محليات

الرئيس اللبناني لن يكون مسيحيّاً لمدّة طويلة بَعْد وقد يُنتَخَب من أصول فلسطينية أو سوريّة...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم

 

في نظرة واقعية للأمور، نجد أنه سيكون مستحيلاً على المسيحيين في لبنان، وعلى الموارنة منهم تحديداً، أن يحفظوا رئاسة الجمهورية لهم لمدّة طويلة كثيراً بَعْد.

 

ولو بشكل تدريجي

فالعالم كلّه يتغيّر في كل شيء. ولبنان الغارق بالنزوح السوري واللّجوء الفلسطيني، وباحتمالات التوطين والدّمج لأعداد هائلة من الفلسطينيين والسوريين فيه مستقبلاً بحكم الأمر الواقع، سيشهد تغييراً طائفياً كبيراً ضمن ديموغرافيّته، بشكل سيأكل من الحضور المسيحي فيه بكل شيء أكثر فأكثر، ولو بشكل تدريجي. والنتيجة ستصل الى رئاسة الجمهورية عاجلاً أم آجلاً، إذ سيصعب على المسيحيين الموارنة أن يحفظوها لهم بعد تغييرات عميقة في البُنية الديموغرافية اللبنانية.

وإذا أخذنا عمق العلاقات القائمة بين المسيحيين في لبنان والدول الغربية، سنسمع تلك الدول تقول مستقبلاً إن من شروط الدولة الديموقراطية فيه (لبنان)، فتح الرئاسات والسلطات للجميع، ومن دون أبعاد طائفية ومذهبية.

 

 

من أصول فلسطينية؟

والتغيير في تلك الحالة لن يقطف ثماره المسلم اللبناني حصراً بالضّرورة، إذ من الممكن أن يُصبح لدينا رؤساء للجمهورية، ورؤساء للحكومات، ولمجلس النواب... من أصول غير لبنانية أيضاً، بسبب إمكانية الدّفع باتّجاه انتخاب لبنانيين لرئاسة الجمهورية، أو كنواب، وتعيين وزراء... سيكونون لبنانيين طبعاً، ولكن من أصول فلسطينية، أو سورية... وذلك بعد المضيّ بمشاريع توطين ومنح جنسية... للنازحين واللاجئين في الأراضي اللبنانية.

وهذا ما سيرحّب به الغرب في أي حال، لا سيّما الأميركي منه، حيث الأبواب مفتوحة للجميع في كل شيء تقريباً هناك، حتى ولو كانوا من أصول أفريقية، أو آسيوية، أو...

 

 

مليون بين 6 ملايين...

تتقاطع آراء بعض المصادر المُطَّلِعَة في حديثها لوكالة "أخبار اليوم" على مسألة أن التغيير الديموغرافي الكبير الذي يشهده وسيشهده لبنان أكثر بَعْد، لا بدّ من أن تكون له الترجمة السياسية المُنسجمة معه مستقبلاً، وذلك من باب الواقع.

فأن يكون عدد المسيحيين في لبنان مليوناً أو مليوناً ونصف، من بين 3 ملايين نسمة، ليس كأن يكونوا مليوناً ونصف بين 5 أو 6 ملايين نسمة، مثلاً. وما كانت تسمح لهم به الحالة الأولى، لن تمنحهم إياه الحالة الثانية. وهنا لم نتحدّث بَعْد عن احتمال تغيير الجغرافيا اللبنانية أيضاً.

هذا فضلاً عن أن الدول الغربية الصديقة للبنان لا تهتمّ بالبُعد الطائفي والمذهبي، بل بعلاقات وصداقات المصالح، وهو ما سيصعّب على المسيحيين الاحتفاظ بامتيازات كانوا حصلوا عليها قبل قرن، تبعاً لمصالح فرنسية أولاً، وغربية في ما بَعْد، وليس بسبب حرص غربي على المسيحيين في لبنان والشرق.

 

نكهة مسيحية

وأما من جهتها، ترى مصادر سياسية في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن احتمالات توطين الفلسطينيين أو السوريين في لبنان، لن تنزع من المسيحيين الامتيازات التي لطالما كانت لهم.

وتستند تلك المصادر في رأيها الى أن ما جعل المسلمين في لبنان يقبلون بأن تكون رئاسة الجمهورية للمسيحيين في الماضي، هو قدرة الجماعة المسيحية فيه منذ زمن بعيد على نسج العلاقات مع الخارج، وخصوصاً مع الفاتيكان. والى يومنا هذا، تحتاج إعادة توجيه العلاقات اللبنانية مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وحتى مع الدول العربية، الى نكهة مسيحية معيّنة أيضاً، لا يمكن الاستغناء عنها بسهولة.

 

 

نقطة قوّة

وبدورها، تدعو مصادر ديبلوماسية في حديث لوكالة "أخبار اليوم" المكوّن المسيحي في لبنان لإعادة صياغة دوره في منطقة تتبدّل وتتغيّر، خصوصاً بسبب حرب غزة.

فالعلاقات بين الشعوب عموماً، وبين المسيحيين والمسلمين، هي من أبرز المواضيع الشائكة المطروحة في العالم عموماً اليوم، لا سيّما بسبب ملفات ومشاكل الهجرة. فيما لا أحد يتمتّع بخبرات العيش مع الآخرين أكثر من المسيحيين في لبنان. فهم عرفوا المسلمين منذ قرون، وتشاركوا المناطق والحروب وعيش المصلحة معهم في الشرق، خلال حقبات متعدّدة. وهذا يعني أن لديهم القدرة على تعليم العالم كيفية العيش مع المسلمين. وهذه نقطة قوّة لمستقبل الدور المسيحي في لبنان والمنطقة.

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا