وقف إطلاق النار... هل يعبّد الطريق لمصالحة فلسطينية حقيقية ودخول عباس غزة؟
يرى مراقبون أن هناك جهوداً حثيثة تُبذَل حالياً على وقع مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، من أجل توفير عودة هادئة وآمنة للسلطة الفلسطينية ولرئيسها محمود عباس الى هناك، وأن تلك الجهود تسير جنباً الى جنب البحث بتبادل الأسرى، وبالمستقبل السياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وحلّ الدولتَيْن.
فجزء لا بأس به من تلك المفاوضات يهدف الى إعادة السلطة الفلسطينية لغزة، تمهيداً لأدوار لاحقة ستضطلع بها هناك، خصوصاً عندما يحين موعد إطلاق العنان لـ "الشقّ التطبيقي" من مصالحة فلسطينية - فلسطينية لا بدّ لها من أن تأخذ مجالاً أوسع في وقت لاحق، وهو شقّ سيضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وسيشكل نقطة أساسية من نقاط استعادة الهدوء في القطاع بعد أشهر من المواجهات العسكرية.
فهل تتكلّل الجهود الفلسطينية، والعربية المُساعِدَة لإعادة دخول السلطة الفلسطينية غزة، بالنجاح؟ وماذا لو فشلت وتعثّر هذا المسار؟ ماذا سيكون عليه مصير المصالحة بين الفلسطينيين في تلك الحالة؟ وماذا سيفعل سكان غزة أيضاً، إذا طالت مدّة الحلول السياسية، بشكل قد يُبقي كل شيء تحت خطر التعرّض للقصف من جهة، و"التحلّل" المعيشي من جهة أخرى؟
وهل سيتمكن عباس من توفير شبكة الأمان والتعاون اللازمة لقطاع غزة، بالتعاون مع حركة "حماس"، وبالاستقرار المُستدام اللازم بين الطرفَيْن؟ وكيف يمكن للحركة أن تتشارك السلطة معه هناك؟ وهل يكون ذلك مقابل أدوار أكبر لها في الضفة الغربية مثلاً، وعلى مستوى الدولة الفلسطينية عموماً، التي يُعمَل عليها ضمن مسار حلّ الدولتَيْن؟
في هذا السياق، تؤكد أوساط مُتابِعَة أن "حركة الوسطاء الدوليين الذين يعملون على الهدنة ووقف إطلاق النار وتحرير الأسرى والمعتقلين، ومعظم الأجواء الدولية، تُفيد بأن الأمور تسير وكأن لا دور إدارياً ورسمياً لـ "حماس" في غزة، وهو ما يظهر بعدم انخراطها المباشر في كثير من النقاشات والأمور حالياً".
وتشير في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "(رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو يشترط أن لا يكون هناك أي سلطة فلسطينية في القطاع، وهو يبحث عن طروحات أخرى على وقع المفاوضات الحاصلة الآن. وأما الليونة التي يُبديها في مسألة السماح للفلسطينيين بالعودة الى مناطق معيّنة من غزة، فهي محاولات هادفة لتخفيف نقمة الرأي العام الدولي عليه (نتنياهو)، وذلك بموازة استمراره بالحرب على أرض الواقع، وجعله الحياة في القطاع أشدّ صعوبة".
وتختم:"هناك تمييع إسرائيلي واضح للمفاوضات من أجل الاستمرار بالحرب، وذلك مقابل تنازلات شكلية لا أكثر. فالحرب مستمرة عملياً، والقصف واضح حتى في الضفة الغربية، وسط استراتيجيا يتّبعها نتنياهو، وهي تقوم على تحقيق الأهداف التي وضعها في تشرين الأول الفائت، والاستمرار بالتهجير في كامل الأراضي الفلسطينية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|