المطاعم اللبنانية تواجه أعتى العواصف: بين نار الحرب وظلام الغد المجهول
ضربة قاسية، قوية، وموجعة تلقاها قطاع السياحة في لبنان.. مطاعم تبحث عن الزبائن، وأخرى بدأت تصفي أعمالها، وموظفون قدموا استقالاتهم.. لا أعمال، ولا سياح، والأمر لا يقتصر إلا على بعض المطاعم في كل منطقة، حيث تستقطب عددا من السياح اللبنانيين الذين آثروا البقاء في لبنان على الرغم من التحذيرات، أو تعتمد على السياحة الداخلية خلال أيام العطل أو نهاية الأسبوع، إذ يحاول الأهالي أن يستفيدوا من آخر أيام الصيف، قبل بدء موسم المدارس.
هذه حال القطاع، وهذه حال أصحاب المصالح الذين ارتفعت صرختهم منذ أن وجّهت إسرائيل اقسى ضربة على الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث تم من خلالها استهداف القيادي شكر.. هذه الضربة التي كانت منعطفًا خطيرا على السياحة في لبنان، لم تتوان آثارها عن الظهور في غضون أيام، إذ بدأت الدول العربية والأجنبية على مضض بالطلب من رعاياها الخروج من لبنان فورًا، ولشدة حساسية الموقف، ومع التهديدات التي طالت إسرائيل من لبنان، واليمن، وإيران، استجاب الرعايا هذه المرة على غير عادة، وحزموا أمتعتهم، ظنا منهم أن الحرب ستبدأ بين الفينة والأخرى.
أصحاب المطاعم يتحصرون، و"لبنان24" تواصل مع عدد منهم، حيث أبدوا أشد أنواع الإستياء، خاصة وأن المواسم السابقة التي كانوا يعتمدون عليها ضُربت بشكل كامل. ويجمع أغلبهم أن بداية الصيف كانت جيدة، وكانت المطاعم تعمل بوتيرة تسمح لها بتغطية تكاليف الإنفاق، ودفع أجور الموظفين، بالاضافة إلى تحقيق بعض من الأرباح تسمح لهم في الإستمرار. إلا أنّ تحوّل الأوضاع الأمنية، وارتفاع منسوب التهديد دفع بالسياح إلى تعديل برامج إقامتهم، هذا عدا عن إلغاء الحفلات الفنية التي كانت من المفترض أن تجلب أعدادا لابأس بها من السياح العرب، إذ إن قسما كبيرا منهم يقصد بيروت سنويا لمتابعة الحفلات الفنية والفنانيين العرب. كل ذلك، وجّه ضربة قاسية لقطاع السياحة، وخاصة المطاعم التي تحاول الآن الصمود خلال الأسابيع الأخيرة من الموسم الصيفي، قبل الدخول في فترة الركود استعدادا للموسم الشتوي.
توجّس واضح
مصادر نقابية تؤكّد لـ"لبنان24" أن الصور المتداولة للزحمة داخل بعض المطاعم لا تعكس حقيقة أن القطاع بخير، وأكبر دليل على ذلك بيانات عدد من المطاعم التي تشير إلى تراجع واضح في الأعمال، علمًا أن أرقام الوافدين إلى بيروت توضح أنّ التوجس من زيارة لبنان واضح جدًا، وفي حال المقارنة مع عدد المغادرين فإن الأمور تظهر جليا أن لبنان قاب قوسين من إعلان إعدام القطاع السياحي الذي تنفّس الصعداء العام الماضي.
وتحذّر المصادر من الأخطر، ففي حين تنتظر جليا الأسبوع المقبل للبناء على الشيء مقتضاه، تؤكّد لـ"لبنان24" أنّه مهما حدث فالقطاع لن يستطيع أن يستعيد عافيته خلال الأسابيع المتبقية، وعلى أصحاب المصالح أن يكونوا على استعداد للتعويض وذلك تعويلا على الموسم الشتوي الذي من الممكن أن يساهم في حل أزمة الخسائر في حال توقفت الحرب.
التحسر على المؤسسات الجديدة
في السياق، تؤكّد المصادر النقابية أن آثار الضربة التي شهدها القطاع ارتدت بشكل أساسي على المؤسسات الجديدة. ففي وقت شهد لبنان افتتاح أكثر من 300 مؤسسة جديد مختصة في قطاع المطاعم، من المتوقع من هذه المؤسسات إما أن تقفل أو أن تنقل عملها مجددًا إلى الخارج، خاصة وأن عددا من المستثمرين عادوا من دول الإغتراب تماهيا مع حالة الإنتعاش التي شهدها لبنان العام الفائت.
وتوضح المصادر أن هذه المؤسسات ناضلت خلال هذه الفترة، إيمانًا منها أنّه مع انتهاء الحرب من المتوقع أن تعود الأمور إلى مجراها، علمًا أن السياح ظلّوا في لبنان خلال الفترة الأولى من الحرب على الرغم من التهديدات، ولو استمر الوضع على ما هو عليه، لكانت هذه المؤسسات ضمنت على الأقل استمراريتها وإمكانيتها لتغطية التكاليف استعدادا للمراحل المقبلة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|