المجتمع

قصة نجاح لبناني بقدمه الاصطناعية... رياضي متمرّس يضحك للحياة لأن الاستسلام ممنوع!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا شيء مستحيلا بالنسبة الى جيريمي ملكونيان (27 عاماً) لأنه يعاند الحياة ويتحدى الصعوبات بعد حادث سير مع سائق مخمور على جسر انطلياس في 27 كانون الأول 2019 نتج عنه تركيب طرف اصطناعي لقدمه اليسرى بعد بترها من جراء الحادث الاليم. لا داعي لأي ردة فعل سلبية لأن ملكونيان، الذي زار أمس مكاتب "النهار"، متصالح مع نفسه ويملك "وكالة حصرية" للارادة الصلبة في جعل المستحيل سهل المنال.

دخل ملكونيان بثياب رياضية تتكامل مع روح مرحة ضاحكة ومحبة للحياة حتى في أتعس ظروفها. سرّه واضح وهو أنه يتطرق الى مواضيع الحياة من نظرته الى النصف الممتلىء من الكوب، رافضاً أي معالجة لها من زاوية نصف الكوب الفارغ.

بعد تهنئته لمشاركته في مباراة "مستر ليبانون" ووصوله الى التصفيات النهائية لـ6 مرشحين لنيل اللقب، بادر ملكونيان حديثه مشيراً الى أنه "نال لقب صاحب الشخصية المميزة في هذه المسابقة، التي شارك فيها بعدما شجعه بعض رفاقه على القيام بذلك".

"التجربة كانت استثنائية"، أكمل مشيراً الى أنها "شرعت لديه آفاقاً للبحث عن فرص في كل من عرض الأزياء او التمثيل أو الإعلانات، أو حتى تقديم البرامج..."

ما سر هذا الشاب وكيف يتسم بمعنويات عالية في بلد يغرق في المجهول؟ الوصفة السحرية هي انجرافه طوعاً الى عالم الرياضة كمدرب لياقة بدنية منذ العام 2017، وذلك بعد تحصيله إفادات عدة من مركز رياضي متخصص، حيث تمرس بفضلها في مجالات عدة منها التعاطي مع الاصابات الرياضية والتأهيل الحركي وصولاً الى اللياقة البدنية والسمنة.

ماذا جرى ليل 27 كانون الأول 2019؟ تحدث ملكونيان بسلام عن الحادث من دون اي غضب أو ضغينة، مبادراً بالقول إنه سامح السائق المخمور على ما فعله...

تنظر اليه بتعجب. يبتسم ويكمل قصة حادث السير الذي أفقده رجله اليسرى قائلاً: "كنت أسير بسيارتي على جسر انطلياس في مساء قاتم وسط شتاء كانون الممطر جداً، عندما لاحظت أن عليّ استبدال دولاب المركبة. ترجلت من السيارة متخذاً التدابير الاحترازية من إضاءة "فلاشر" ووضع إشارات تحذيرية اي إشارة المثلث على سطح المركبة".

ماذا حدث بعدها؟ السائق المخمور صدم ملكونيان الواقف أمام صندوق سيارته ليُنقل على وجه السرعة الى المستشفى مع كسور عدة منها في الظهر، وتبين بعد 8 أيام على مكوثه في المستشفى ظهور أعراض حادة لالتهاب العضلات في رجله اليسرى، ما أدى الى قرار فرض نفسه ببترها من خلال عملية جراحية أجريت له في العام 2020.

واستعاد بالذاكرة ردة فعل محيطه العائلي على وضعه الصحي في حينه، ولاسيما عندما دخلت والدته لرؤيته في المستشفى وهي تدعمه بكلام ايجابي قائلة: "بكرا راح توقف ع اجريك يا ماما؟".

مر في ذاكرته في ذلك الوقت، وفقاً لما ذكره لنا، أنه كان يصبو الى الشفاء العاجل لأنه يعيل عائلته الصغيرة أي والديه، ولاسيما بعد الضيقة المالية التي انعكست سلباً على عمل والده في قطع غيار السيارات.

وأوضح أنه تواصل عند وقوع الحادث مع دارين بربر البطلة اللبنانية والمدربة الرياضية بساق اصطناعية والمقيمة في دبي، وقد نالت شهادة غينيس للأرقام القياسية، لتحقيق أول فترة للجلوس في وضعية القرفصاء "جدار ثابت للجلوس" بدقيقتين وثانية في دبي، مشيراً الى أنها دعمته ليتابع مسيرته في الرياضة والحياة مع شعار واضح لكل منهما أنه "ممنوع الاستسلام أمام اي صعوبة في الحياة".

لم ينسَ أيضاً وقوف مخرج "فيديو بيروت 303" ايلي سمعان الى جانبه بعد الحادث الى درجة أن اهتمامه ودعمه اللامتناهي جعله يتحول من صديق الى شقيق عزيز على قلبه.

ماذا تغير في حياته؟ بادر مجيباً بأن "ايمانه زاد بالله أكتر من اي وقت مضى. وتمسك أيضاً بالايجابية في الحياة لأنه لم يعتبر أن ما حصل معه شكّل اي عائق للوصول الى أهدافه وما أكثرها"، مشيراً الى انه "ما زال يعمل كمدرب لياقة بدنية من خلال حصص تدريبية لبعض زبائنه منها عبر خدمة "أون لاين"، وأخرى عبر تمارين مباشرة في الصالة الرياضية في النادي".

يرفض ملكونيان الحديث عن اي نظرة شفقه لأنها خارج "قاموس" حياته. هو تواق ليبقى رياضياً طبعاً مع اصراره على تأسيس جمعية تعنى بتوجيه ذوي الحاجات الخاصة، الذين يعانون بغالبيتهم من البدانة، الى الرياضة، إضافة الى متابعة حقوقهم بالتغطية الصحية وتنفيذ قرار مجلس الوزراء تخصيص 3 في المئة من الوظائف العامة لذوي الحاجات الخاصة...

ملكونيان يتمنى البقاء في لبنان لإطلاق جمعيته. لا يفكر الآن بالارتباط متمنياً أن تكون زوجته المستقبلية ايجابية وقادرة على مواجهة الحياة. يعيش محاطاً برفاق ورفيقات ومعجبات وجزء من يومياته "موثّق" على حساب انستغرام الخاص به.

قبل مغادرته مكاتبنا، صارحنا بأنه ينجذب لشخصية الممثلتين نادين الراسي وزينة مكي لأنهما لم تنكسرا امام الصعاب، بل تمسكتا بإرادة العيش ومواجهة الحياة...
غادر ملكونيان مكاتب "النهار" ملقيا التحية على بعض الزملاء وهو يضحك لهم وللحياة...

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا