محليات

الجيش الالكتروني ...هؤلاء الأغبياء الذين يعطون رأيهم بنا!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حين ينتمي الإنسان الى حزبٍ، خصوصاً في لبنان، يصبح معرّضاً لأن يفقد جزءاً من عقله ومن قراره الحرّ. بالطبع، لا يجوز التعميم، كما في المسائل كلّها. حين يرضى الإنسان أن يصبح جزءاً من جيشٍ إلكترونيٍّ حزبيّ، يصبح معرّضاً لأن يفقد جزءاً أكبر من عقله ومن قراره الحرّ.

مناسبة هذا الكلام ما أتابعه عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مواقف وتعليقات. لقد أعطت هذه المواقع وسيلةً للأغبياء والحمقى والحاقدين لكي يعبّروا عن آرائهم. وإن انضووا في جيشٍ إلكترونيّ، يأتيهم الأمر من مسؤولٍ ما بمهاجمة شخصٍ أو تأليه آخر، وتوجيه الاتّهامات من دون أيّ دليل.

وما أتابعه أحياناً من تعليقات يدفع القارئ الى طرح أسئلة عمّا بلغه بعض الناس من حقدٍ وقلّة أخلاق وانعدام إنسانيّة. تعليقات تتناول الأمّ والعَرض، أو توجّه اتّهامات بالفساد المالي والأخلاقي، فتصبح كرامة الناس رهينة التافهين الذين يحملون هواتفهم بأيديهم وينفّذون أوامر قائدهم الإلكتروني التي قد تبلغ حدّ القتل المعنوي. حين يسقط شهيدٌ في الجنوب، هناك من يكتب: "عمرو ما يرجع". وحين تطلّ ميّ شدياق هناك من يتنمّر على يدها ورجلها المبتورتين. ويُقال كلامٌ مهينٌ اليوم بحقّ نوّابٍ فُصلوا أو استقالوا من التيّار الوطني الحر، كأنّ هؤلاء ينتمون الى "داعش" أو ارتكبوا مجازر.

وليس غريباً على المنضوين في مثل هذه الجيوش أنّهم ينفّذون الأوامر "على العمياني". لو جرت، على سبيل المثال، مصالحةٌ بين جبران باسيل وألان عون اليوم، لخرج، فوراً، من يصف عون بالمشرّع النشيط والمناضل الشريف، مادحاً إيّاه ومستخدماً عبارات من نوع "الدمّ ما بيصير ميّ". ما ينطبق على التيّار الوطني الحر، ينطبق أيضاً على أحزابٍ أخرى. رأي الرئيس هو رأيي. يكفي أنّ هناك من يكتب، للرئيس: "معك لو شو ما عملت". فعلاً، "غنم وماشيين". هل هذا التزام، أم يحمل تسميةً أخرى؟

يشبه الأمر جنديّاً يأمره قائده بأن يحارب على هذه الجبهة أو تلك، فينفّذ الأمر ويقتل من قيل له إنّه العدوّ. وقد يموت هو أيضاً. من أجل من؟ غالباً من أجل القائد لا من أجل القضيّة، إن وُجدت أصلاً.

فيا جماعة المعلّقين والناشطين وعسكر الجيوش الإلكترونيّة، لا تكونوا حطباً في وقودٍ يشعلها آخرون. فكّروا. كوّنوا آراءكم الخاصّة. اعترضوا، ولو لمرّة. قولوا لرئيسكم "بهَيدي ما معك حقّ"، فيكفّ عن النظر إليكم كحشرات يدوس عليها ليصل الى هدفه.

فليكن الانتماء الحزبي باباً للتطوّر العقلي، والنقاش الحرّ، والسعي الى الأفضل، للفرد وللمجتمع. أمّا ما تفعلونه على مواقع التواصل الاجتماعي من شتمٍ لمن تختلفون معهم في الرأي فهو حماقة وغباء. وصدّقوني، رئيسكم هو أوّل من يعتبركم حمقى وأغبياء.

داني حداد -موقع mtv

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا