مخيمات حركة الشبيبة الأرثوذكسية في جبل لبنان... تجربة فريدة لإظهار روح الجماعة والتحلي بالمسؤولية

بسلوكها مبدأ الألتزام بتعاليم الكنيسة ، تنشط حركة الشبيية الأرثوذكسية في مركز جبل لبنان وذلك في إطار بث روح الجماعة والأخوة ، متخذة شعار العمل والتعاون في كل مناسبة ، ويأتي في هذا السياق تنظيمها للمخيمات الصيفية السنوية على الأرض التابعة للمركز في منطقة القصيبة . وقد دأبت الحركة على إقامة هذه المخيمات منذ سنوات وفق برنامج يتم إعداده لهذه الغاية، أما المشاركون في هذه المخيمات فهم من فروع متعددة تابعة لمناطق جبل لبنان تشرف عليهم مجموعة من القادة المسؤولين وفرق الخدمة، ويتم تنظيم كل مخيم وفق أعمار المشاركين على أن لا يقل عمر الاولاد عن السبع سنوات، ويمتد كل مخيم أربعة أيام، ولا يقتصر على فرق الطفولة، إنما هناك فرق موزعة وفق الأعمار يتم تنظيمها في مخيمات منفصلة ومنها فرق الثانويين و الجامعيين والعمال والسيدات.

ويقول المسؤول عن المخيمات مارك جرداق لوكالة " أخبار اليوم" أن تجربة المخيمات فريدة من نوعها وتتيح المشاركين فيها فرصة التعارف وتعكس روح الالفة بين جميع الفرق من كافة المناطق النابعة لأبرشية جبل لبنان، وإقامة المخيمات تعد من أكبر النشاطات التي تقوم بها الحركة ، وهي كما ذكرت فرصة لهذه الفرق القادمة من رعايا مختلفة في الجبل لقضاء الوقت معا طيلة فترة المخيم الممتدة لأربعة ايام في جو من المحبة حيث تقام نشاطات ترفيهية وروحية متنوعة وتحض المشاركين على التحلي بالمسؤولية.

ويشير جرداق إلى أن هذه المشاركة الواسعة تشكل موضع اختبار لما تلقيناه من تعاليم على مدار العام، ويرى أن لهذه المخيمات أهداف ترفيهية وروحية، وشعارها لهذه السنة قائم على عبارة :" تعال وانظر واختير" ، وتتجلى فيها روح الجماعة بأبهى حللها، وهناك تنسيق يتم بين القادة المسؤولين عن الأسر المشاركة من أجل البرنامج المعد لهذه المخيمات ، حيث يكون التركيز على نشاطات مسلية ومفيدة والعاب هادفة وفق حاجات كل أسرة وذلك في طبيعة جميلة، فضلا عن اختيار مواضيع تطرح في خلال المخيمات وتختتم المخيمات بسهرة نار منوعة على وقع الأناشيد الكنسية ومعزوفات موسيقية ، ميديا سروره للحماسة السائدة لدى فرق الخدمة التي تقوم بجهد كبير قبل إقامة المخيمات، حيث يتم تجهيز كل ما يتصل بهذا النشاط حتى أنه يبدأ قبل ستة أشهر من موعد المخيمات لتأمين بيئة سليمة للأولاد المشاركين،.

ويلفت إلى أن الاخوة في الحركة الشبيبة الارثوذكسية يقدمون كل ما لديهم من أجل الخدمة ومن أجل تجهيز أرض المخيمات والري والرش ونصب الخيم وترتيب الشوارد وخدمة المطبخ ، موضحا أن مركز الحركة يعمل على جمع الأموال لدعم إقامة المخيمات من خلال نشاط معين للمركز ، وهناك مبلغ يدفعه المشتركون ويحاول المركز التخفيف من أية أعباء ، ولذلك فإن هذا المبلغ بتم تخفيفه قدر المستطاع.

ويؤكد أن راعي ابرشية جبل لبنان للروم الأرثوذكس المطران سلوان موسي هو الداعم الأكبر لهذه المخيمات وهو يولي أهمية لها ويحرص دوما على استفقاد كل الأفواج والاطلاع على أوضاعهم وتوجيههم بروح ابوية ، ويضيف: في هذا العام تم تطوير تجهيزات المخيمات بشكل أفضل، كما ان اندفاعة الاخوة الميسورين في تقديم المساعدات أمر مشكور ، ويوضح أنه في كل عام تتضاعف نسبة المشاركين وهذا أمر يحمل على الفرح والفخر.

من جهته ، يقول مسؤول فريق الخدمة في مخيم الطفولة للمشاركين بأعمار ١٠ و ١١ سنوات نقولا كرم أن دور فريق الخدمة في المخيمات أساسي ويتركز بشكل كبير على حاجات المشاركين من مأكل ومشرب وكهرباء وتزويدهم بكل ما أمكن من خدمات كي لا يشعر أي مشارك بأن هناك نقصا ما، على أن هذا الدور يتطلب حضورا فعالا ونشاطا دائما، لأن عمل فريق الخدمة مع أنه مكمل لعمل قادة المخيمات إلا أنه أكثر من أساسي وهو يبدأ عند السادسة صباحا من كل يوم ويبقى متواصلا حتى السادسة مساء من اليوم التالي، وأعضاء هذا الفريق يتناوبون في حراسة الأطفال المشاركين أثناء نومهم ويحرصون على خدمتهم في حال استفاقوا .
ويلفت كرم إلى أن هناك مساعدة يقدمها لقادة المخيمات في معظم الأمور وهناك جهد جسدي يبذل من قبل هذا الفريق الذي يبقى على تماس مع المشاركين ، ويؤكد أن فريق الخدمة الذي تولى مسؤوليته كان مؤلفا من ٢٠شخصا تعاونوا في ما بينهم لمواكبة حاجات ١٠٠ مشارك في جو من الحماسة والفرح.

وتوضح كاترين عيد التي تشارك في مخيم الحركة للسنة الثالثة على التوالي أنها تنتظر بفارغ الصبر موعد إقامة المخيم الذي ترتاده، لأنها خاضت في خلالها تجربة مميزة جعلتها تتقرب من رفاق لها في فروع أخرى وتتعلم تحمل المسؤولية والانضباط وتشارك الجماعة في مناقشة مواضيع روحية ونشاطات متنوعة.

في المختصر ، يمكن القول أن مخيمات حركة الشبيبة الأرثوذكسية في جبل لبنان هي مثال للتنظيم والاتحاد، وفسحة تلاق يندر وجودها في هذا الزمن.

كارول سلوم- "أخبار اليوم"