هل يدفع المسيحيون فاتورة اليوم التالي لجبهة الجنوب؟
بقلق ترصد الدبلوماسية الغربية ما يجري على الساحة اللبنانية وتحديدا عند الجبهة الجنوبية التي تخضع في هذه المرحلة لحسابات دقيقة تضع الدبلوماسية والميدان في ميزان واحد بحيث يصعب تكهن دفة من ستفوز في نهاية المطاف. ولم تخف الفاتيكان هذا القلق وتحديدا على الشارع المسيحي الذي بات اليوم ملحقا بالتطورات في قطاع غزة نتيجة انقسام القوى الاساسية في هذا الشارع بين معسكرين وان فاز أحدهما لا يمكن أن يعني ذلك فوزا للقوى المسيحية بعد ان تحولت الاخيرة الى لاعب ثانوي في المعادلة السياسية اللبنانية.
وتؤكد مصادر دبلوماسية أن الحديث عن اليوم التالي لجبهة الجنوب هو الاساس نظرا لانعكاساته السلبية لاسيما على الساحة المسيحية والتي ستدفع حكما ثمن اي تسوية مقبلة على البلاد. وتشير المصادر الى التقارب الشيعي السني بعد حرب غزة واللقاءات التي يجريها الحزب مع الفعاليات السنية لاسيما الراديكالية منها وأبرزها الجماعة الاسلامية ومجموعات بدأت تتكون في صيدا، طرابلس وعكار حيث يتغلغل الحزب بقوة داخل البيئات السنية بعد ان طوى هذا الشارع صفحة تيار المستقبل وانتفض في داخله نَفَس فلسطين وعملت ايران على استثماره بشكل جيد. في هذا التوقيت ثمة مخاوف فاتيكانية من انهاء الوجود المسيحي في لبنان واستنساخ تجربة العراق بعد صدام حسين على هذا الواقع، وهو ما عبَّر عنه أمين سر الفاتيكان في لقاءاته مع القوى المسيحية والمستقلة وشخصيات اجتمع بها بعيدا من الاعلام. في تلك اللقاءات كان هاجس الوحدة المسيحية يخيم على حديث مسؤول الدبلوماسية في الكرسي الرسولي الذي اصطدم برفض بعض القادة الموارنة الجلوس على الطاولة رغم التمني الفاتيكاني، وهذا الامر أثر بشكل سلبي على أجواء الزيارة. وجاء الهجوم "الشيعي" على الصرح البطريركي ليستكمل مشهد العزلة المسيحية المقبلة وكان بمثابة الضربة القاضية لهذه البيئة التي دفعت سابقا ثمن الحرب الاهلية واليوم ستجرفها التسويات الاقليمية وتبتلع النظام السياسي القائم وتتفق على نظام آخر.
وفي خضم كل هذا الصراع، بات حزب الله أكثر تمسكا بموقفه المقاوم، وما كان يخفيه بالامس يتحدث عنه جهارة اليوم. واختار نائبه علي فياض ليطل عبر الاعلام ويوصل رسائل حارة حريك الى بكركي وخلفها الفاتيكان طاويا صفحة البيانات المنمقة والبعيدة عن القصف الكلامي المباشر في عز الخلاف مع البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير ليفتح صفحة التمدد العلني داخل الدولة والممسك بكل تفاصيلها. وبرأي مصادر نيابية مسيحية فان الخطاب الذي يتبناه الحزب ضد بكركي نابع عن عامل ثقة بالتغييرات الآتية والتي ستنقل الحزب من الجبهة العسكرية الى الجبهة السياسية بمفهومها الواسع وقد تم تحضير الارضية لهذا الانتقال من خلال غزو رجال الاعمال المقربين من الثنائي عالم الاقتصاد والمال في مختلف المناطق اللبنانية وادخال العدد الاكبر من المؤيدين والمناصرين في هيكلية الدولة، مقابل هجرة مسيحية غير مسبوقة وانخفاض عديد المسيحيين في لبنان بشكل كبير مقارنة مع السنوات الماضية.
علاء الخوري -ليبانون فايلز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|