الصحافة

"حزب الله" ومرشّح "داعم للسلاح" كدحض للتوافق

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تفتقد الجلسات الرئاسية المؤشرات الموحية بالانتقال القريب إلى ضفة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بما يعني ترجيح استمرار الطريقة المعتمدة على الاقتراع لمصلحة الورقة البيضاء من الكتل المحسوبة على محور "الممانعة" التي تُعدّ بمثابة خيار انتخابي قائم على "مرشّح فراغ" قبل الانتقال المشابه إلى المرحلة الثانية المتمثّلة بتعطيل النصاب. ولا تقرأ القوى السيادية اختلافاً في الأسلوب التكتيّ الذي يلجأ إليه "#حزب الله" مقارنة مع مراحل تعطيله السابقة للانتخابات الرئاسية، رغم تبنّيه مذياع المناداة بالوصول إلى توافق في اختيار الرئيس المقبل. لكن السؤال البارز يتمحور حول مدى جديّة "الحزب" في الانطلاق من معاني عبارة مماثلة وإمكان دعمه حقّاً مرشحاً خارج الانحياز المحوريّ، ما دام يضمّ إلى مصطلح التوافق معادلة احترام دور سلاح "حزب الله" والإقرار به، استناداً إلى ما صرّح به حديثاً النائب محمد رعد. وقد استطلعت كتل سيادية في المواقف الصادرة عن مسؤولي "الحزب" دحضاً للنداءات الملوّح بها إلى التوافق الذي يتعارض مع فكرة وصول مرشح مؤيّد للصواريخ، في وقت تقوم فيه ركيزة المبادئ الاستراتيجية لأكثر من نصف نواب البرلمان المنتخب على حصريّة السلاح في يد الدولة اللبنانية. وهنا، تتردّد عبارة "توافق" على مسامع السياديين مفرّغة من مضمونها، باعتبارها تتخذ من المسألة الأكثر إشكالية عنواناً بدلاً من بحث "حزب الله" عن منبر رئاسيّ آخر بعيداً عن التموضع خلف البندقية.

وفي السياق، تنظر " القوات اللبنانية" إلى المفهوم الرئاسي الذي يعبّر عنه "حزب الله" على أنه سعيٌ غير مباشر إلى رئيس لا يمتلك معايير توافقية. وتشير مصادر رسمية في "القوات" لـ"النهار" إلى أنّ مقاربة "الحزب" تعبيرٌ عن أن مفهوم التوافق لديه ينطبق على مواصفاته الرئاسية، بما يعني أنه يريد من اللبنانيين التلاقي معه وإلا فالتموضع في موقع عدائيّ في وجهه. ولا يثير موقف النائب رعد أو تصريح الشيخ نعيم قاسم استغراب "القوات" لناحية الدعوة المكرّرة إلى احترام دور السلاح والالتزام بثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة". وهنا، تلفت المصادر "القواتية" إلى انطلاق نظرية "الحزب" الرئاسية من محاولته التسليم بنظرية قائلة إنّ من البديهيات اختيار رئيس للجمهورية بحالة تسليم مطلق بالسلاح، مع الإشارة إلى أنها مسألة مفصولة عن الواقع استناداً إلى موازين القوى السياسية والشعبية اللبنانية. وتتلمّس أنه يسعى على المستوى المطلوب والفعلي إلى رئيس بمعيار مواجهة على الرغم من رفعه راية التوافق، وذلك انطلاقاً من الصفة التي أشار إليها رئيس كتلته ونائب رئيسه على السواء. وهنا، تنتقد "القوات" تصويب "حزب الله" على عناوين "رئيس التحدّي" الذي تريده الى جانب الكتل السيادية لجهة مرشّح يتحدّى الواقع القائم على أساس السيادة والإصلاح واحترام الدستور واتفاق الطائف التي لا تُعدّ شروطاً تعجيزية أو خارج السياق الطبيعي لطرح شخصية تعمل على تطبيق الحذافير الدستورية، في مقابل "رئيس التحدي" الذي تطرحه قوى "الممانعة" بشكل غير مباشر على أساس الدفاع عن السلاح الذي يشكّل مواجهة للشرعية وكان يجب تسليمه بعد انتهاء الحرب.

لم يثر انسحاب التكتلات المتحالفة مع "حزب الله" الدهشة بالنسبة إلى الكتل السيادية التي كانت ترجّح خطوة مماثلة لتطيير النصاب. فهل يستمرّ هذا المنوال طويلاً في المرحلة المقبلة؟ بحسب المعطيات التي يؤكّدها نواب سياديون، فإنّه لا مؤشرات على إمكان العبور من المراوحة الرئاسية إلى انتخابات جديّة وسط تصميم فريق "الممانعة" على الاقتراع بورقة بيضاء. ولا تغيير منقشعاً في المعادلة الواضحة بالنسبة إلى السياديين لجهة التنافس بين فريق يرشّح شخصية نيابية ويتمتع بالنيّة الواضحة لتجنّب الفراغ الرئاسي، في مقابل فريق آخر يدفع باتجاه الفراغ مع امتناعه عن اختيار مرشح أو الإعلان عن اسم بل الإصرار على الاقتراع بورقة بيضاء بما يشير إلى غياب الجهوزية وعدم القدرة الموضوعية على التعامل مع الاستحقاق الرئاسي.

ويتأكد بحسب الأجواء أن القوى السيادية متمسكة بترشيح رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض في المرحلة المقبلة، كخيار تقرأ فيه تمسّكاً منها بشروط إخراج لبنان من واقعه الانهياري والتعبير عن الجديّة بموازاة فريق يرشّح الفراغ ويشارك صوريّاً في الجلسات الرئاسية.

وفي الحصيلة، لا تقتصر التنديدات بمواقف "حزب الله" رئاسياً على المعطى الخاص بالاستحقاق الانتخابي، بل تشمل استنكار السياديين الغاية غير المباشرة المتمثلة في تعميم تجربة الحرس الثوري في إيران عبر وضع "الحزب" سقف انتخاب رئيس للجمهورية يريده أن يؤيّد بالحدّ الأدنى دور السلاح على النطاق اللبناني بما لا يلغي علامات الاستفهام حول نيّات واضحة لاعتزام تشريع هذا الدور على الصعيد الدستوري إذا ما تحوّل هذا الشعار إلى مسلّمة ينطلق منها فريق "الممانعة" دائماً في التعامل مع محطات الاستحقاق الرئاسي. وهناك من يلاحظ أنها من المرات الجديدة التي يعبِّر فيها نواب "الحزب" صراحةً عن قراءته المباشرة لكيفية مقاربة الموضوع الرئاسي في إشارته إلى ضرورة اختيار مرشح "يعترف بدور المقاومة في حماية السيادة الوطنية"، بما يحوّل نداءه إلى اختيار رئيس توافقي تمريراً للوقت السياسي والإعلامي على غرار التصويت بورقة بيضاء، في مقابل محاولة غير مباشرة لإيصال رئيس من محوره إلى القصر الجمهوري.

 "النهار"- مجد بو مجاهد

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا