ثلاثة مسؤولي مخابرات زاروا بيروت.. فشلوا باقناع الحزب بعدم الرد؟!

بعد الصاروخ "المشبوه" الذي ضرب مجدل شمس وأدى الى مجزرة بحق الاطفال، وما رافقه من استثمار اسرائيلي الى أبعد الحدود، من خلال البناء على هذه المجزرة لاحداث فتنة أُفشلت في مهدها، ومن ثم اخذ الامور الى الحد الاقصى من الجنون عبر مسلسل الاغتيالات، فان جهات عربية واقليمية تحركت باتجاه لبنان في محاولة للاتفاق مع حزب الله على عملية ضبط لا تؤدي الى ردود من قبله على عمليات عسكرية اسرائيلية قد تأخذ المنطقة الى الحرب الشاملة.

في هذا الاطار، كشف مصدر واسع الاطلاع لوكالة "اخبار اليوم" عن حركة عاجلة حصلت باتجاه لبنان بعد جريمة مجدل شمس "اذ حضر الى بيروت تباعا وعلى وجه السرعة ثلاثة مسؤولين رفيعي المستوى من اجهزة المخابرات تابعة لدول شقيقة وصديقة، وحصرت لقاءاتهم بحزب الله فقط، وتركّز النقاش على كيفية ضمان عدم التصعيد، بعدما حسموا ان الاسرائيلي سينفذ عمليات عسكرية خطيرة، وان كل محاولات لجم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فشلت، واستخدم احدهم عبارة لافتة وهي "نتنياهو يتصرف على انه ملك العالم بأسره"، وبالتالي على حزب الله ان يتصرف بصبر وحكمة لتفويت الفرصة على جنون نتنياهو".

اوضح المصدر انه "بعد نقاشات مطولة، لم يستطع المسؤولين الثلاثة اخذ تعهّد او وعد من الحزب بأي امر متصل بطبيعة الرد على أي عدوان اسرائيلي كاسر لقواعد الاشتباك القائمة، وآخر اجتماع بين المسؤولين والحزب عقد قبل ساعات قليلة جدا من تنفيذ اسرائيل عمليتها العسكرية والامنية في عمق الضاحية والتي ادت الى اغتيال فؤاد شكر (السيد محسن، المعاون الجهادي للامين العام لحزب الله)، وارتكاب مجزرة جديدة بحق المدنيين لا سيما الاطفال، وفي اليوم التالي غادر آخر المسؤولين الامنيين بيروت عائدا الى بلاده بينما سبقه زميلاه بعد انتهاء الاجتماع مع الحزب فورا".

لفت المصدر الى ان "ما لاحظه المسؤولون الثلاثة هو الصرامة التي تحدث بها من التقوهم في حزب الله، وان اسلوب النقاش كان مختلفا عما اعتادوا عليه في لقاءات سابقة، وعندما الحوا في الحصول على وعد من الحزب بعدم التصعيد، كان الرد المعطيات تتغير بسرعة، والكلمة الفصل للميدان".

داود رمال – أخبار اليوم