محليات

مشاكل لبنان مستمرّة في كل الحالات لأنه يقوم على ثقافة الابتزاز حتى خلال الأزمات...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ها نحن نقترب من شهر أيلول، الذي يحلّ تشرين الأول من بعده، أي اننا نقترب من الذكرى السنوية الأولى لاندلاع حرب 7 أكتوبر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلّحة، والتي جعلت جنوب لبنان جبهة مفتوحة بإسناد قطاع غزة من جهة، وبالقصف الإسرائيلي اليومي والمتكرّر، من جهة أخرى.

طين الأزمات... بلّة

خسائر مليارية تسبّبت وتتسبّب بها تلك الحرب للبنان، وهي تزداد حتى الساعة، انطلاقاً من أن عمليات القصف لا تزال مستمرّة.

طبعاً، لا دخل للبنان بما يجري على مستوى المنطقة عموماً، وليس مطلوباً منه ما لا يستطيع القيام به أصلاً. ولكن كيف كان يمكن للأوضاع اللبنانية أن تكون، لو لم يتمّ إدخال الجنوب اللبناني بحرب غزة؟

في تلك الحالة، كنّا ربحنا الموسم السياحي بكامله ربما، وموسم الحفلات والمهرجانات من دون أي تعديل، وقدوم المغتربين كلّهم، وعدم استعجال من أتوا قبل أسابيع لمغادرة البلد، ولاختصار زياراتهم بفعل التوتّرات الأمنية والسياسية.

كما كان يمكن للوضع النفسي العام في البلد أن يكون أفضل من دون حرب، ومن دون موجات نزوح تتدفّق من المناطق الجنوبية أو من المناطق المُعرَّضَة لتوتّرات، الى مناطق أخرى. فالبلد لديه ما يكفيه من مشاكل أصلاً، ولم يَكُن ينقصه أي أزمة جديدة لتزيد طين أزماته ومشاكله، بلّة.

تكثيف الأعباء

ولكن هل كان يمكن للبنان أن يتقدّم ويزدهر في 2024، وأن يتجاوز بعض مشاكله الأساسية على الأقلّ، لو لم يدخل الجنوب اللبناني دائرة المواجهات العسكرية منذ خريف عام 2023؟

الجواب المنطقي هو لا، انطلاقاً من أننا في بلد يسير بالاستغلال، وبالابتزاز المعيشي والحياتي المُزمِن للناس، في أوقات الشدّة والمِحَن والصعوبات، أكثر من أزمنة الهدوء والرّخاء والراحة. وبالتالي، حتى ولو بقيَت الجبهة الجنوبية "باردة"، فما كانت أحوال البلد أفضل ممّا هي عليه اليوم، ولا الكهرباء متوفّرة 24/24 ساعة، ولا التغذية بالمياه أفضل، ولا الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية أفضل، وذلك نظراً لثقافة فطرية موجودة في البلد، وهي ثقافة استغلال كل أنواع وأشكال الأزمات في أي مكان، وثقافة تكثيف كل أنواع الأعباء مهما كانت، وثقافة تصعيب الحياة على الناس أكثر فأكثر.

بحرب أو من دونها...

في هذا السياق، تؤكد مصادر سياسية أن "لبنان بحالة انهيار سياسي أصلاً، منذ ما قبل اندلاع الحرب في قطاع غزة، وإدخال الجنوب فيها كجبهة إسناد".

وتشير في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "جبهة الإسناد الجنوبية أتت لتزيد وضعنا سوءاً. فلا رئيس للجمهورية لدينا، ولا مجلس وزراء بالصفات القانونية والدستورية اللازمة، فيما مجلس النواب عاجز عن أن يكون فعّالاً كما يجب. هذا فضلاً عن غياب أي خطة تُخرج لبنان من الوضع الذي نحن فيه، وهي حالة مستمرّة منذ نحو عامَيْن تقريباً، ولم تشهد أي محاولة جدية لتحسينها على الأقلّ".

وتُضيف:"لا إعادة هيكلة لشيء في هذا البلد عموماً، بموازاة مشكلة كهرباء مُزمِنَة ودائمة. فكل تلك المشاكل كانت موجودة، وكنّا نعاني منها منذ ما قبل 7 أكتوبر 2023، ودخول لبنان في دائرة الحرب. وهي مشاكل باقية ومُستمرّة".

وتختم:"أحوالنا ليست جيدة بحرب أو من دونها، وما كانت لتُصبح أفضل تماماً اليوم، حتى من دون مخاطر عسكرية. ولكن ما تسبّبت به الحرب هو الإمعان بزيادة الخسائر الاقتصادية أكثر، وإفقادنا ما كان تبقّى لنا من واقع سياحي".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 


 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا