بكركي مقصرة في الملف الرئاسي..
لا يبدو أن أجندة بكركي الرئاسية تحمل حاليا ما هو أبعد من الضغط لانتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري. فالبطريركية المارونية وان كانت على يقين وقناعة بأن انجاز المجلس النيابي مهمته هذه قبل ٣١ تشرين الاول الحالي بات من المستحيلات، لا ترى ان هناك دورا تلعبه في المرحلة الحالية ابعد من مواصلة الضغط ورفع النبرة بشكل تصاعدي.
وبعكس ما يروج له كثيرون عن لائحة أسماء لبكركي ستضعها على الطاولة بالوقت المناسب، تؤكد مصادر مطلعة على جو البطريركية ان لا مرشحين رئاسيين لدى البطريرك بشارة الراعي، وهو يتعاطى مع الملف على قاعدة ان الاسماء يفترض ان تخرج عن الكتل النيابية المعنية بعملية التصويت وان من حقه حصرا ان يبدي رأيه باسم او بآخر وصولا لامكانية ان يضع فيتو او يزكي مرشحا على آخر.
وبحسب المعلومات، لا تبدو أصلا علاقة البطريرك الراعي بالفاتيكان بأفضل احوالها، بحيث ان لا تنسيق مباشر بين الطرفين بخصوص الملف الرئاسي الذي يُبحث مباشرة بين الفرنسيين والدوائر الفاتيكانية المعنية. حتى هناك لا اسماء واضحة يتبناها الطرفان ولا مرشحين معينين يدعمانهم، أقله في المرحلة الراهنة. اذ يبدو لسان حال الجميع وجوب انتخاب رئيس انقاذي يحظى بحد ادنى من التوافق بين مختلف القوى لعلمهم بأن رئيسا خارج هذا السياق لا يمكن ان يمر وفق التوازنات النيابية الحالية.
ويعتبر البعض ان دور بكركي السابق ذكره غير كاف في الظروف والمعطيات الراهنة، وبخاصة في ظل الخلاف بين القوى المسيحية وعدم امكانية تفاهمها على اسم معين للرئاسة كما حصل في الاستحقاق الماضي حين تفاهمت تحت قبة البطريركية على وجوب انتخاب احد رؤساء الاحزاب المسيحية الرئيسية ال٤، وما تلا ذلك من اتفاق بين "التيار الوطني الحر" و"القوات" على انتخاب العماد ميشال عون. وترى مصادر معنية بالملف ان "على بكركي ان تكون هي محور النقاشات والمفاوضات الرئاسية لا حارة حريك. حتى ان اعداد لائحة مرشحين مفضلين لن يشكل تعديا على صلاحيات ودور النواب بقدر ما يشكل تمسكا بما تبقى للمسيحيين من صلاحيات في هذا البلد". وتضيف المصادر:"هل هناك كلمة وقرار للمسيحيين باختيار شخصية لرئاسة مجلس النواب او رئاسة الحكومة؟ نحن لا نقول بأن القرار يجب ان يكون مسيحيا حصرا بملف الرئاسة لكن المنطق يقول بأن اسماء المرشحين يجب ان تصدر عنهم اولا وليس عن اي طرف آخر والا يكونون بذلك يؤسسون لمرحلة خطيرة من التسليم بصلاحياتهم".
واذا كانت القوى المسيحية الرئيسية لا تلام على عدم تمكنها من التفاهم على شخصية واحدة ترشحها للرئاسة باعتبار ان جميعها تطمح لتولي المنصب وتعتبر نفسها مؤهلة لذلك، لا يمكن الا تلام بكركي على عدم القيام بدور أكبر في هذا المجال. فان كان البعض سيبرر ذلك بأنها سلطتها محدودة جدا وبأنها لم تستطع المونة على رؤساء الاحزاب بوقت سابق لجمعهم مجددا على طاولتها، لا يمكن لهؤلاء التغاضي عن سلطة معنوية كبيرة تمتلكها البطريركية تستطيع وان مارستها بذكاء ان تفرض نفسها راهنا المرجعية في الملف الرئاسي.
ويرد البعض عدم حماسة الراعي للعب دور اكبر لكونه بات في نهاية ولايته البطريركية، اذ ترجح مصادر مطلعة ان يكون هناك بطريركا جديدا بعد انتخاب رئيس للبنان، وتضيف المصادر:"لا شك ان للراعي مرشحين مقربين منه يفضلهم على سواهم لكنه يتروى بتبني أحدهم قبل التأكد من امكانية نجاحه كي لا تبدو بكركي في موقع الخاسر او المكسور باعتبار انه لم يؤخذ برأيها او بمرشحها. ومن بين هؤلاء الوزير السابق المحامي ناجي البستاني الذي يتابع ملف المطران موسى الحاج، كما شخصيات كالوزير السابق زياد بارود".
بالمحصلة، ايا كانت اعتباراتها او مبرراتها بات لزوما ان تشمر بكركي عن زنودها. فعظات يوم الاحد باتت اشبه بأسطوانات معلوكة..فيما المطلوب حركة اكثر فعالية واستنفار لمواكبة المرحلة التي بات فيها مصير المسيحيين ودورهم وصلاحياتهم في هذا البلد على المحك اكثر من اي وقت مضى!
بولا أسطيح - الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|