عن ترامب الذي لا يدخل "البيت الأبيض" إلا بعد تحويله امرأة الى مهزومة مجروحة...
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
ولو في الظاهر، تقدّم الولايات المتحدة الأميركية نفسها للعالم منذ عقود بصورة مُشرِقَة جداً، تجعل منها "أمّ الديموقراطيات" والحريات وحقوق المرأة والإنسان ومناهضة الديكتاتوريات والعنصرية... في العصر الحديث.
وأما في الواقع، يُظهر العيش فيها أنها قد تكون "أمّاً" لمختلف أنواع الظلم والتمييز وسلب الحريات والحقوق... على مستويات عدة.
ترامب
وبمعزل عن آراء من يحبونها ومن يكرهونها، لا يزال الرئيس السابق والمرشح الحالي لولاية ثانية دونالد ترامب "ظاهرة" أميركية غريبة في العصور الحديثة، بما يختزنه من خلفيات وأفكار تعصّبية وانغلاقية وربحية لدرجة تفتقر الى الحياء والآداب العامة في بعض الحالات والأحيان.
ولكن ترامب هذا، تمكّن بفضل أصوات الأميركيين، أي شعب بلد الديموقراطية والحريات وحقوق المرأة... من أن يهزم امرأة، وهي المرشّحة الديموقراطية السابقة هيلاري كلينتون في عام 2016، حتى دخل "البيت الأبيض".
وها هو يتحضّر لولايته الثانية ربما بهزيمة امرأة أيضاً، هي المرشّحة الديموقراطية كامالا هاريس. والأميركيون أنفسهم سيمكّنونه من الفوز على امرأة للمرّة الثانية، لدخول "البيت الأبيض". ونقول هذا نظراً لما يبدو من ارتفاع "علمي" لحظوظ فوزه في السباق الرئاسي، على مستويات عدة لا مجال لمناقشتها هنا.
على النساء...
المسألة ليست قضية نساء ورجال طبعاً. ولكن من اللافت جداً للانتباه هو أن أكثر المرشّحين الأميركيين غرابة بالكلام والخطابات والتصريحات والتصرفات التي تجنح أحياناً كثيرة نحو العنصرية و"البارانويا" والتمييز العرقي...، (أكثر المرشّحين غرابة) لأعلى منصب في الولايات المتحدة الأميركية، وهو ترامب، يربح في بلد الديموقراطيات والحريات وحقوق المرأة على النساء، وبأصوات شعبية نسائية لا بأس بها أيضاً، ومهما كانت.
اعتبارات أخرى
رأى النائب ابراهيم منيمنة "ضرورة دعم المرأة بكافة الوسائل، وتوفير فرصة لها بالمجال السياسي، لكَسْر الاحتكار أو الحصرية التي يتمتع بها الرجال إجمالاً في هذا النوع من الأعمال. وهذه نقطة مبدئية يجب أن يدعمها الجميع".
وفي حديث لوكالة "أخبار اليوم"، قال:"أن يكون هناك امرأة تنافس ديموقراطياً، فهذا يوفّر لها حظوظ الدعم من الفئات الداعمة لإعطاء النساء فرصهنّ. ولكن هذا ليس البُعد الوحيد الذي يُؤخَذ في الاعتبار بالاستحقاقات الرئاسية، حتى وإن كان مهمّاً ويستحق التعامل معه كأولوية. فهناك اعتبارات أخرى أيضاً كالبرامج الانتخابية مثلاً، والقدرات، والتاريخ السياسي، وعامل الكفاءة".
نكسات؟
ولفت منيمنة الى أن "فوز نساء بترشيح أحزابهنّ للانتخابات الرئاسية الأميركية هو قضية مهمة وجدية تصل الى حدّ الإنجاز، خصوصاً عندما تكون بعضهنّ ذات بشرة داكنة في أميركا. وانتخاب رئيس من أصول أفريقية خلال استحقاقات سابقة يدلّ على أن الشعب الأميركي بات متقدماً جداً بطروحاته ورؤيته بالمقارنة مع الماضي. الحيوية موجودة، والفرص التي تحصل عليها المرأة تزداد جدية، وفي أعلى المراكز. أما مسألة أن تفوز وتنال فرصها دائماً أو لا، فهذا أمر له اعتبارات مختلفة".
وردّاً على سؤال حول إمكانية أن يكون اقترب اليوم الذي سيُنتَخَب فيه أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، لأعلى منصب في الولايات المتحدة الأميركية وهو موقع الرئاسة، أجاب:"هذا ممكن. ففرص كل الفئات في المجتمعات الكبيرة تتحسّن، وذلك في ظلّ تطوّر مفهوم البشرية للكفاءة والثقة. وأعتقد أننا نسير في اتجاه صحيح".
وختم:"قد تحصل نكسات أحياناً، وفي كل الدول، نتيجة وصول تيارات يمينية متطرفة الى السلطة فيها، أو بسبب ظروف أخرى. ولكن هذا ليس تعبيراً عن أن النظام كلّه انتهى أو ضُرِب".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|