المُتسبّبون بالأزمات الوجودية هم أسلحة "متنقّلة" للدمار الشامل فمن يضبطهم؟
رغم فقدان معظم القواعد العالمية، وبموازاة مساعي بعض زعماء العالم لتهديم كل ما اتُّفِقَ عليه بعد الحرب العالمية الثانية، وفي حقبة ما بعد انهيار الإتحاد السوفياتي، إلا أن استخدامات الطاقة النووية لا تزال مضبوطة بالقواعد والمعايير والشروط التي تمّ وضعها في عزّ الحرب الباردة.
دمار شامل
فممنوع على أي زعيم عالمي، ومهما حاول أن يُظهر أنه مُطلَق اليد، أن يستعمل تلك الطاقة (النووية) على الصعيد العسكري، ولا أن يُحدث أي تفجير نووي استراتيجي على الأقلّ، حتى ولو رغب في ذلك، ومهما كان مضغوطاً أو مُهاناً أو خاسراً في أي مواجهة، وذلك تحت طائلة الاقتلاع السريع من السلطة بمجهود دولي.
وانطلاقاً من هذا الواقع، ألا يمكن إسقاط تلك الطريقة على التعامل مع أي زعيم، أو شخص... يتسبّب باندلاع حروب كلاسيكية، أو أزمات اقتصادية ومالية، أو مشاكل كبرى، سواء في بلاده، أو على صعيد إقليمي ودولي، بالسرعة والحسم نفسهما، باتّفاق عالمي، وذلك تماماً كما يتوحّد العالم لضرب أي زعيم يستعمل السلاح النووي في أي مكان؟
ففي النهاية، أي مُشعِل حرب، أو أزمة اقتصادية ومالية، أو أي مشكلة حياتية ووجودية، هو أشبه بسلاح للدمار الشامل، ويجب التعاطي معه على هذا الأساس، وبسرعة.
السلاح النووي
تُظهر بعض المعطيات والملموسات والخبرات، أن ما تريده الدول وأكبر المؤسّسات الدولية وما يحقّق مصالحها، تفعله، وتسمح بحدوثه، بمعزل عمّا إذا كان صالحاً أو لا، فيما لا تخصّص مجهوداً ولا حتى لاجتماع واحد من أجل جهد عالمي يتكاتف لحماية الناس والشعوب وتحقيق خيرها. وهذا قد يكون دليلاً بسيطاً على أن رؤساء هذا العالم هم واحد في الأساس على كل المستويات والمصالح، وعلى صعيد كل المنظومات التابعة لهم والمُمسِكَة بكل شيء في عالمنا...، وأنهم لا يضربون إلا من وما يخرج عن اللّعبة الموزَّعَة في ما بينهم فقط. وبالتالي، إذا باتت الاستعمالات العسكرية للطاقة النووية مصلحة لهم، فسنجدهم يصمتون عن استعمالها، ويغطونها، ويجدون التبريرات لاستخدام كل أنواع أسلحة الدمار الشامل.
إرادة... فقط...
أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أنه "كما أن الدول فوّضت الأمن العالمي والأمور القانونية الدولية لمنظمات وهيئات أممية، فإنها قادرة أيضاً على الاتّفاق على إطار مُزوَّد بآليات تمنع أي زعيم من متابعة حكمه في أي بلد إذا بات يشكل خطراً، أو إذا كان يفعل ما يؤذي شعبه أو الناس خارج حدوده".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الدول تفرض عقوبات على الدول المُنافِسَة لها أيضاً، وهي قادرة على الاتّفاق لاستعمال مثل تلك الآليات على كل من يُحدث ضرراً، في أي شأن كان".
وختم:"النجاح في ذلك يحتاج الى إرادة فقط. فهم قادرون على ضرب كل من يهدّد باستعمال السلاح النووي، وذلك من خلال ضوابط مُتَّفَق عليها. وأي زعيم أو رئيس في العالم يخرق تلك الضوابط، يعرّض نفسه لهجوم تنفّذه كل الدول وتغطيه. وإذا كان التعامل مع الملفات النووية والوجودية الخطيرة جداً مضبوطاً الى تلك الدرجة، فكم بالأحرى كل باقي المشاكل العالمية؟".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|