محليات

لبنان "نصّ نصّ"... نصفه بحالة سياحة وسهر وصحة وعافية ونصفه الآخر ....

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لبنان... بلد "نصّ نصّ"، ليس على صعيد الحرب والسّلم فقط، بل على مستوى الفقر، والصحة، والتعليم، والمال، والحقّ باستعادة العافية المعيشية والحياتية...

وهذا واقع يتجاوز التوحّش في الطبقية الاجتماعية الموجودة في كل المجتمعات، ليصل الى حالة الفراق الاستراتيجي في صفوف شعب واحد، يعيش ضمن حدود دولة واحدة.

ظواهر غير طبيعية

لو تخيّلنا مثلاً أن ميونيخ أو فرانكفورت أو دورتموند... الألمانية مشتعلة بمعارك أو حرب، فسنجد أن النتيجة الحتمية لذلك هو أن برلين لن تكون مرتاحة أبداً. ولو تخيّلنا مثلاً أن مرسيليا أو تولوز أو ليون... الفرنسية مشتعلة أمنياً وعسكرياً، فسنجد أن باريس لن تكون مرتاحة أبداً. والأمر نفسه في بلدان أخرى أيضاً، إلا في لبنان حيث يمكن لنصف البلد أن يكون مشتعلاً، فيما نصفه الآخر بحالة سياحة وسهر.

وفي لبنان أيضاً، يمكن لنصف البلد أن يستعيد عافيته المعيشية، ولنصفه الآخر أن يقبع في حالة من الفقر والجوع والمرض، باستفحال كامل أو جزئي. وهذه أيضاً من الظواهر غير الطبيعية تحت سقف بلد واحد.

فهل يمكن لبلد أن يكون بلداً بتلك الحالة، وفي مدى بعيد وناجح؟ ومن يمكنه القيام بالتصحيح اللازم؟ وكيف؟

 

قضية وطنية

أوضح النائب الدكتور الياس جرادي أنه "بمعزل عن الموقف السياسي والعقائدي من الحرب الحالية في لبنان، إلا أن لدينا فرصة لأن يتحوّل ما يجري في الجنوب الآن الى قضية وطنية جمعاء، ولأن يجتمع الشعب اللبناني حوله، ولأن يتحوّل الى قضية تجمع وتوحّد كل اللبنانيين".

وأشار في حديث لوكالة "اخبار اليوم" الى أن "الاختلاف في النظرة بين اللبنانيين موجود، ونحن لا ننكره. ولكن يتمّ تضخيمه إعلاميّاً أيضاً في مكان ما. فرغم الانقسام على صعيد الموقف السياسي من المقاومة، إلا أن اللبنانيين ليسوا منقسمين تجاه ما يجري في الجنوب من الناحية الإنسانية، ولا في النظرة الى المآسي التي تحصل".

17 تشرين الأول...

ورأى جرادي أن "جزءاً من الانقسام اللبناني هو انقسام تاريخي لأنه ناجم عن تركيبة لبنان التي نَمَت على الطائفية في مكان معيّن مع الأسف. ولكن رغم ذلك، هناك بعض التضخيم، إذ نزل شعبنا الى الشارع في 17 تشرين الأول 2019 بأكثريّته، وبحسّ وطني، واعترض على المنظومة الحاكمة جنباً الى جنب، وأظهر قدرته على أن لا يكون طائفياً، وعلى شبك الأيادي والاتّحاد".

وأضاف:"شعبنا لا يزال قادراً على أن يكون شعباً واحداً، وعلى أن يتّفق على أمور كثيرة. ومشكلته هي في ما يُمارَس عليه من جانب المنظومة السياسية المُتمترِسَة في مواقعها السياسية منذ عقود، والتي تعرف كيف تفرّقه عن بعضه تبعاً لمصالحها. ولكن هناك جيلاً جديداً يتحرّك ضدّ ذلك، وضدّ المصالح الداخلية التي تشدّ العصب بالانقسام الداخلي الذي يبرّر وجودها، خصوصاً أن معظم القوى السياسية والحزبية في بلادنا مبنيّة على أُسُس غرائزية وعشائرية وطائفية ومذهبية، وهي تتغذّى من تلك الغرائز، وتستمدّ شعبيّتها من خلق صدمات، وليس من طرح مواضيع ومشاريع استراتيجية تمتلكها".

شعب واحد

وعن الحلول المُمكِنَة، لفت جرادي الى "أننا نحاول أن نخلق قضيّة توحّد اللبنانيين على قدر استطاعتنا. ولدينا عدّة أفكار من بينها إطلاق نظام انتخابي خارج القيد الطائفي بشكل تدريجي ومدروس، وهو اقتراح نسعى الى أن يجمع توقيع مليون شاب وصبية قبل أن نقدّمه. فهذه طريقة تمكّننا من أن نخلق للشعب ولفئة الأجيال الشابة في صفوفه خصوصاً، قضية موحّدة يناضلون من أجلها خارج الانقسام الطائفي والغرائزي. وبالتالي، من مسؤولية الجميع أن يحوّلوا الشعب اللبناني الى شعب وجيل واحد في هذا الوطن".

وختم:"الانقسامات السياسية الغرائزية هي نفسها التي تنعكس على الملفات الحياتية والمعيشية الأساسية للّبنانيين أيضاً. فعلى سبيل المثال، سرقة أموال المودعين فاقمت طبقية الفساد التي نعيش فيها الآن، وبدلاً من أن يكون الشعب موحَّداً بالكامل تجاه تلك المسألة، فإننا نجده يسترسل بالانصياع الى المنظومة السياسية التي تسيطر عليه بالغريزة، ورغم علمه بأنها هي التي نهبت. فالمروِّض هو نفسه، ويستخدم أداة السيطرة الطائفية والغرائزية، ويجرّ الشعب خلفه بمبدأ "يا غيرة الدّين". وأما الحلّ، فهو بالعمل على معالجة تلك النقطة تدريجياً لتخفيفها، ولتحرير حياتنا اليومية والعامة منها، ولننقل مجتمعنا من التخلّف ومن مربّع الغريزة، الى حالة المجتمع الذي يعيش ضمن وطن حقيقي".

أنطون الفتى - وكالة "اخبار اليوم"

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا