إقتصاد

الحقيقة... تخفيف الطمع يحفظ ملايين الوظائف ويحمي المناخ في وقت واحد...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن البشرية ضحية وباء من الحرارة الشديدة، ودعا الى اتخاذ إجراءات للحدّ من تأثيرات موجات الحر التي تتكرر بسبب التغير المناخي.

وأكد غوتيريش أن المشكلة الأساس تكمن في الاعتماد على الوقود الأحفوري. كما حضّ قادة الدول على الالتزام بالتخلّص التدريجي منه (الوقود الأحفوري)، وعلى الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.

رفع الصوت...

وذكّر الأمين العام بأن هناك عدداً من الأعراض المدمّرة الأخرى لأزمة المناخ، وهي الأعاصير، والفيضانات، والجفاف، وحرائق الغابات، وارتفاع منسوب مياه البحر وغيرها، لافتاً الى تقرير لمنظمة العمل الدولية يشير الى أن أكثر من 70 في المئة من القوى العاملة العالمية، معرّضة الآن لخطر كبير من جراء الحرارة الشديدة.

رفع الصوت ممتاز، ولكن الأهمّ منه هو قول الحقيقة، والتي هي أن المشكلة ليست شبحاً في الأساس، ولا حلّها أيضاً، وأن تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري يتطلّب تقليص الأنشطة الصناعية والسياحية والاقتصادية عموماً، في كل دول العالم، والقبول بأرباح أقلّ، وبالوصول الى أسواق أقلّ، ضمن اتّفاق عالمي، وذلك لحماية المناخ ومساعدة الطبيعة على إعادة ترميم نفسها لمدّة معيّنة من الزمن على الأقلّ.

مُقفَلَة

فالمصانع التي تنتج نهاراً وليلاً، والمطاعم والباتيسري والأفران وكل أشكال وأنواع المؤسّسات التي تعمل نهاراً وليلاً، بما تستهلكه من كهرباء، وطاقة، وبما تنتجه من تلوث، ونفايات، و... كلّها يجب أن تتعوّد على أنماط عمل وإنتاج جديدة، تجعلها مُقفَلَة لعدد لا بأس به من الساعات خلال 24 ساعة.

فتلك الطريقة تُجبر الجميع على تقليص استهلاك الوقود الأحفوري بشكل طبيعي، وتشكل الى جانب زيادة الاعتماد على الطاقات المتجددة، مقدمة لتخفيف الضغط عن المناخ.

"النقّ"

وأما القول إن تقليص الأنشطة والأرباح سيؤثر على الاقتصادات وفرص العمل... فهذه يمكن إيجاد حلّ لها، عبر تخفيف النزعات الجشعة، والاعتماد على المال الذي جُمِعَ خلال سنوات وعقود الاستشراس والتوحّش الإنتاجي والربحي سابقاً، من دون الاهتمام بالمناخ.

فتخفيف الجشع والمصالح الشخصية والخاصة يسمح بالحفاظ على ملايين الوظائف عالمياً، وبحماية المناخ والكرة الأرضية، في وقت واحد. وهذا ما كان يجدر بغوتيريش قوله، وعدم الاكتفاء بـ "النقّ" فقط، وكما لو أنه يبحث عمّا لا يمكن له أن يجده أبداً.

الصناعة

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "السيطرة على التطرّف المناخي ضرورة. فالأسباب الأساسية لهذا التطرّف هي الصناعة والشركات الصناعية، نظراً لما تستهلكه من وقود أحفوري. والجميع يدرك هذا الواقع".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "هناك بحثاً متزايداً عن بدائل للوقود الأحفوري، ولكنها لا تزال مُكلفة، بما في ذلك تلك المتعلّقة بالطاقات البديلة التي هي أساسية لتخفيف الضغط عن المناخ".

حلّ عالمي

وأوضح المصدر أن "الصناعة تحتاج في عملها الى دواخين، ولها نتائجها على مستوى الانبعاثات السامة، والغبار، والأوساخ، والتلوث، والنفايات الصناعية التي تكون سامة أحياناً أيضاً. ويمكن التخفيف من كل ذلك بإنتاج صناعي يكتفي بساعات معينة، ويستعين بالطاقة البديلة في نِسَب أكبر من نشاطه. وحتى إنه يمكن للطاقة البديلة وحدها أن تكون كافية لبعض أنواع الصناعات خلال الصيف بنسبة كبيرة، وذلك بموازاة دعمها بالقليل جدّاً من الكهرباء المُنتَجَة بواسطة الطاقة الأحفورية. في تلك الحالة، ستعود الأرباح الى ما كانت عليه قبل 40 عاماً مثلاً، والتي كانت كافية لأصحاب المصانع آنذاك. هذه أرباح أقلّ طبعاً، ولكنها أفضل للبيئة وللكرة الأرضية وللإنسان عموماً الآن".

وأضاف:"هناك السفر والطيران الدائم في الجوّ الذي يؤذي المناخ، بالإضافة الى السّفن التي تنقل بضائع في البحر وتعمل بشكل دائم، وهذه أيضاً يجب أن تتحوّل الى العمل نهاراً على الطاقة الشمسية فقط، إذ إنها تتعرّض للشمس طوال اليوم في عرض البحر. وهذا من الحلول المهمّة أيضاً لتخفيف استهلاك الوقود الأحفوري. يحتاج الحلّ الجدّي الى إطار أممي طبعاً، لأن الإصرار على الأرباح الاقتصادية حصراً، بموازاة إهمال التدهور المناخي، سيتسبّب بأزمات اقتصادية عالمية أكبر بَعْد في المستقبل. وحتى على المستوى السياحي أيضاً، يجب تقليص ساعات أنشطة المؤسّسات السياحية لتقليص استهلاك الوقود الأحفوري من أجل المناخ".

وختم:"هناك دائماً ما لا يمكن فعله والعمل عليه إلا إذا كان على حساب الأرباح. ولكن المشكلة عالمية، وهي تحتاج الى حلّ عالمي".

نطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 


 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا