محليات

هل أخطأ "حزب الله" بنشر فيديو الأنفاق؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد مضي أيام على نشر "حزب الله" فيديو لأنفاق ضخمة أوحى أنها في جبال لبنان، لم يصدر أي تعليق رسمي أو غير رسمي على ذلك، علما أن تساؤلات أساسية طرحت في أوساط سياسية عديدة قبل أن تنتقل إلى الاستفهامات الديبلوماسية. هذه التساؤلات تركزت أساسا على استيضاح ما إذا كانت هذا الأنفاق فعلا في جبال لبنان أو في إيران، باعتبار أن لا دليل حاسما في اتجاه تأكيد وجودها في لبنان، من دون أن يعني ذلك نفي وجود أنفاق للحزب في الجنوب أو البقاع أو حتى في السلسلة الغربية لجبال لبنان، حيث يمكن الوصول إلى أماكن أو مناطق عدة يمنع بعدها على المواطنين العبور.

ويمكن أن تحسم أجهزة الاستخبارات المختلفة وجود هذه الأنفاق من عدمه انطلاقا من أن ضخامتها وفق ما يوحي الفيديو عن أحدها، يمكن أن تكشفها الأقمار الاصطناعية، وهذا يتطلب جهدا كبيرا وحركة ناشطة، حتى لو أن شركات إيرانية اضطلعت منذ ما بعد 2006 بالمساعدة في إعمار الجنوب، بحيث يتاح لها الدعم لبناء أنفاق كبيرة.

وكانت لافتة مسارعة السفارة الإيرانية على أثر نشر الحزب فيديو الأنفاق إلى التعليق عبر منصة "إكس": "في اللغة الفارسية، نطلق على المنشآت الصاروخية الموجودة تحت الأرض وداخل الصخور والجبال "مدن الصواريخ". إن هذه المدن الصاروخية موجودة في جميع أنحاء جغرافية إيران، وهي تزرع الرعب في قلوب أعداء إيران. يمكننا، إذا لزم الأمر، مهاجمة العدو من أي نقطة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية". وهذا ما عزز التساؤلات عن احتمال وجود هذه الأنفاق في إيران، أو اضطرار السفارة إلى أخذها على عاتق إيران، على رغم أن كثرا يرجحون أنها في جبال لبنان، وبعض عمل الكسارات قد يكون يغطي على ذلك.

في أي حال، فإن نشر الحزب الفيديو ترك انطباعات سياسية وغير سياسية مؤداها أن الحزب قد يكون أخطأ تماما في توقيت النشر على المستويين الداخلي والخارجي. فمن جهة عزز الخطاب والمنطق الإسرائيليين أمام الخارج إزاء لجوء إسرائيل إلى الدفاع عن نفسها في وجه تهديدات على حدودها، وهو ما يبرر تسليحها بما تطلبه وأكثر، ومن جهة أخرى نسف نشر الفيديو ما تبقى من مقومات الدولة اللبنانية وسيادتها وأطاح ما تبقى من مؤسسات الدولة أو هياكلها السياسية والأمنية. ويقدم ذلك مؤشرات قوية على أن الفريق الذي بات يختصره الثنائي الشيعي يدفع بالبلد إلى مخاطر كبيرة يدمر من خلالها ما بقي من مقوماتها.

هذه التساؤلات باتت معطوفة على أسباب مواصلة الحزب "حرب المساندة" من جنوب لبنان، في حين أن لا عمليات عسكرية في غزة منذ بعض الوقت على رغم إطلاق صاروخ بين وقت وآخر، علما أن الحزب ربط استمرار حرب الجنوب باستمرارها في غزة، وكذلك وقفها. وكل المعطيات الميدانية والديبلوماسية باتت تفيد أن حركة "حماس" ضعفت جدا إلى درجة الإنهاك، إن لم يكن أكثر، ولو أنه مبدئيا لا يمكن إنهاؤها لأنها ايديولوجيا قد تنهض مجددا.

بإزاء هذا المشهد، يُخشى ألا يعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية نفسه معنيا بتقديم أي تنازلات تنهي الحرب على غزة أو تعطي الحركة ما يوفر لها الحياة، في الوقت الذي يُخشى أن يترجِم استمرار الحرب في الجنوب ربط جبهته بما هو أبعد، أي بما تود أن تحصل عليه إيران من التواصل مع الولايات المتحدة. والواقع أن هذا قد لا يكون متاحا في المدى المنظور في حمأة الانتخابات الرئاسية الأميركية وفي ظل رئيس بات يستعد للمغادرة، فيما أي فاعلية لأي حوار غير مرجحة في هذه الحال قبل الربيع المقبل، إن لم يكن أبعد من ذلك.

المعطيات الآنفة تشكل مؤشرا لارتباك ومأزق لدى الحزب الذي أنكر الموفد الأميركي آموس هوكشتاين "حقه" في الرد على اغتيال القائد لديه فؤاد شكر، بزعم أنه أتى ردا من إسرائيل على قصف ملعب في بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، على خلفية أن الوثائق أثبتت للأميركيين كما لسواهم مسؤولية الحزب عن الصاروخ الذي أصاب ملعبا وقتل 12 فتى وفتاة. وهو المنطق نفسه الذي تحدث به عن دحض منطق إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنيه الذي لم يقتل بعمل خارجي بل بعمل داخلي، فيما لم تتبنّ إسرائيل اغتياله إعلاميا ولا رسميا.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا