محليات

من "يا موسّع الساحات" ‘إلى "وحدة الساحات"!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تقول الأغنية - النشيد: "يا موسّع الساحات سيفك ما انسحب، إلا بوجّ الموت تتردّو". ارتبطت الأغنية ببشير الجميّل وبـ "المقاومة اللبنانيّة" التي أحيى حزب القوات اللبنانيّة أمس ذكرى شهدائها. 

وفي الأمس، اختار كثيرون أن يذهبوا الى مقارنة بين شهادتَين، شهادة "من ماتوا ليحيا لبنان"، وشهادة من يسقطون "على طريق القدس". 

لن نناقش عقائديّة الشهادة، ولكن لا بدّ من الاستنتاج أنّ حزب الله فقد، خصوصاً في هذه الحرب التي يخوضها، شرعيّته اللبنانيّة. صحيحٌ أنّ الحزب، منذ انطلاقته الرسميّة عبر الرسالة المفتوحة التي وجّهها في ١٦ شباط ١٩٨٥ الى "المستضعفين في لبنان والعالم"، كان حزباً إيرانيّاً في لبنان بدليل أنّه ذكر في تلك الرسالة "أنّنا أبناء أمّة حزب الله التي نصر الله طليعتها في ايران وأسّست من جديد نواة دولة الإسلام المركزيّة في العالم، نلتزم أوامر قيادة واحدة حكيمة وعادلة تتمثّل بالوليّ الفقيه الجامع للشرائط، وتتجسّد حاضراً بالإمام المسدّد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني"، ولكنّ دفاعه عن أرضٍ لبنانيّة، حتى التحرير في العام ٢٠٠٠، ثمّ مواجهته العدو الإسرائيلي في العام ٢٠٠٦ حين توغّل بريّاً في لبنان، أكسب جناحه العسكري بعضاً من شرعيّةٍ لبنانيّة.

أمّا في الحرب التي تُخاض اليوم تحت عنوانَي "جبهة الإسناد" و"وحدة الساحات"، فقد تعرّى حزب الله من أيّة شرعيّة لبنانيّة إذ أنّ بلدات لبنانيّة تُدمّر وشبابٌ يموتون، ومدنيّون أيضاً، من دون أن تكون للبنان علاقة مباشرة بما يجري، سواء في غزة التي "تُسنَد" أو في الارتباط مع ساحاتٍ أخرى يجمع بينها قائد المحور إيران.

فالحقيقة الواضحة أنّ "الحزب" يخوض اليوم حرباً بالنيابة عن إيران، وهي ذات تأثيرٍ محدود جدّاً، كإسناد، على ما يجري داخل الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، بدليل أنّ إسرائيل دمّرت جزءاً كبيراً من الجنوب، ودمّرت غزة بشكلٍ شبه كامل، وبلغت الضفّة الغربيّة ولم يردعها أحد. 

يُستنتج من ذلك أنّ نظريّة وحدة الساحات سقطت، و"جبهة الإسناد" فشلت، ما يعني مجّانيّة شهادة من يستشهدون على أرضٍ لبنانيّة.

من المؤكّد أنّه لا يجوز أن يكون لبنان ساحةً، ولا، خصوصاً، أن يتوحّد عسكريّاً مع دولٍ أخرى بقرارٍ من حزبٍ يزجّ بلبنان كلّه في حرب. كلّ حربٍ نخوضها من أجل الآخرين هي جريمة بحقّ لبنان. كلّ موتٍ من أجل الآخرين هو موتٌ مجّاني. فارقٌ كبير بين "يا موسّع الساحات" و"وحدة الساحات"…

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا