محليات

مبادرة رئاسية جديدة: سُلّم لنزول "الحزب"... ومعجزة مارونية

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

دنيز عطالله - المدن
يبدو السياسيون، أفراداً وأحزاباً وقوى، قد سلّموا، واستسلموا لفكرة أن انتخاب رئيس للجمهورية صار أثراً بعد عين. وما تكرار المطالبة بانتخابه إلاّ جزءاً من أدبيات سياسية تندرج تحت عنوان "الصواب السياسي" (Politically correct).
يتمسك رئيس المجلس النيابي والفريق السياسي الذي يمثله بـ"الحوار" كمدخل لانتخاب رئيس، وتتمسك المعارضة ومن يدور في فلكها بفتح أبواب المجلس لدورات متتالية و"حوارات" جانبية تفضي إلى توافق ما.
هذا في المعلن، أما في واقع الأمر، فهو العجز والاستعصاء الداخلي مكرّساً، بانتظار انتهاء الحرب على غزّة وإسنادها من لبنان، وكيف سيخرج منهما لبنان والمنطقة واللاعبون بمصائرها، وصولاً إلى الانتخابات الأميركية ورئيسها، أو رئيستها، المنتظر/ة، وما بينهما من استحقاقات وحسابات.

الخرق الممكن
على الرغم مما يظهر من انسداد أفق الرئاسة، يدور همس في أوساط عدد من النواب المستقلين بـ"إمكانية إحداث خرق في هذا المجال، إذا تم خلق أجواء إيجابية تُطمئن، بشكل خاص، حزب الله أو الثنائي الشيعي، وتحاكي هواجس كل الأطراف".
يشرح أحد النواب المستقلين "منطق التفكير بوجوب اجتراح مبادرة ما في هذا الظرف تحديداً" قائلا: "لا يمكن لعاقل أن يغفل اليوم عن أزمة كل الأطراف من السلطة والمعارضة. كما لا يمكن لأي حريص على البلد الرهان على أن نتائج الحرب الدائرة في المنطقة، ستفضي إلى خاسر ورابح، فيصرف الفريق المنتصر نفوذه في انتخاب رئيس وفق معاييره. هذه تجارب سبق أن اختبرها اللبنانيون ودفعوا أثمانها باهظاً، طوائف وجماعات وأحزاباً، ولا تزال تداعياتها تنسحب على حاضرنا المتوتر دائماً".

سلم لحزب الله
يعتبر النائب الذي يحاول جس نبض جميع الأطراف السياسية، بدءاً من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أن "البلد ما عاد يحتمل تعطيلاً وانهيارات وفراغاً في المؤسسات، تماماً كما أن كل الأطراف اليوم مأزومة في ظل عجزها عن إحداث أي تاثير جديّ في مسار الأحداث، لا داخلياً ولا خارجياً".
وفي السياق، يشير إلى أن "جميع القوى تحتاج إلى سلّم للنزول عن الشجرة التي وضعت نفسها أعلاها. وحزب الله في طليعة هذه القوى. صحيح أنه يربط اليوم وقف الحرب في الجنوب بوقفها على غزّة، لكنه لا يريد حرباً واسعة على لبنان، ويعرف أن نتنياهو لن يتردد في الإقدام عليها. بالتالي، هو في موقف يحتاج فيه إلى طرف ثالث، محايد ومتفهم، يساعده على الخروج من هذه الحرب من دون انكسار. وهل من هو أفضل من رئيس للجمهورية اللبنانية يترأس ويتابع أي مفاوضات غير مباشرة، ويرفع في الوقت نفسه المسؤولية المباشرة لأي تسوية عن كاهل الحزب، وحتى عن كاهل الحكومة المحسوبة عليه، والضائعة في هويتها؟".

معجزة الرئيس
وفق هذا المنطق والتحليل يتبادل عدد من النواب المستقلين الأفكار والسيناريوهات الممكنة، لمبادرة قد تكسر الجمود الداخلي وتنتخب رئيساً "في لحظة نسرقها من الانقسامات والحروب الإقليمية والحسابات الدولية"، على ما يؤكد نائب ثانٍ ممن يجزمون  بـ"الحاجة إلى ضرورة كسر الجمود الداخلي والمبادرة. معيب جداً هذا الاستسلام للتعطيل وتعليق الدستور، وسط أزمات على كل المستويات تهدد البلد بالسقوط".

وفي حين يشير إلى أن "النقاش والبحث الدائر حول المبادرة ينطلق من نواة نيابية مسيحية"، يبتسم مضيفاً "النواة ليست مارونية، بالتالي، لا خوف من الصراع على الكرسي الرئاسي"، قبل أن يجزم "نحتاج إلى التوافق وسنسعى إليه متى نضجت الأفكار، وبعد أن نتلقى ردوداً إيجابية على جسّ النبض الذي بدأنا به مع المعنيين".

وفي الانتظار، يبقى الانطباع الأعم أن زمن انتخاب رئيس للجمهورية لم يحن بعد، حتى صار تطويب قديسين لدى الموارنة، بعد اجتراحهم لمعجزات، أيسر من "تطويب" رئيس، سيكون انتخابه، في هذه الظروف، أقرب إلى معجزة!

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا