دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
بين حارة حريك والمختارة توافق على القطعة.. انفصال جنبلاطي عن المعارضة؟
"مَن يرفضون الحوار عم يغلطوا... مش نحنا"، جملة لطالما ردّدها الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي ينادي دائماً بالحوار، على الرغم من معرفته المسبقة بأنه لن يؤدي الى اي مكان مع السياسيين اللبنانيين، والتاريخ شاهد على ذلك، لكنه لا يحب ان "يزعّل" الصديق والحليف الدائم نبيه برّي، لذا يواصل "لطشاته" في اتجاه معراب وبعض الحلفاء السابقين، في إشارة لكسب ودّ الحلفاء الجدد، وهكذا ينجح جنبلاط في التأقلم مع اغلبية الاطراف، لذا لم يعد أحد يتفاجأ بتقلباته السياسية التي يتميّز بها، كما لا أحد يدري ماذا يدور في فلكه حتى "يشطح" سياسياً كل فترة، إذ لا تستطيع أي مرحلة أن تمحو خطاباته الفجائية، والتي تأتي من دون سابق تصوّر وتصميم، فإذا به يستدير بسرعة غير متوقعة، وتساعده في ذلك أنامل رئيس المجلس النيابي، الذي لا يستطيع جنبلاط الابتعاد عنه، خصوصاً أنه يعمل عند الضرورة على خط إصلاح علاقة المختارة بحارة حريك، ويكون المفتاح الذهبي لفتح درب العلاقة ومسافاتها الشاسعة في بعض الأحيان.
إلى ذلك ومع تفاقم الشغور الرئاسي، يقدّم جنبلاط دائماً أفكاراً جديدة كي يبقى على الساحة، فيطرح مبادرات علّه يخرق الجدران المقفلة ويساعد في الحل، عبر بعض نواب "اللقاء الديموقراطي"، تاركاً الخط المعارض بطريقة غير مباشرة، حتى خرج التباين بينهما إلى العلن، كما أصبحت مواقفه تتباعد عنها شيئاً فشيئاً، فبرزت الزيارات بين حارة حريك وكليمنصو، وفتحت الابواب على مصراعيها في محاولة لكسب ودّ الحزب بعد فترة من التباعد، ومن ثم عدم إطلاق مواقف سياسية ضد مرشح الثنائي الشيعي الى الرئاسة، رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية.
إزاء ذلك طرحت علامات استفهام من قبل مراقبي تطور الأحداث سائلة: "كيف سيكون وقع الاستدارة الجنبلاطية على الحلفاء غير الكثر عددياً؟ وعلى المملكة العربية السعودية خصوصاً مع حضور النائب وائل أبو فاعور تلك اللقاءات؟ وهو المعني الدائم بملف الرياض - المختارة، والمهتم بعلاقة الطرفين.
من هنا تشير مصادر سياسية مطلعة على ما يجري بين الطرفين، الى أنّ التغيرات في المنطقة فرضت واقعاً سياسياً جديداً، استدعى إزالة التباين السياسي بينهما، لكن ذلك لم يرق لقسم من القاعدة الجنبلاطية والكوادر، ومع ذلك التزم المناصرون الصمت بطلب من القيادة الاشتراكية، فخلصوا إلى خاتمة لافتة وهي ضرورة الحفاظ على العلاقة السياسية مع أي فريق، لأنّ ذلك يعني الخير للبنان في هذه الظروف، وبالتالي فالتقارب السياسي أفضل بكثير من التباعد الكفيل بهدم كل ما تمّ إصلاحه، مع إمكان أن يكون لجنبلاط قراءة سياسية معيّنة، تحمل المخاوف والمعطيات الإقليمية الجديدة، مشيرة في الوقت عينه الى وجود مخاوف، من أن تكون الطبخة السياسية تتحضّر على نار قوية، بين حارة حريك والمختارة، وقد تكون رئاسية وتودي بجنبلاط لاحقاً الى الجلوس الى مائدة 8 آذار، والمضيّ بدعم فرنجية، معتبرة أنّ الوقت كفيل بتوضيح ما يجري، لذا سيكون هذا الملف موضوع متابعة ليبنى على الشيء مقتضاه.
في غضون ذلك، اعتبرت مصادر مسؤولة في الحزب الاشتراكي في حديث لـ "الديار" أنّ الوزير جنبلاط لا يسير اليوم على خط مغاير، رافضة عبارة "انعطافة المختارة"، ووصفت ذلك بالانفتاح على حزب الله لتنظيم الخلاف ليس أكثر، خصوصاً في هذه الظروف التي تستدعي الوحدة، وقالت: "لذا أطلق جنبلاط مجموعة مواقف متضامنة مع حرب غزة، مع بعض التوصيات لحزب الله، فالمرحلة تتطلب التضامن، ونحن نقوم بالتنسيق مع "الحزب" منذ بدء الحرب على جنوب لبنان، لتأمين النازحين الجنوبيين من كل النواحي في مناطق الجبل، ونعمل على تجاوز الاختلاف السياسي.
وعلى خط مغاير، يبدو أنّ انقلاب جنبلاط قد أربك حلفاءه السابقين أي المعارضة، وخلق مخاوف سياسية لديهم لا تزال سائدة حتى اليوم، وفي طريقها للبقاء مطوّلاً، في ظلّ مخاوفها من مضيّ زعيم المختارة بسليمان فرنجية رئيساً، تحت حجة التحولات الإقليمية المرتقبة.
في السياق، يشير مراقبون سياسيون الى انّ ابتعاد جنبلاط عن المعارضة بات واضحاً جداً، وفي كثير من المواضيع خصوصاً مع حزب القوات اللبنانية وكتلة "تجدّد"، فيما التقارب يبدو واضحاً بقوة من حزب الله وحركة امل، ويبدو من خلال الصورة السياسية الجديدة أنّ الغيوم تسود علاقة جنبلاط والفريق المعارض ولن تكون غيمة صيف عابرة بل ضباب وقلة ثقة متبادلة، وهذا ما ظهر بعد ساعات من مبادرة المعارضة التي طرحت قبل ايام قليلة وسميّت بخارطة طريق لحل الملف الرئاسي، سرعان ما لاقت عدم تجاوب من كتلة "اللقاء الديموقراطي".
وهذا يعني انّ تجارب الماضي التي تتطلّب وحدة في الصف السياسي، اقله حول القضايا الهامة اي الاستحقاق الرئاسي، القادر ربما على انتشال لبنان من الانهيارات، لم تحقق فعلها على الرغم من الدعوات المتكرّرة الى رصّ الصفوف، والوحدة في المواقف المصيرية، بحيث تسيطر دائماً النكايات السياسية والتناحرات والانقسامات، فيما يتم نسيان الجوهر في ظروف صعبة تتطّلب الجمع، الذي يشكّل قوة في هذه المرحلة الدقيقة والخطرة.
صونيا رزق- الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|