد لـ"العربية" أن المواجهات متجهة نحو التصعيد، قائلا "سنشهد تبادلاً عنيفاً للمواجهات أكثر مما هو عليه الآن، وقد يبادر حزب الله إلى الهجوم على الجليل الأعلى من باب تسجيل نقاط استباقية لصالحه حتى لو خسرها في مرحلة لاحقة".

كما رأى أن المساعي الدبلوماسية لم تنجح حتى الآن بوقف التصعيد، واصفا إياها بأنها أشبه بالحركات الفلكلورية.

وأضاف أن الجانب الأميركي يريد أقله إبقاء المواجهات كما هي الآن دون أن تتوسّع أكثر، وذلك بهدف تمرير استحقاق الانتخابات الرئاسية، لكن يبدو أنه لن ينجح بذلك، وفق تقديره.

إلى ذلك، كشف "أن كل السفارات في لبنان خفّضت عدد موظفيها تحسّباً لأي سيناريو خطير في الجنوب، كما أنشأت مكاتب ومواقع للإخلاء الفوري في أماكن عدة في البلاد تضم موظفين مدنيين وعسكريين مهمتهم تأمين الإخلاء الفوري والسريع لموظفي السفارات لحظة اندلاع الحرب جنوباً".

توازياً، أشار أسعد إلى "أن الجانب الإسرائيلي يواصل استعداداته لمعركة الشمال بعدما اتضح له أن الحرب في غزة صعبة، في المقابل قد يستبق حزب الله الحرب الموسّعة بالمغامرة بتنفيذ عملية في الداخل الإسرائيلي بإرسال مئات العناصر إلى إحدى المناطق، لكن هذه المغامرة لن تستمر طويلاً، إلا أنها ستُحقق أهدافها المعنوية والإعلامية للحزب بعدما ترد إسرائيل بشكل عنيف ضد لبنان".

واعتبر "أن من مصلحة إيران الهجوم الفوري وإنهاء الحرب قبل وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الخريف المقبل".

في المقابل، أشار الباحث بالشؤون العسكرية والاستراتيجية إلى أن "تل أبيب تراهن على عودة الجمهوريين إلى البيت الأبيض بعدما فقدوا ثقتهم بالإدارة الحالية (الحزب الديمقراطي)، وبالتالي رد الجميل إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتنفيذ المتّفق عليه، مع العلم أن واشنطن ستكون حتماً إلى جانب إسرائيل في حال توسّعت الحرب مع حزب الله".

من جهته، أوضح المحلل السياسي الأميركي حازم الغبرا لـ"العربية.نت": "أن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى مزيداً من التصعيد على الجبهة الشمالية لإسرائيل لأكثر من سبب، لعل أبرزها أنه من غير المنطقي فتح جبهة جديدة في وقت لم تُنهِ إسرائيل حتى الآن جبهة غزة ولم تحقق أهدافها العسكرية".

إلا أنه اعتبر "أن إسرائيل نجحت حتى الآن بحملتها العسكرية في الجنوب، وذلك عبر استهدافها بشكل شبه يومي لقيادات ومسؤولين وعناصر في حزب الله، وهذا اختراق استخباراتي واضح للحزب، كما نجحت بالضغط الإعلامي على الشعب اللبناني وحكومته وعلى اقتصاده، لاسيما القطاع السياحي الذي يعتبر أحد أعمدة الاقتصاد، وذلك من خلال التهديدات المتواصلة".

وأشار إلى "أن الأميركي مُقتنع بأن إنهاء الحرب في غزة سينعكس إيجاباً على جبهة جنوب لبنان، على عكس الإسرائيلي الذي يرفض الربط بينهما ويعتبر أن مشكلة حزب الله قائمة منذ قبل السابع من تشرين الاول وتفاقمت بعد ذلك".

إلى ذلك، أضاف أن "هناك تخوّفاً أميركياً من امتداد الحرب من جنوب لبنان إلى سوريا وصولاً إلى طهران عبر العراق، وعندها ستضطر الولايات المتحدة لتكون جزءاً من حرب شاملة متعددة الأطراف".

هذا وتحدّث الغبرا "عن ضغط إسرائيلي داخلي، لاسيما من سكان مستوطنات الشمال بضرورة فعل شيء في الشمال لوقف سقوط الصواريخ عليهم وتحليق المسيّرات فوق مناطقهم".

كما اعتبر أن "كلفة إغلاق حرب غزة وفتح حرب لبنان ستكون مرتفعة على إسرائيل، والخوف القائم اليوم أن تكرر إسرائيل سيناريو غزة، بدخولها الحرب مع حزب الله من دون حسابات مدروسة".

وتقود الولايات المتحدة الأميركية مساعي التهدئة جنوبي لبنان، وقد أرسلت الموفد الخاص للرئيس جو بايدن، آموس هوكستين إلى تل أبيب وبيروت أكثر من مرة في محاولة لوقف التصعيد وإرساء حل دبلوماسي يُمكّن سكان المناطق الحدودية في الجنوب والمستوطنين في شمال إسرائيل من العودة إلى منازلهم، إلا أن الفشل لا يزال قائماً.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا