"يافا"... هل أصدرت روسيا "نسخة جديدة" من الحرب على إسرائيل؟
شخصيات سياسية وعسكرية عديدة، إقليمية ودولية، تحدّثت عن دور روسي في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس" منذ 7 أكتوبر الفائت، وذلك كهجمة روسية مرتدّة على هجوم حلف "الناتو" على موسكو، عبر أوكرانيا.
روسيّة أولاً؟
ويؤكد خبراء في المجالَيْن التكنولوجي والعسكري منذ أشهر أن نجاح العملية التي نفّذتها الفصائل الفلسطينية ضدّ إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والقدرة الحوثية على فتح معركة اقتصادية متعدّدة الجنسيات في البحر الأحمر، بشكل يحدّد ما هي السفينة القابلة للاستهداف وما هي تلك التي لا يجب استهدافها، هي معركة حاصِلَة بقيادة تكنولوجية واستخباراتية روسية أولاً، وبتعاون وتنسيق بين روسيا وإيران وليس بقيادة إيرانية تماماً، بهدف الردّ على العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على روسيا منذ بَدْء حربها في أوكرانيا، وذلك رغم أن نسبة مهمّة من تلك العقوبات "ورقيّة" لا أكثر.
تكنولوجيا
وبمعزل عمّا هو سياسي و"اتّهامي" لروسيا في ما سبق ذكره أو لا، نسأل عمّا إذا كان يمكن للحوثيين أن يستهدفوا تل أبيب بمسيّرة "يافا" قبل أيام، ضمن عملية يُحيط بها الكثير من المعلومات حتى الساعة، بتكنولوجيا مُطوَّرَة ذاتياً، أو بتكنولوجيا روسيّة ربما زُوِّدوا بها؟ وهل كل ما سبق ذكره يشير في مكان ما، الى أن الحرب التي تدور في الشرق الأوسط منذ أشهر، هي حرب روسيّة على إسرائيل، تقول لدول "حلف شمال الأطلسي" والولايات المتحدة الأميركية أوقفوا حربكم على موسكو عبر أوكرانيا، كشرط لإعادة تل أبيب الى حالة الهدوء؟ والى أي مدى يمكن لتلك المواجهة أن تصل؟
اختلاف موجات...
وضع اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي كل الكلام الذي يتحدث عن دور لروسيا في تزويد الحوثيين بتكنولوجيا يصعب على إسرائيل كشفها ضمن إطار "التخمينات من دون معلومات مؤكَّدَة، والتي لا يمكن الاعتماد عليها للخروج برأي مُسنَد. هذا مع العلم أن كل الاحتمالات واردة، إذ من الممكن أن يكونوا نجحوا هم في تطوير تكنولوجيا بأنفسهم، كما من المُحتمل أن تكون إيران أو روسيا أو الصين ربما، زوّدتهم بتكنولوجيا متطوّرة. ولكن لا أدلّة مُثبَتَة على شيء هنا".
وذكّر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" بأنه "عندما سقطت الطائرة الاثيوبية في البحر (كانون الثاني 2010)، كانت أول قطعة بحرية طلبنا مساعدة منها نحن في لبنان آنذاك، صائدة غواصات أميركية. وصائدة الغواصات تلك لم تتمكن من أن تلتقط ذبذبات الصندوق الأسود الخاص بالطائرة الإثيوبية، لأن الموجات التي تعمل عليها مختلفة عن موجاته. وحتى تتمكن صائدة الغواصات الأميركية من إيجاد الصندوق الأسود، كانت بحاجة الى تغيير الموجات التي تعمل هي عليها، وهو ما كان يتطلّب الحصول على إذن من قيادة الأركان الأميركية في واشنطن. وبالتالي، صائدة غواصات أميركية قادرة على تحديد أي غواصة تمرّ في البحر المتوسط، عجزت عن أن تحدّد ذبذبات صندوق أسود لطائرة مدنية بسبب اختلاف الموجات التي يعملان عليها".
تقسيم العالم
وشرح شحيتلي:"كل نوع من الرادارات يُستعمل لرصد نوع معيّن من المسيّرات أو الطائرات. فإذا تمكن الحوثيون بطريقة أو بأخرى، عن طريق الإيرانيين أو الصينيين أو الروس، من معرفة الموجات التي تعمل عليها الرادارات والقبة الحديدية الإسرائيلية، فمن الممكن أن يهاجموا هم على موجات خارج إطار تلك الرادارات والمنظومات، وأن يُصيبوا أهدافهم في إسرائيل".
وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت المواجهات الإقليمية والدولية الدائرة الآن خرجت من أيدي الجميع، أجاب:"لا، لم تفلت الصراعات من أيدي الجميع أبداً. فباتّفاق عالمي، يمكن إعادة تقسيم مناطق النفوذ بين القوى الكبرى، كمقدمة لتهدئة الصراعات".
وختم:"بما أن لا اتّفاق عالمياً الآن حول تقاسم النفوذ في العالم، بل صراع نفوذ يتحكم بكل شيء، فإننا نرى كل تلك الخضات الحاصِلَة في روسيا والشرق الأوسط وبحر الصين والعالم كلّه. الأميركيون حاولوا أن يدخلوا روسيا عبر أوكرانيا، فواجهتهم هي بمحاولة دخولها أوروبا والضغط عليها. وارتدادات هذا كلّه تتفاعل على مستوى العالم لأن اللاعبين الكبار غير مُتّفقين على تقسيمه (العالم) بَعْد".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|