هذا ما كشفه حزب الله مع إعلانه عن "عماد 4"

"عا الله" وبالتمنيات تسير امور البلاد والعباد هذه الايام. فالوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، تمنى عدم اضطرار بلاده الى استخدام اسطولها، اما بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسية، "ما طلع" مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سوى انه على الجميع "الصلاة والصبر والصمت"، جملتان وموقفان يكشفان حقيقة الايجابية "الكذابة" لتي يحاول البعض جر اللبنانيين اليها، "لبلفهم" عن سابق اصرار وتصميم، فيما عين التينة تغني الموال نفسه عن قواعد الاشتباك ذتها، فيما الواقع في مكان آخر.

وفيما كان الجميع "ايدو عا قلبو" في انتظار مفاجأة ما لحارة حريك تستقبل بها الضيف الاميركي، خرج وزير الخارجية عبد الله بوحبيب وحده مغردا خارج السرب، وكانه ممسك بمفاتيح الحل والربط، قبل ان ينشر حزب الله وفقا لتقويمه السياسي والزماني، "جبالنا خزائننا"، كاشفا عن منشأة "عماد 4"، بعد ساعات من زيارة السفيرة الاميركية لمعلم "مغارة جعيتا" السياحية.

فخلافا لهدهد 1 التي رافقت وصول الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، المرة ما قبل الاخيرة، انتظر حزب الله انتهاء الزيارات الديبلوماسية الاميركية والفرنسية، ليكشف عما اعتبره الاسرائيليون اخطر من "الهدهد"، وهي قاعدة "عماد 4"، والتي يبدو وفقا للمحللين انها من ضمن مجموعة قواعد صاروخية في الجبال، تضم مئات الصواريخ البعيدة المدى، والمجهزة بفتحات اطلاق، حيث تتحرك "الراجمات الثقيلة" بامان داخل انفاق وصولا الى الفتحات لتنفيذ رماياتها، دون امكان لرصدها.

ووفقا لما يبينه الشريط الموزع، فالقاعدة واحدة من مجموعة قواعد منتشرة في سلسلة الجبال اللبنانية، مبنية وفقا لمعايير متطورة، محفورة في الصخر، على اعماق لا تقل عن العشرين مترا، مجهزة بالكامل، بالاضاءة وممرات واسعة وطويلة، حيث تتمركز منصات صاروخية مدولبة تتحرك وفقا لترقيم منظم، حيث يشير المطلعون الى ان ما خفي من مشاهد قد يكون اعظم، اذ ان هكذا منشأة لا بد ان تكون مجهزة بغرف عمليات، وقيادة وسيطرة، ونظام اتصالات خاص مرتبط بالقيادة، ومخازن خاصة بالصواريخ والذخيرة، ومرافق خاصة للمقاتلين من اكل وشرب ومنامة، فضلا عن مولدات كهربائية وخزانات وقود، و "شفاطات" لتنقية الهواء داخل الانفاق، فضلا عن مرفق طبي خاص مع فريقه المتخصص، متوقعة ان يكون عديد القاعدة لا يقل عن مئة مقاتل، قادرين على الصمود داخلها لاشهر، كاشفة ان الصواريخ التي ظهرت هي صواريخ متوسطة وطويلة المدى، من عيارات 220 و302 ملم.

مصادر متابعة لادارة حزب الله لحربه النفسية، رات ان بث الشريط جاء في توقيت دقيق وحمل رسائل وردودا واضحة، لتل ابيب كما لعواصم القرار التي تضغط على لبنان لثني حارة حريك عن الرد على اغتيال قائدها العسكري فؤاد شكر، مؤكدا على جهوزيتها الكاملة لخوض الحرب اذا ما فرضت، ضاربة النظريات الاسرائيلية التي تحدثت على مدار السنوات الاخيرة عن ضرباتها الاستباقية في سوريا لمنع وصول السلاح المتطور الى الحزب.

واشارت المصادر الى ان ما نشر، يشكل رسالة ردع قوية، تفوق باهميتها رسائل "الهدهد"، ما سيدفع بالجيش الاسرائيلي الى اعادة حساباته، ذلك ان القضاء على القوة الصاروخية للحزب او شلها، لن يكون ممكنا في ظل وجود تلك القواعد السرية والآمنة، التي تسمح بخوض مواجهة طويلة، ذلك ان تدمير تلك القواعد ليس بالامر السهل.

مصادر مقربة من حزب الله كشفت ان خطة انشاء هذه القواعد، وتنفيذها اشرف عليها الحاج رضوان وقائد فيلق القدس السابق اللواء قاسم سليماني، ومن بعده السيد محسن، في اطار تعزيز قدرات الحزب الصاروخية، اذ تم تشييدها وفقا لمخططات تشبه الى حد كبير المنشآت المشابهة التي اقامها الحرس الثوري في الجبال الايرانية لحماية اسلحته الاستراتيجية.

اوساط سياسية متابعة اشارت الى ان الشريط الذي وزعه حزب الله امس بعنوان "جبالنا خزائننا"، فتح الباب واسعا امام مرحلة جديدة من المواجهة، عنوانها الانفاق، قد تكون بدأت من بلدة كفركلا منذ ايام مع تنفيذ طائرات اف 35 غارة عنيفة على البلدة مستخدمة قنابل خارقة للتحصينات لاول مرة منذ اندلاع المواجهات، والتي سمع صدى انفجارها ومفعولها الارتدادي في كامل مناطق الجنوب، وصولا الى صيدا.

ميشال نصر-الديار