المجتمع

"غيفارا" ابن مجدل شمس الذي باغته الصاروخ برمية قاتلة... ماذا يقول والده؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عندما سمع ابراهيم ابراهيم صفارات الإنذار منبّهة لإطلاق صواريخ على بلدته مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، فكّر فوراً بابنه غيفارا الذي كان مع أصدقائه في ملعب كرة القدم حيث سقط الصاروخ.

وقال ابراهيم لوكالة فرانس برس بعد أيام قليلة من مأساة 27 تموز "سمعت صفارة الإنذار وشعرت أن شيئاً ما قد حدث لغيفارا". وهرع الوالد إلى الملعب في البلدة الدرزية التي تضم 11 ألف نسمة، وهي جزء من الجولان المحتلّ من إسرائيل.

وأضاف بصوت مرتجف والدموع في عينيه "عندما رأيت الضحايا الكثيرين، خشيت أن يكون بينهم". وكان خوفه في مكانه.

أصيب فتية كانوا يلهون في الملعب بالضربة الصاروخية أثناء فرارهم للاحتماء في ملجأ قريب.

في البداية، أعلنت السلطات وفاة 11 فتى وفتاة تراوح أعمارهم بين 10 و16 عاماً.

ولم يعلن أن غيفارا بين الضحايا، ولم يتمكّن الوالد من معرفة أي شيء عنه.

بحث ابراهيم وزوجته داليا بيأس عن ابنهما، وتوجها إلى عيادة مجدل شمس بعدما أُبلغا أنه هناك، ولكن من دون جدوى. ثم قصدا مستشفى صفد في منطقة الجليل المجاورة، ولم يجداه.

ثم قيل لهما إن غيفارا في غرفة العمليات في مستشفى في مدينة حيفا الساحلية على بعد أكثر من ساعة، لكن عندما وصلا إلى ذلك المستشفى، أخبرهما رجل أن الفتى الموجود في وحدة العناية المركزة هو ابنه، وليس ابنهما.

وقال إبراهيم "اتضح أن غيفارا غير موجود. كانت كلها أكاذيب، لكننا ظللنا نأمل".

وأكد الأب أن 27 ساعة مرّت قبل أن يعرف وزوجته أن ابنهما البالغ 11 عاما قضى، ليكون الفتى الثاني عشر الذي قتل جراء الضربة الصاروخية.

وأضاف الأب "كان الأمر صعباً، خصوصا لعدم معرفة ذلك لمدة أكثر من يوم".

وروى إبراهيم أن كاميرات المراقبة أظهرت غيفارا "وهو يلعب مع صديقه، ويمسك كرة، ثم يتجه نحو فتية آخرين عندما دوّت صفارات الإنذار في الساعة 6,18 مساء".

وأضاف الأب "وصل مع صديقه إلى البوّابة عندما سقط الصاروخ". بعد رؤيته صور كاميرا المراقبة، أدرك ابراهيم أن ابنه كان قريبا جداً من مكان الانفجار لدرجة أنه لم يبق منه ما يتيح التعرّف عليه.

في اليوم التالي للمأساة، حاول مئات الدروز البحث عن غيفارا. ولكن في الساعة التاسعة مساء، اتصلت الشرطة وأكدت مقتله، بالاستناد الى فحوص الحمض النووي.

وقال الوالد "هكذا انتهى الأمر".

سُمّي الفتى غيفارا تيمّنا بالثوري الماركسي اللينيني الأرجنتيني الشهير تشي غيفارا الذي أُعدم عام 1967.

في غرفة نوم غيفارا وشقيقه الأصغر رام، هناك صورة معلّقة لـ"تشي".

كان الفتى غيفارا يهوى لعب كرة القدم، ويشجّع منتخب البرازيل ورونالدينيو. وكان يرغب بأن يصبح لاعب كرة قدم محترفاً. على سريره، يمكن رؤية قميص لمنتخب البرازيل ووسادة عليها علم البرازيل.

وأثارت الضربة الصاروخية صدمة كبيرة في مجدل شمس. وتوجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى البلدة غداة وقوع المأساة وتوعّد بأن "ردّنا سيأتي وسيكون قاسيا".

ثم قتل الجيش الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت القيادي في #حزب الله فؤاد شكر، مسؤول العمليات العسكرية في جنوب لبنان في الحزب، مشيرا الى أنه مسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس.

ولا زال الدروز في الجولان المحتل يتمسكون بالجنسية السورية، وحصلت قلة منهم على الجنسية الإسرائيلية.

على الرغم من مقتل ابنه، لا يسعى إبراهيم الى الانتقام.

وقال لوكالة فرانس برس "لا أحد يحبّ الحرب. أطفالنا وأطفال الجميع يعانون". وأضاف "هذه الحادثة لم تغيّر رأيي، ما زلت أؤيد السلام".

تقع بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان عند سفح جبل الشيخ، على بعد سبعة كيلومترات فقط من الحدود مع لبنان.

منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول في قطاع غزة بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل، يتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار بشكل شبه يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وفتح الحزب اللبناني الجبهة بهدف دعم و"إسناد" حركة حماس في حربها ضد إسرائيل في قطاع غزة.

وقالت إسرائيل إن مصدر الصاروخ حزب الله، وقالت واشنطن إنه قد يكون سقط في مجدل شمس عن طريق الخطأ، إلا أن حزب الله يقول إن هذه أكاذيب، وإن الحادث ناتج عن انفجار صاروخ اعتراضي إسرائيلي انطلق في مواجهة صواريخ حزب الله.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا

فيديو إعلاني