الصحافة

النوّاب الخارجون من البرتقالي يتريّثون... ولا تموضع آخر راهناً

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مع خروج عدد لا يستهان به من نواب تكتل التيار الوطني الحر، بفعل الإقالة والاستقالة من التيار البرتقالي، والأمر عينه لنواب آخرين من التغييريين وسواهم، السؤال: كيف سيكون مصير هؤلاء النواب؟ هل سينضوون في تكتلات نيابية موجودة في المجلس النيابي؟ أم سيكون لهم تكتلهم، أم سيتوزع البعض على هذه الكتلة وتلك؟ والخيار الآخر أن يبقوا مستقلين خارج التكتلات النيابية الحالية. تاريخياً، يشار إلى أنه ليست المرة الأولى، ولا سيما مع اقتراب نهاية ولاية المجلس، أن يستقيل نواب من تكتلاتهم، الأمر الذي سبق أن حصل في المجالس النيابية المتعاقبة، فيما كان في مجلس عام 1972، تكتل نيابي وازن، يجمع كل نواب الطوائف والمذاهب والمشارب السياسية، وسُمّي آنذاك التكتل النيابي المستقل، الذي ترأسه رئيس المجلس الراحل كامل الأسعد، ما يعني أن ما يحدث اليوم ليس أمراً طارئاً، لكن في ظل الأجواء والظروف وتبدل المعطيات، فالسؤال يعود ويطرح نفسه: ماذا عن نواب تكتل لبنان القوي، وإلى أين سيذهبون، وما مصيرهم في ما بقي من ولاية المجلس النيابي، ولاحقاً مع من سيتحالفون؟ إلى أمور كثيرة مدار تساؤلات أنصارهم وجمهورهم والمحللين وغيرهم.

عضو كتلة تحالف تغيير النائب ميشال الدويهي، يقول لـــ"النهار": من المبكر الخوض في تفاصيل الاصطفافات النيابية، لا سيما بعد خروج عدد لا يستهان به من نواب تكتل لبنان القوي، وأعتقد أنهم في هذه المرحلة، لن يذهبوا إلى أي تكتل آخر، وخصوصاً أن معظمهم له في التيار الوطني أكثر من ثلاثين عاماً، أي إنهم متجذرون، وليس باستطاعة أي حزب أو جهة سياسية أو تكتل نيابي أن يأخذهم إلى مواقعهم النيابية أو السياسية، وفي المحصلة هم لا يذهبون إلى مكان آخر، لذلك في هذه الظروف وهذه الأجواء تنحو الأمور باتجاه التروّي، وأخذ المزيد من الوقت لقراءة الوضع الداخلي والدولي، وسط سؤال: إلى أين يتجه لبنان في هذه المرحلة، حيث الحروب في محيطه وعلى أرضه، وكل الاحتمالات واردة، لذلك أن يذهب أي نائب من الذين خرجوا من تكتل لبنان القوي إلى مكان آخر، فهذا أستبعده، والأمر عينه لأي نائب اختلف أو خرج من كتلته، فالمسألة بحاجة إلى مزيد من الوقت، والموضوع حساس ودقيق، لذا الأمور ستبقى على ما هي عليه، إن لناحية النواب الذين خرجوا، أو من هم على خلاف أو تباين مع رئيس كتلتهم، وسوى ذلك من الخلافات، باعتبار المرحلة الراهنة دقيقة جداً، ومن الصعوبة بمكان التفكير في خيارات جديدة، دون إغفال أنه ليس هناك من رئيس للجمهورية، والانتخابات النيابية قريبة، وقد تحصل أو لا تحصل، وإن كنا في التكتل مع الخيار الديموقراطي وانتظام العمل الدستوري في كافة الاستحقاقات، لكن حتى الساعة لا أرى أن أي نائب خرج من تكتله يفكر في الذهاب إلى كتلة أخرى، بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع والتطورات في الداخل والخارج، إلى حساباتهم الخاصة، إذ لكل نائب رأيه وحساباته السياسية والانتخابية والتحالفية.

ويخلص النائب الدويهي بالقول: نحن في التكتل ثلاثة نواب، أي شخصياً والنائبان مارك ضو ووضاح الصادق، ومتفقون في التشريع وإنجاز القوانين، وكل ما يتصل بالحياة البرلمانية والسياسية بصلة، ونحن جزء من قوى المعارضة، لنا موقعنا ودورنا ورأينا في كل ما يحصل ويجري، والجميع يدرك كيف أن تكتل التغيير كان ثلاثة عشر نائباً وأصبح تكتلات، لكن لن نغيّر الثوابت والمبادئ والمسلمات، وربما هذا يسري على الذين خرجوا وقد تكون لهم رؤيتهم التي لم يكن بإمكانهم التعبير عنها عندما كانوا في تكتل لبنان القوي، أو أي نائب خرج من تكتل كبير، لذا، التروي والهدوء والحسابات الخاصة تطغى على ما عداها في هذه المرحلة، وفي النهاية لا أتوقع أن تكون هناك اصطفافات نيابية جديدة، كما كانت الحال في المجالس السابقة من تكتلات الوسط والتكتل النيابي المستقل، إلى ما شاهدناه من استقالات نواب أو خروج البعض من تكتلاتهم وأصبحوا مستقلين، لكن أن يترك نائب كتلة ويأتي إلى أخرى، فمن الصعوبة أن يستقبله أي طرف آخر، أو أنه يقبل أن يكون في كتلة جديدة بعدما قضى لدورات متعاقبة في تكتل كان منسجماً فيه، وإن اختلف معه فذلك يدفعه إلى تقييم شامل للمراحل السابقة التي قضاها في هذه الكتلة ليبني على الشيء مقتضاه مستقبلاً.

ويبقى أخيراً، أن معظم النواب الخارجين من تكتل لبنان القوي، تجنبوا الرد أو الخوض، إلى أين سيذهبون أو يتموضعون، لكنهم، دون ذكر أسمائهم، أكدوا أن من المبكر الخوض في مثل هذه المسائل، وكان موقفهم جامعاً حول كيف سيكون عدد النواب الخارجين من تكتلاتهم في المجلس الحالي، فهل سيكون ثمة كتلة نيابية كبيرة على غرار ما حصل في المجالس السابقة؟ أيضاً، فالكثيرون استبعدوا حصول هذا التموضع أو ولادة تكتل جديد، على اعتبار أن أوضاع البلد غير سويّة، ولم يبق من عمر المجلس كثيراً، والبعض منهم قال: قد يحصل تمديد، لذلك دعونا نتريّث في هذه المرحلة.

"النهار"- وجدي العريضي

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا