اللبنانيون محرومون مشاهدة بطولة "اليورو" والخلاف يستعر بين الموزعين و"cablevision"
عند اقتراب صافرة انطلاق أي بطولة عالمية في كرة القدم، الرياضة الأكثر شعبية في العالم، يستعر الخلاف بين الوكلاء الحصريين لنقل البطولات وموزعي الكابلات في لبنان، فتبدأ معاناة عشاق هذه الرياضة. يعتبر هؤلاء أن حقهم الطبيعي مشاهدة الأحداث العالمية بأسرها، وفي مقدمها المباريات الرياضية، وسبق أن اعترفت الدولة اللبنانية بهذا الحق ضمنا سنة 2014 ببثها مونديال البرازيل عبر "تلفزيون لبنان" مجانا.
تزامن آنذاك نقل التلفزيون الرسمي اللبناني للبطولة التي تقام كل 4 سنوات مع بروز "موضة" تشفير قناة "bein sport"، وإرساء ثقافة الاشتراك للحصول على بث المباريات. ولكن بعد هذا التاريخ تدارك موزعو الكابلات الأمر، وأبرموا اتفاقات مع وكلاء القناة القطرية في لبنان ونجحوا إلى حد ما في تأمين بث كل البطولات والدوريات.
في بطولة اليورو هذه السنة، اختلف الأمر ولم يعد البث يصل إلى المنازل، أي أن أصحاب الكابلات لم يعد لديهم حق التقاط تردد قناة "bein sport". فما سبب الخلاف بينهم وبين وكلاء الشركة القطرية في لبنان؟
"النهار" تواصلت مع أربعة من موزعي الكابلات في ضواحي العاصمة، فأجمعوا على أن شركة "cabelivision"، وهي الحائزة صلاحية توزيع بث الـbein لا تريد التعامل معهم على عكس الشركات التي كان لديها حق البث في السنين الماضية، واضعين ذلك في سياق أن الشركة المذكورة تريد بناء علاقة مباشرة مع الزبائن لتحقيق نسب أرباح أكبر وللتسويق لخدمات أخرى تقدمها.
كذلك حاولت "النهار" التواصل مع شركة "cablevision" عبر خطها الساخن أكثر من مرة، فوعدت بمعاودة الاتصال، وهذا ما لم يحصل.
"أتابع كل المباريات على الإنترنت عبر الهاتف، بجودة أقل من التلفاز، لكن تكلفة الاشتراك في القنوات التي تنقل هذه المباريات مرتفعة جدا. وفي الأشهر المقبلة، إن لم يُعد موزع الكابلات في منطقتنا هذه القنوات فسنلغي اشتراكنا لكوننا لا نشاهد على التلفاز سوى كرة القدم. حتى الأخبار نتابعها على هواتفنا". هذا ما رواه الشاب كريم نكد لـ"النهار" في معرض حديثه عن الحلول التي اتبعها لمشاهدة مباريات المنتخبات الأوروبية في بطولة "اليورو" 2024 التي تقام بنسختها الـ17 في ألمانيا.
أما الثلاثيني مصطفى سرور ففضل كغيره من الشباب متابعة المباريات التي تهمه في المقاهي: "عِوَض دفع 90 دولارا للاشتراك في القنوات فضلت التنقل في مقاهي بيروت وإنفاق هذا المبلغ، خصوصا أنني لا أتابع كل البطولة، بل فقط مباريات المنتخب الذي أشجعه ومباريات الأدوار النهائية".
المقاهي لم تسلم من رسوم الاشتراك، فهي مجبرة أيضا على دفع رسوم سنوية تفوق أضعاف ما يدفعه المشترك في منزله، وتصل إلى حدود الـ6 آلاف دولار، لذلك لجأت إلى تحديد رسم دخول أو حد أدنى للطلبات "minimum charge" على الشخص، راوحت قيمتها بين 5 و20 دولارا، بينما فضّلت مقاه أخرى ألا تشترك من الأساس.
يخشى متابعو الرياضة، وخصوصا مباريات كرة القدم أن تنتقل هذه "الموضة" المتمثلة في تشفير القنوات، والمعمول بها عالميا إلى القنوات المحلية المسؤولة عن نقل مباريات الدوري اللبناني لكرة القدم وكرة السلة. وما يزيد هذه الخشية هو الرقم الذي خلصت إليه المزايدة التي أجراها الاتحاد اللبناني لكرة السلة في الأيام القليلة الماضية للحصول على حقوق نقل المباريات لأربع سنوات. فقد انتهى المزاد بمبلغ قياسي قدره 10 ملايين و670 ألف دولار، وتاليا ليس مستبعدا أن يقيم الاتحاد اللبناني لكرة القدم مزادا مشابها. والسؤال حينها سيكون: هل تستطيع أي قناة لبنانية دفع هذه المبالغ الطائلة من دون تحصيل اشتراكات من محبي هذه الرياضات ومشاهدي المباريات؟
جاد فقيه - "النهار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|