جميل السيد: هوكشتين آتٍ الينا هذه المرة بتحذيرات عن الحرب
كتب النائب اللواء جميل السيد على حسابه عبر منصة "أكس":
كلامٌ للأمانة والتاريخ…
هوكشتين قادم الينا خلال يومين،
ولبنان الرسمي رحّب به منذ زمن ولم يتحفّظ عليه…
هو يمثل دولة أميركا كوسيط بين لبنان وإسرائيل، أمّا عملياً فدولتنا تتصرف كأنّها مع هوكشتين وسيطة بين المقاومة وإسرائيل…
ولذلك،
دولتنا تنتظره على أحرّ من الجمر للقائه ومصافحته وتبادل الإبتسامات معه أمام الكاميرات، ولتستكمل معه "دورها الوسطيّ" مع المقاومة!!
المهم،
هوكشتين عائد الينا غداً،
وفي ذاكرتنا الإتفاق البحري (المضمون أميركياً) والذي تقاسمْنا فيه نظرياً حقل قانا مع إسرائيل وضمنت فيه إسرائيل أن حقل كاريش أصبح بأمان إلى الأبد،
وفي ذاكرتنا أيضاً أنّ تلك الإتفاقية المشؤومة التي كان من المفترض اليوم أن تكون قد اوصلتنا إلى الغاز في حقل قانا، كانت مجرد خديعة للبنان وتجمّدت فعلياً منذ ٧ تشرين الاول حيث انسحبت شركة توتال إنرجي من الحقل دون اي تقرير او تبرير رسمي او قانوني، فيما لم تجرؤ دولتنا حتى الساعة على إتخاذ أي موقف واضح من تلك الشركة ولا هدّدت بتجميد الإتفاقية بل اكتفى المسؤولون عندنا بالصمت المُريب خوفاً على مصالح ومناصب وعقوبات…
هوكشتين عائد الينا غداً،
وإتفاقية قانا الباطلة دستورياً وُقِّعت وأُرسِلَت في ليْلٍ مُظلم إلى الأمم المتحدة من دون أن تُعرض على مجلس النواب لمناقشتها وإبرامها كما طالبنا حينذاك علناً، لا سيما وأن المادة ٥٢ من الدستور واضحة لجهة أنه يجب أن تعرض على موافقة المجلس كل إتفاقية او معاهدة يترتب عنها نتائج على مالية الدولة او تلك التي لا يجوز فسخها سنة فسنة….
هوكشتين عائد الينا غداً،
وفي ذاكرتنا القريبة أيضاً ذلك التنافس والتزاحم الرخيص الذي شهدناه سابقاً بين المسؤولين اللبنانيين من سياسيين وعسكريين الذين تخاصموا وتنازعوا فيما بينهم ليكونوا أكثر قرباً من هوكشتاين بحيث أن بعضهم كان يتباهى بمناداته بإسمه الأول ( آموس) للدلالة على حجم الموْنة والخوش بوش معه، فيما هوكشتين كان يضحك في سرّه على سخافتهم وهبَلِهم…
المهم،
هوكشتين عائد الينا غداً،
ونحن عملياً في حالة حرب منذ ١٠ أشهر،
والأحداث والتطورات في لبنان والمنطقة أخطر من أيّ وقت مضى،
ولذلك على دولتنا أن تستقبله حسب الأصول مع ملف مدروس وليس كعادتها بإبتهاج سخيف وإبتسامات بلهاء، فيما في إسرائيل يستقبلونه بوجوه عابسة ومتجهّمة!!
وعلى دولتنا أن تكُفّ عن المناداة جهلاً او تآمُراً ب"ترسيم الحدود" بل أن تصرّ على"إستعادة الحدود" المرسمة أصلاً عام ٢٠٠٠ وفقاً للحدود الدولية في خرائطنا وخرائط الامم المتحدة منذ ١٩٤٩ وما قبله، من نقطة B1 في الناقورة إلى حدود مزارع شبعا…
وعلى دولتنا أن تسأله عن سبب تجميد وخرق الاتفاقية البحرية حول حقل قانا منذ ٧ تشرين الاول رغم شوائبها والتي ضمنتها أميركا من خلال وساطته، علماً أن الضامن مسؤول عن التزام الأطراف بها قانونياً وأخلاقياً، حتى ولو لم يكن في السياسة أخلاق…
وفي الخلاصة،
هوكشتين آتٍ الينا هذه المرة بتحذيرات عن الحرب،
فهل لمسؤولي دولتنا اليوم أن يكونوا على قدر من الجدية والمسؤولية فلا يتصرّفوا في إستقباله هذه المرّة كأنهم في عُرْس بل في حرب ومأساة؟!
وهل ستكون دولتنا الغارقة في أنانياتها وخلافاتها ومصالحها الصغيرة، بمستوى مصلحة لبنان وعياً ووضوحاً وإخلاصاً وشجاعةً؟!
سننتظر ونرى…
( ومع إعتذاري عن هذه الإطالة)…
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|