رسالة أميركية غامضة... وفرنسية تحذيرية

قبل 24 ساعة على الموعد المرتقب لإطلاق المفاوضات من أجل التهدئة في غزة في لقاء الدوحة، لا بدّ من التوقف أمام حجم الحراك الديبلوماسي على الساحة اللبنانية، والذي يقاس بما يجري في المنطقة. ولم يؤثر تأجيل زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى المنطقة التي أعلن عنها بشكل مفاجئ في وقت متأخر من ليل أمس، دون وصول الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت ليل أمس قبل أن يبدأ اليوم جولته الرسمية على القيادات اللبنانية، بعدما أنهى لقاءاته في تل أبيب حيث التقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت كل على حدى، فهما على قطيعة نهائية بينهما وبحث معهما في سلسلة من الإقتراحات الخاصة بالحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.

وعن المنتظر من هذه الحركة الأميركية، تتوقع مصادر ديبلوماسية مطلعة، أن تصل الرسالة الأميركية التي حملها هوكشتاين اليوم الأربعاء إلى بيروت، حيث من المقرّر أن يلتقي في وقت مبكر اليوم قائد الجيش العماد جوزف عون قبل أن يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري، فرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على أن يشارك في اللقاء وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، قبل أن يولم له ميقاتي في حضور بو حبيب والسفيرة الأميركية ليزا جونسون.

وتكشف المصادر الديبلوماسية ، عن أن الموفد الأميركي، سيلتقي عدداً من المسؤولين، في مكان ما لم يُحّدد ما إن كان في السفارة الأميركية أو في مكانٍ آخر .

وبانتظار أن تتكشف الرسالة الأميركية في شكلها ومضمونها في الساعات المقبلة. ظهر واضحاً أن لبنان تلقى رسالة فرنسية عاجلة نقلها أول أمس سفير فرنسا هيرفي ماغرو إلى ميقاتي وبو حبيب، حذّر فيها من أي تطور يمكن أن يؤدي إلى حرب شاملة أو حرب أوسع ممّا هي عليه اليوم من ضمن قواعد الإشتباك، كما نبّه من خطورة تقديم الذرائع لعدوان إسرائيلي جديد على لبنان.

ومن ضمن هذا السياق، يجب ذكر أن رئيس الحكومة وفريقه الوزاري، قد أعدوا العناوين العريضة لخطة المواجهة التي سيبت بها مجلس الوزراء اليوم الأربعاء ، والتي سيطّلع عليها هوكستين أيضاً، وقد أُرفقت بتقرير أعدّ حول حجم الأضرار التي لحقت لبنان نتيجة استخدام إسرائيل الأسلحة الممنوعة مثل القنابل الفوسفورية والتدميرية في قصف المنازل.

وفي الموازاة، وبما يخصّ لقاء الدوحة غدا الخميس سيشكل موعدا للامتحان لهذه الحركة الديبلوماسية، لجهة استرجاع عملية التفاوض حول إنهاء الحرب في غزة، وتعترف المصادر الديبلوماسية، بأنه ليس هناك من مرجعٍ لا ديبلوماسي ولا سياسي ولا عسكري، ولا أي مسؤول واحد، يمكن أن يحدد ما يمكن أن تحمله الساعات الفاصلة عنه، حتى أن بعض التكهنات اشارت إلى احتمال تأجيله الاجتماع وربما الغاءه نهائيا على الرغم من التأكيدات بأن جميع الطراف سيشاركون فيه على حد قول المصادر، التي أكدت أن مدير المخابرات الاميركية وليم بيرنز هو رئيس الوفد الاميركي ونظيريه الإسرائيلي ديفيد بارنياع والمصري عباس كامل الى جانب نائب رئيس حركة حماس في الداخل الفلسطيني الدكتور خليل الحية سيرأس الوفد الفلسطيني، علماً أنه هو موجود في الدوحة ليكون قريباً من مقرالمحادثات التي تجري بطريقة غير مباشرة برعاية مصرية –أميركية - قطرية.