محليات

الرّئيس...إنّ وجد

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

وفقًا للميثاق والدّستور، الرّئيس ينتمي إلى الطّائفة المارونيّة التي لها الفضل الكبير والأساسيّ في إنشاء لبنان. وهو المؤتمن أيضًا، على تنفيذ الدّستور بجميع مندرجاته وحمايته حماية الأم لرضيعها. الدّستور جعل منه أعلى من كلّ الصلاحيّات، وهنا تكمن قوّته الوطّنيّة وفعّاليّته. إنّ ما يثير الاستغراب في ديناميكيّة العلاقات الدّوليّة، أنّ جميع أمم الأرض تتدخّل للإتيان برئيس للجمهوريّة لهذا الوطّن العجيب. هذا عائد لسببين؛ أمّا الرّئيس العتيد هو حجر زاويّة في العلاقات الدوليّة، أم هو سلعة، بأيادي تلك الدّول، تباع وتشترى في أسواق الصّفقات الإقليميّة والدّوليّة على حساب الوطّن والمواطن. منذ ما بعد الطّائف، يعتبر السّبب الثّاني الأكثر ترجيحًا!

المصيبة في هذه الأيّام أن الرّئيس، وإن كان مارونيًّابالشكل،بات يصنع، وخلافًا لبقيّة الرّؤساء، من خارج طّائفته، وبالتّأكيد من خارج الوطن،ليعدو خانعًا خاضعًا لمشيئة من أتى به، وخائنًا لقسمه وللوطن. المطلوب من اللّبنانيّين، وبالأخصّ الموارنة منهم، العودة إلى كنف الوطّن والعمل على صناعة رئيس للبنان يكون "مارونيّ لبنانيّ".هذا الرّجل، إنّ وجد، يجب أن يعمل على استنباط نظام سياسيّ واقتصاديّ واجتماعيّ يمكنه من حلّ "الحزورة اللبنانيّة"*: كيف لك أن تجمع وتُعايش بوئام ومحبّة ومساواة في دولة خيّرة عادلة وآمنة، تحت سماء أقدم الأوطان، مجموعات مافياويّةومذهبيّة ودينيّة ومناطقيّة مجبولة بالأنانيّة والكراهية والكذب والجهل المقدس؟ بذلك، يمكن للوطن المأزوم أن يخرج من محنته سالمًا معافى.

إن يصبح المرء رئيسًا، يجب عليه أن يكون قد اكتسب خبرة وافرة وكافية، من خلال مروره في عدّة تجارب ومواقف ومحن، تثبت أنّه أهل في القيادة والرّيادة، على صعيد طائفته ووطنه. في هذه الحال، لا بدّ من استعمال تقنيّة "مراجعة تقييم الأداء" التي تعرّف بمراجعة منتظمة لأداء "القائد" المفترض، عن طريق تقييم مهاراته وإنجازاته ونموه المعرفي والإدراكي، وبالأخصّ وطنيّته،ومدى ثقة الجمهور بأفعاله ومواقفه.فلنقيّم...

قبل كلّ شيء، يجب على المرشّح أن يكون صاحب مشروع سياسيّ وطنيّ إنسانيّ،مستند إلى مفهوميّة وفكرة "القضيّة اللبنانيّة"*، بل مكتوبًاوواضح المعالم، ومعلومًا من الجمهور.وليكن فكرهنيّرًامستقيمًا، ثابتًا في الرؤيّة، وأهدافه وطنيّة دستوريّة يمكن تحقيقها، وإنّ على مراحل. أن يكون ذا سيرة حسنة وصاحب أيادٍ بيضاء، معطوفة على ضمير حيّ. أن يكون قد كوّن فريق عمل من الخبراء المثقّفين والوطنيّين والأوادم، خلافًا للنّمط القائم من طوّاويس وفلاسفة البلاط، المشبّعين حقدًا وحسدًا وحرامًا وجهلاً.

هذا الرّئيس يجب أن تكون له الإرادة الصلبة في مجابهة المرتزقة والحراميّة وأشاوس الجريمة المنظّمة، ومحاسبتهم، وفقًا للقوانين المرعيّة الإجراء، خير حساب.كما يجب، أن يحمي لبنان من العملاء الوضعاء، والخونة الفجّار، والخانعين المتمسكنين، والخاضعين الفاشلين، وتجّار الدّمالأبرياء. عليه أيضًا، محاربة روحيّة الحقد والكراهية المتجذّرة في سلوكيّات اللبنانيّينوأفعالهم ، وخصوصًا عند الموارنة. كلّ ذلك، من أجل استعادة لبنان السيّد، الحرّ، والمستقلّ، المخطوف من #المنظومة_المافياوية بقيادة #عصابة_الستةبالتّكافل والتّضامن مع #حزب_الكرتون.

بالإضافة إلى كلّ ذلك، يجب أن يعمل جاهدًا، ووفقًا لمشروعه، على استعادة الدّولة بكامل مفاصلها،وعلى إعادة هيكلتها وتحديثها، بما يتناسب مع متطلّبات العصر، من حكومة إلكترونيّة، وسهولة الخدمات وفعّاليّتها، وخلوها من الفساد والمحسوبيّات، وغيرها. كذلك، عليه العمل، من أجل خلق نظام قضائي جديد،عادل وصارم،من خلال هيكليّة جديدة، ومنظومة فعّالة نظيفة وممتنعة السهولة، معطوفة على منظومة أمنيّة وطنيّة شفّافة وفعّالة. والأهمّ من كلّ ذلك، إعادة الجامعة اللبنانيّة إلى موضعها الوطنيّ، غير الميليشياويّ المافياويّ، لبناء الأجيال الجديدة، وناهيك عن المدرسة الرسميّة.

هذا على الصّعيد الوطنيّ؛ أمّا عند طائفته، وليتأهّل إلى المنافسة، يجب عليه أن يكون قد أثبت جدارته وفعّاليّته من خلال نتاج أعماله وأفعاله. من المفترض، أنّه من السّبّاقين في حماية الرّعيّة والمجتمع ورعايته. وليبيّن هذا الرّجل، مواقفه وأفعاله من قلّة الأمانة المستشرية، ومن تفكّك العائلة، ودخول الشّباب في أتون المخدّرات وتعاطيها والسّكر والعربدة. ومن اضمحلالدورالرجل،كما المرأة تحديدًا وأساسًافي بناء العائلة، والّتي أضحت سلوكيّاتبعضهنّ وأفعالهنّ، من دون ضوابط أخلاقيّة وإنسانيّة. من إهمالهنّ، الجاهل أو المتعمّد، لعائلتهنّ،وخيانتهنّالزوجيّة المستسهلة. كذلك، متطلّباتهنّ الماديّة الاستهلاكيّةالتي تفوق طاقة المعيل، والحسد الّذي يأكل الحسنات كما تأكل النّار الحطب، والغيرة المرادفة للكراهية.النّتيجة، مستويات غير مقبولة من الطّلاق الّتي تخطّت المعقول وضربت فكرة "الزّواج المارونيّ" في صميمها. إضافة إلى كمّ هائل من المشاكل العائليّة، وخصوصًا في ما يتعلّق بالميراث والدور السلبيّ الشرّير للرجل في عائلته ومجتمعه. وهذا دليل على خروج المجتمع عن القيم الموروثة من دينيّة ومجتمعيّة، وعن غياب الأخلاق في المعاملات والتّفاعلات المجتمعيّة. بالإضافة إلى ذلك، ما هي إنجازاته في تأمين الأقساط المدرسيّة للمحتاجين وتأمين الاستشفاء للمقهورين، ضمن منظومة اجتماعيّة مكتفية الذات؟

من ثمّ، يجب أن يفيدنا هذا المرشّح أو ذاك،ماذا فعل من أجل محاربة، ووقف، ومنع البيوعات المشبوهةللأراضي وسرقة المشاعات، الّتي تتناقض مع الميثاق ومفهوميّة العيش المشترك، والتي تساهم في التّغيير الديموغرافيّ والمجتمعيّ والثّقافيّ؟ ماذا فعل ل "فكّ رقبة" السّماسرة والخونة والمأجورين الّذين ساهموا في تحقيق تلك البيوعات والسرقات، من عكّار إلى زغرتا ولاسا، والكورة وجزّين والشوف وزحلةوالقاع، وغيرها؟ ماذا فعل من أجل إعادة إحياء "حق الشّفعة للجار"و"براءة الذمّة البلديّة قبل البيع" اللذين ألغاهما مهندس التّفليسة؟

أمّا على الصّعيد التنمويّ والاقتصاديّ، لا بدّ من أن يعلن جهارةً، عن إنجازاته في تحفيز الاقتصاد المجتمعيّواستدامة الدّورة الاقتصاديّة من أجل تحقيق شبكات حماية مجتمعيّة تعاضديّة (نوع من الاشتراكيّة المسيحيّة) في مجالات الزّراعة والصناعات الحرفيّة والتحويليّة والبيئيّة والتكنولوجيّة. ماذا فعل في محاربة الفقر وتأمين فرص العمل المستدامة؟ناهيك عن حماية الأرض والغابات والمياه والهواء والطّاقة البديلة...

والأهمّ من كل ذلك، ما هو مدى إيمانه الفعليّ الّذي لا يمارسه إلّا في المناسبات الانتخابيّة والاجتماعيّة،ودوره في حماية كنيسته، الغائبة والمنكوبة بأهلها، من الطّفيليّين والكومسينجيّة واليوضاسيين وأولاد الصّبحا؟علمًا أنّها تتعرّض لعمليّة ممنهجة لتزوير الهويّة الوطّنيّة اللبنانيّة والتّزوير الثقافيّ، لما يمعنون في تحوير "مجد لبنان أعطي له" إلى "مجد فارس أعطي له".

يقول الأب ميشال حايك، الّذي من المرجّح أنّه انتقل إلى جوار الرّب مقهورًا، على ما آلت إليه أحوال الموارنة من مآسٍ وضياعٍ وتناطح في ما بينهم: "الإنسان قبل الأوطان، إذا سلم سلمت، وإذا خارت روحه انهارت أرضه...من تحرير الرّوح تبدأ عمليّة تحرير الأرض".وكما قال أحدهم: "أسمع البطريرك القديس من عليائه يقول متحسّرًا، لزعماء الموارنة السّخفاء :ابكوا مثل الأرامل ملكًا أضعتموه،ولم تحافظوا عليه مثل الرّجال".

أين أنت يا أيّها الرّئيس؟

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا