محليات

باسيل تائه بين الخيارات.. اليمين أو الممانعة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مَن يراقب جمهور"التيار الوطني الحر" وانصاره على مواقع التواصل الاجتماعي يدرك جيدا حجم الضياع الذي يعاني منه هؤلاء، فبعضهم يناصر "حزب الله" بخطاب ممانع يصل الى حد التماهي مع خطاب الحزب وسلاحه وسلوكه العسكري، والبعض يرفع خطابا يمينياً اكثر راديكالية من خطاب "القوات اللبنانية" ويهاجم" حزب الله" وامينه العام السيد حسن نصرالله بشكل قاس جدا. فما هو الموقف الفعلي ل"التيار" ورئيسه جبران باسيل من القضايا المطروحة وماذا يريد الرجل واي موقع وموقف سياسي يتبنى؟
 


في السنوات الاخيرة بدّل باسيل الكثير من المواقف والاصطفافات، فمنذ التحالف مع تيار "المستقبل " والتفاهم مع "القوات" ومن ثم الخلاف معهما فالخلاف مع "حزب الله" وغيرها من المواقف الصادمة للجمهور العوني، بات العونيون يعانون من انفصام سياسي حاد، ويشعرون ان الموقف الذي يتخذونه، مهما كان، يعبر عن موقف "التيار"، وهذا الى حد ما صحيح، فكيف يمكن لناشط عوني ان يهاجم الحزب والمقاومة وقد رأى موقف حزبه المؤيد منذ العام ٢٠٠٦.
وفي المقابل كيف يمكن لناشط آخر ألا يهاجم الحزب وهو يرى مواقف رئيس تياره المعادية للحزب بين فترة واخرى.

 

ضاع العونيون امام الضياع الباسيلي، لكن في الحقيقة، يتمنى باسيل ان يكون رئيسا لاكثر حزب يميني في لبنان، ويقول المقربون منه ان الرجل يرى انه قادر ان يكرر تجربة بشير الجميّل، وهذا ما يضحك خصومه، لكن في المحصلة، فان اداء باسيل ومواقفه في جلساته الخاصة توحي بأنه ميال لمعاداة الحزب ويجد نفسه اكثر في الموقع السياسي المعارض له كما لباقي الاحزاب الاسلامية.

في الوقت نفسه يعرف باسيل ان مصالحه العميقة لا تمر الا من حارة حريك، حتى انه لا يستطيع مواكبة خطاب "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" كما يصعب عليه اقناع الرأي العام بخطاب مسيحي تقليدي، من هنا يعود بين محاولة واخرى الى حضن الحزب الذي لا يزال "قلبه كبيرا". امام هذا المشهد يجد باسيل نفسه مضطرا للعودة الى خطاب عمه عام ٢٠٠٦، اي ان الرجل يريد ان يضمن احتضان" حزب الله" له في المرحلة المقبلة في ظل الازمات التي يعاني منها تياره السياسي.

ازمة "التيار" لا تزال في بداياتها، والاقالات والاستقالات التي شهدها "تكتل لبنان القوي" ستؤثر بشكل حتمي على نتائج الانتخابات النيابية المقبلة اذ سيتحول "التيار" من حزب يمتلك كتلة نيابية كبيرة الى حزب صغير غير موثر في المعادلات الاساسية في لبنان وهذا يعني ايضا انه سيكون بحاجة جدية الى رافعة سياسية حقيقية تؤنن له استمراريته في السلطة لكي يعوض فشل خطابه السياسي بالخدمات داخل الادارة والمؤسسات الرسمية اللبنانية.

لا يهتم باسيل كثيرا بالواقع للشعبي ل"التيار"، بل يفضل ان يحافظ على قدرات الحكم والسلطة، وهذا ما لا يمكن لاي طرف مسيحي ان يؤمنه له، لان خصوم باسيل المسيحيين، وهم كثر، سيستغلون ضعفه الحزبي والشعبي ولن يساهموا في تعويمه سياسيا، في الوقت الذي سيجد الحزب انه مضطر لدعمه للحفاظ على غطاء مسيحي وان كان بسيطا في ظل انعدام الخيارات الاخرى...

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا