محليات

أعداد الأطباء تزداد سنوياً فيما الصحة تتراجع والأمراض تنمو وتزيد...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في لبنان والعالم، تتزايد أعداد الأطباء المتخرّجين من كليات الطب سنوياً بالمقارنة مع السنوات والعقود الماضية، وفي كل أنواع الاختصاصات الطبية، فيما تتزايد الأمراض، وتتراجع الصحة، وتتآكل فرص الحصول على الرعاية الصحية.

فأين تكمن المشكلة على هذا الصعيد؟ هل هي في الجامعات والكليات، أم في تغيُّر نوعيّة التعليم وتطوير المناهج النظرية والتطبيقية؟ وهل ان طب "أيام زمان" كان فعّالاً أكثر من طب عالم اليوم، أي عالم الحداثة والتحديث والتطور؟ كيف؟ ولماذا؟

 لغة المال...

أوضح رئيس حملة "الصحة حق وكرامة" الدكتور اسماعيل سكرية أن "أعداد الأطباء والأدوية تتزايد، والوسائل والمستلزمات والتكنولوجيا الطبية والجراحية كلّها تزيد، فيما تزداد الأمراض بموازاة ذلك أيضاً".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هناك قاعدة أساسية لمقاربة تلك المشكلة، وهي أن لغة المال ورأس المال والشركات خصوصاً شركات الأدوية، صارت هي المُسيطِرَة على النظام العام لعالم الطب والصحة، وذلك بما يشمل الأبحاث الطبية ومجالاتها، وصولاً الى طريقة التعامُل مع الأمراض".

عنف طبي

ولفت سكرية الى "سؤال أساسي يحقّ لكل إنسان أن يطرحه، وهو أن هل من الممكن بعد مرور عقود من الزمن منذ السبعينيات على الأقلّ وحتى الساعة، وبعد إنفاق مئات الملايين من الدولارات على أدوية وأبحاث السرطان، وبعد الوصول الى زمن الذكاء الاصطناعي، واكتشاف أساليب لإطالة العمر والحفاظ على قوّة وشباب الجسد رغم التقدّم بالسنّ، (هل من الممكن) أنهم لا يزالون عاجزين عن إيجاد علاج تامّ وكامل وفعّال ومُستدام لمرض السرطان مثلاً؟".

وأضاف:"هناك لغة مال وتجارة تتحكّم بعالم الطب والصحة والجامعات والدراسات والأبحاث، الى حدّ معيّن، وهو ما يترافق مع انعدام الخطط التي تركز على رفع مستوى الرعاية الصحية وتوسيعها لتشمل أكبر قدر ممكن من الناس. وهذا سبب رئيسي في زيادة نسبة الأمراض والمشاكل الصحية. هذا فضلاً عن فقدان التواضع، والاسترسال بالعنف العلاجي والتكنولوجي في عالم الصحة".

تجارة كبيرة

وشرح سكرية:"نقصد بالعنف العلاجي والتكنولوجي في هذا الإطار، هو الافتخار الطبي ببعض أنواع الأدوية والعلاجات مثلاً، رغم قدرتها على التسبّب بصدمات جسدية للمرضى، وبإضعاف صحتهم، وعلى إحداث "خربطة" في كريات الدم بشكل يُجبر المريض على دخول غرف الطوارىء، وذلك فيما هي تضمن العلاج لفترات معيّنة لا أكثر، أي انها لا تشكل علاجاً جذرياً وكاملاً ومتوازناً مع كل العذابات التي يعاني منها (المريض). نحن لسنا ضدّ تلك الأدوية والعلاجات، ولكننا نحذّر من العنف في الممارسات الطبية، ومن التباهي بأبحاث وباستخدام تكنولوجيا، وتكنولوجيا متقدّمة جدّاً أحياناً كثيرة في عالم الطب والصحة للظهور بمظهر الأقوياء، فيما العدالة الصحية غائبة، والتوازن الصحي مفقود. ومن مظاهر العنف الطبي، وفقدان التوازن والعدالة الصحية، هو ترك مرضى السرطان مثلاً يُعانون حتى الساعة، أي بعد عقود من استعراض أبحاث وعلاجات مُكلِفَة جدّاً، وغير مُتاحة بنسبة كبيرة منها لكل الناس أصلاً، وذلك بدلاً من توفير العلاج الفعّال والمُستدام للجميع".

وختم:"بعض الآراء الطبية في الولايات المتحدة الأميركية تقول إن لا مصلحة بالإعلان عن علاج لمرض السرطان. فالأمراض تجارة كبيرة، وحياة الناس "آخر همّ" عندما تبدأ لغة الأرباح والأرقام. وعندما يبدأ الإنسان بتحريك غرائزه ومصالحه، يُصبح أخطر من الوحش".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا