بري يتقاطع مع استعادة الخارج ديناميته الرئاسية!

لا تزال المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس على حالها من الكرّ والفرّ من غير أن تحرز التقدّم المأمول على الرغم من كل الضغط الذي تمارسه واشنطن على الطرفين، مباشرة على تل أبيب وبالواسطة القطرية والمصرية على حماس.

أحدث تلك الجولات من المفاوضات التي تستضيفها الدوحة راهنا لم تفضِ إلى أي اختراق، الأمر الذي عكسته عودة فريق التفاوض الإسرائيلي إلى تل أبيب خالي الوفاض.
الواضح حتى الآن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على كسب الوقت بالمماطلة والمهادنة، وهو يبغي تمرير الشهرين الفاصلين عن الانتخابات الرئاسية الأميركية بأقل قدر ممكن من الضرر السياسي والشخصي، عسى أن يتحقق له ما يأمل من نتيجة تعيد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأييض.
لكن هذه المؤشرات السلبية يناقضها ما تجمّع من معطيات عن قرب انتهاء الحرب في غزة، بما يتيح إطلاق عملية إعادة الهدوء إلى الجبهة الجنوبية، تمهيدا للخوض في الحلول السياسية والاقتصادية المُلحّة، بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية.
وبرز في هذا السياق ما نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنه سيدعو مجددا القادة السياسيين إلى المشاركة في حوار برئاسته في البرلمان على أن يفتح بعدها جلسات انتخابية بأكثر من دورة في اليوم على قاعدة "إثنين، أربعاء، جمعة" لأن إبقاء جلسة الانتخاب مفتوحة بالمطلق يمنع المجلس من التشريع في هذه المرحلة الدقيقة. كما نُقل عنه أنه سيوجّه رسالة إلى رافضي الحوار ويؤكد أنه إذا تم جمع 86 نائباً فسيدعو إلى الحوار بمن حضر من غالبية النواب بصرف النظر عن رفض بعض القوى.
لا ريب أن عودة بري إلى الحراك الرئاسي لا تنفصل عن المشهد المتوقع بعد انتهاء الحرب في غزة، وتتقاطع كذلك مع الجهد الأميركي المتوقع أن يزيد بإطّراد من أجل إعادة الهدوء إلى الجنوب وانعقاد المؤتمر الدولي الرامي إلى تقديم الدعم إلى لبنان.
معلوم أن واشنطن كما العواصم المعنية لم تحسم بعد فرضية انعقاد المؤتمر قبل انتخاب الرئيس أو بعده، بالنظر إلى أن الخيارين يختزنان تداعيات وإيجابيات في آن واحد.
ويُنتظر كذلك أن يعاود سفراء المجموعة الخماسية تحرّكهم في غضون أسبوع حدّا أقصى، لمواكبة التطورات المتوقعة في غزة والتحضيرات لليوم التالي وتأثيراتها المباشرة على لبنان.