اجتماعات "الخماسيّة" لن تقدّم أيّ إضافة في الملف الرئاسي
على ايقاع الجبهة الجنوبية المحمومة وميدانها "الغالي"، وبين عمليات الدفاع والهجوم على طرفيها، تستمر وتيرة العمليات العالية السقف ضمن حدود قواعد الاشتباك و"بنات عمها"، وسط خشية متعاظمة محلية ودولية من لعبة "الاخذ والرد" بين "تل ابيب" وحارة حريك، التي قد تشعل في اي "لحظة تخلي" حربا اقليمية، فيما الطبقة السياسية غير آبهة بما توجبه التطورات من اجراءات، اقلها انتخاب رئيس جمهورية يمسك زمام الامور ويمنع الانزلاق نحو الهاوية، فيما الخارج يشهد عملية انقلاب انتخابي ابيض، من بريطانيا الى فرنسا مرورا بالجمهورية الاسلامية، في انتظار الولايات المتحدة الاميركية.
وفيما غابت المواقف والتحركات السياسية لدخول البلاد عطلة رأس السنة الهجرية، وما سيتبعها من مجالس عشورائية حافلة بالمواقف السياسية، وسط معلومات عن مقترح اميركي ملغوم وصل الى بيروت مساء، اكدت حارة حريك عشية شد "خماسية" باريس "همتها"، ان "سليمان فرنجية يحقق الأهداف الوطنية لجميع الأفرقاء، ومقبول من قبل الدول العربية"، في موقف لافت لجهة التوقيت.
مصادر مواكبة لحراك "الخماسية"، كشفت ان عودتها الى الساحة يأتي من "الباب المعنوي"، في ظل الضغوط الكبيرة التي يمارسها الفاتيكان، خصوصا بعد زيارة امين سر الدولة الى بيروت الكاردينال باروليني، والتقرير المتشائم الذي رفعه الى البابا، ووصلت نسخ عنه الى باريس وواشنطن، حول الوضع المسيحي ومستوى الاحباط في هذا الشارع، نتيجة التعامل بمنطق "الاستلشاق" في كل ما خصهم من مواقع في الدولة اللبنانية.
ورأت المصادر، ان لا مؤشرات الى ان الرياض، صاحبة الكلمة العربية الفصل، قد انتقلت الى ضفة مؤيدي فرنجية، خصوصا ان ثمة من يردد ان لقاء الاخير بامين سر الفاتيكان لم يكن "مريحا"، متوقفة عند معاني "توضيح" مساعد امين عام جامعة الدول العربية هشام زكي، الذي جاء نتيجة ضغط من الرياض، ما يوحي بان صفقة وصول "مرشح المحور" ما زالت بعيدة.
وتابعت المصادر بان واشنطن محرجة حاليا، وغير قادرة على التقدم أي خطوة الى الامام في ظل وضعها الرئاسي الداخلي، ومخاوف البيت الابيض من القنبلة التي قد يفجرها رئيس وزراء العدو الاسرائيلي خلال زيارته الى واشنطن وكلمته امام الكونغرس، وما قد ينتج منها من تداعيات، خصوصا ان ثمة في الادارة من يميل بقوة الى تبني خيارات نتانياهو العنفية، وصولا الى اشعال حرب كبرى تدخلها الولايات المتحدة في مواجهة الجمهورية الاسلامية.
ازاء ذلك، رأت المصادر ان اجتماعات "الخماسية" لن تقدم أي اضافة جديدة الى المشهد، فمهمتها الاساسية انجزت مع اصدارها بيانها الاخير من "عوكر"، الذي تقاطع مع المواصفات التي وضعها الفاتيكان، علما ان شيئا اساسيا بات واقعا، ويتمثل بان جميع الاسماء التي سبق وطرحت قد باتت خارج اللوائح، وان الحركة الاساسية راهنا تركز على غربلة مجموعة جديدة من الاسماء.
وختمت المصادر، باستبعدها امكان تحقيق اي خرق في ملف الشغور الرئاسي، كون مواقف الفرقاء لم تتبدل حتى الساعة من الاستحقاق، في وقت تستدعي التطورات الميدانية المقبلة من الجميع النزول عن الشجرة. فوجود رئيس للجمهورية اكثر من ضروري اليوم، خصوصا في ظل تصاعد الحديث عن تسوية مرتقبة بعد انتهاء الحرب، ليكون لبنان شريكا على طاولة المفاوضات المنتظرة، لا ملفا قابلا للتلزيم.
ميشال نصر-الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|