نموذج يعمل بالذكاء الاصطناعي ويؤدي المهام الزوجيّة والعائلية في المنزل!!!...
في بلد يُستهلَك فيه كل شيء، حتى التكنولوجيا والتطوّر، ومن دون تفكير كبير في معظم الأحيان، تأخذنا حماسة بعض البشر في التعامل مع الذكاء الاصطناعي الى مشهد يضع أمامنا مجموعة من القطط التي تناولت طعامها في وقت واحد، إلا واحدة منها وقفت متفرّجة، ودون أن تمسّ شيئاً. ورغم ذلك، نجدها تنظّف نفسها مثل الباقيات، كما لو أنها أكلت، أي "عالرّيحة".
العقل البشري
فهذه هي حالة بعض اللبنانيين، في بلد "مش ماشي" ولا حتى "عالرّيحة". ولكن المهمّ هو أن كل شيء على ما يرام بحسب ظنّهم، طالما أن البلد لا يزال موجوداً، ولو بالإسم.
في أي حال، نعود الى أساليب التعاطي مع الذكاء الاصطناعي كـ "شخص" يؤدي مهاماً رئاسية، ونيابية، ووزارية، وانتخابية، و... وأكثر ما يلفت انتباهنا على هذا المستوى، هو أن تلك المهام والنماذج هي موضع أخذ وردّ في أكبر بلدان العالم، إلا في بلادنا التي تستهلك كل شيء "ببّغائيّاً".
فرغم الغرائب التي نراها على مستوى العالم، وفي بلدان "آباء" و"أمهات" الابتكار والتطوير والاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي، إلا أن العقل البشري لا يزال "شغّالاً" هناك في التعامُل معه (الذكاء الاصطناعي) أكثر من العقول في بلدان تتذيّل الترتيب في كل شيء، ومنها لبنان مع الأسف.
تعطيل حسابات
ففي بلادنا، هناك من يفتخر بنماذج معيّنة من شخصيات معينة "تعمل" بالذكاء الاصطناعي، وتؤدي أدواراً سياسية معيّنة. وأما في بلدان كبرى حول العالم، فتُعطَّل حسابات بعض الناس، وبعض المطوّرين في عالم التكنولوجيا، في ما لو قاموا بإنشاء "روبوت" مثلاً، يقلّد أسلوب بعض الشخصيات أو المسؤولين أو المرشّحين للانتخابات.
وبمعزل عن الاعتبارات السياسية وغير السياسية للتعطيل، يتمّ تبرير تلك الخطوة بخرق بعض القواعد والشروط والمعايير، أو عدم نَيْل الموافقة، وغيرها من الأمور.
التفاعل مع الناس
وفيما يتفاخر بعض من في بلادنا بمسعاه لتوسيع دائرة استخدام الذكاء الاصطناعي في اليوميات السياسية، وفي نماذج سياسية معيّنة، يحذّر خبراء في عالم التكنولوجيا من مضارّ استخدامه في التفاعل مع الناس، وفي عمليات الدعاية السياسية وغير السياسية، وذلك خوفاً من السقوط بـ "الرَّوْبَتَة"، ومن ترويج الشائعات، ومن التآلف مع معلومات قد تكون صحيحة بالفعل، ولكن غير مُتناسِقَة أو غير مُناسِبَة مع هذا الظرف أو ذاك، وذلك مهما تمّ تدريب النّموذج المُستخدَم للعمل بالذكاء الاصطناعي.
كما يحذّر خبراء من عدم التمادي كثيراً في الثّقة ببعض القواعد والمعايير الموضوعة، ولا بضمان طلب "الروبوت" موافقة الناس قبل بَدْء التفاعل معهم، وذلك لأن أصول محاسبته في ما لو ضخّ معلومات تتسبّب بمشاكل جدية... ليست ممسوكة تماماً، ولم تتراكم الخبرات اللازمة في شأنها بَعْد.
يستبدل نفسه؟
هناك من يشجّعون الناس على أي شيء، وكل شيء. وهناك من يفتخرون ربما بأنهم يُدخِلون كل أنواع التطوّر والحداثة الى أي مكان، تبعاً لرأيهم بأنهم هم مقياس التطوّر والحداثة، ومن دون أن يُظهروا أي حرص على مستوى الاستجابة لأي نوع من المحاذير التي لا تزال تحظى بنقاشات عالمية. وهذا غريب نوعاً ما.
ولكن ماذا لو طُلِبَ من هؤلاء أن يستبدلوا ذواتهم بالذكاء الاصطناعي، كنموذج "اختباري" أول، قد يشجّع الناس على استعماله أكثر؟
وبكلام أوضح، بدلاً من التشجيع على استخدام "الروبوتات" البرمجية في العمليات الانتخابية مثلاً، أو كبديل من مرشّح رئاسي أو نيابي... في الكلام مع ناخبيه وجماهيره مثلاً، ولاستعمالات أخرى، لماذا لا يُصار الى دفع المُشجِّع على القيام بذلك، الى استبدال نفسه هو أولاً، بنموذج يعمل بالذكاء الاصطناعي، ويؤدي مهامه الأبوية (للرجال) أو الأمومية (للنساء) والعائلية مع الأولاد والأهل والأخوة في المنزل، ويؤدي مهاماً ترقى الى مستوى تلك الزوجيّة ربما مع زوجته (للرجال) وزوجها (للنساء)؟
فمن يدري؟ قد يتحلّى البعض في تلك الحالة بشيء من المصداقية، وقد يجد مساحة جديدة له، بعدما ضاق الوجود عليه الى درجة بات يبحث فيها عن نفسه بشيء من فضاء اصطناعي، "يدفشه" هو ليُصبح واقعاً.
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|