قيس سعيّد يحوز أكثر من 89% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التونسية
الاسلاموفوبيا خلف نمو اليمين المتطرف في اوروبا...هل ينجح ماكرون في تشكيل حكومته؟
كبقعة زيت تتفشى رقعة الاحزاب اليمينية المتطرفة في اوروبا مع كل جولة انتخاب تتم في معظم دول الاتحاد، منذرة بتحول زلزالي في ضوء مكاسب كبيرة تحرزها وفق نتائج الانتخابات، مهددة بتحول محوري في المشهد السياسي في القارة.
في الاشهر الاخيرة، بدا ان ثمة مدّاً متصاعدا من الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة التي تكتسب قدراً كبيراً من القوة والنفوذ. من إيطاليا إلى المجر ومن السويد الى فرنسا ومن هولندا وصولا الى المانيا ،حيث استطاع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف الفوز للمرة الأولى في انتخابات إقليمية امس.
ومع ان هذه الاحزاب لم تسيطر في مجمل هذه الدول على مقاليد الحكم ورغم أن الأفكار القومية دائمة الحضور في السياسة الأوروبية ، الا ان المستويات المرتفعة من التأييد التي باتت تحظى بها أحزاب أقصى اليمين وما تروج له من أفكار متشددة أمر حديث العهد نسبيا، وشأن ينذر بتفكك الاتحاد الاوروبي مستقبلاً خصوصا ان بعضا منها، لاسيما حزب الرابطة الإيطالي وحزب التجمع الوطني الفرنسي، جعل من تقويض مؤسسات الاتحاد الأوروبي بندا أساسياً في برامجه الانتخابية.
ويواجه عدد من الدول حيث ينمو اليمين المتطرف كالفطر، اشكالات في تشكيل السلطة على غرار ما يحصل في فرنسا راهنا، اذ تتفاعل الازمة السياسية بعد الانتخابات النيابية حيث حلّ في جولتها الاولى اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان في الصدارة وبعده تحالف اليسار بقيادة جان لوك ميلنشون فيما حل حزب الرئيس ايمانويل ماكرون ثالثا. ولم ينجح ماكرون حتى الان في تشكيل حكومة لانه يرفض التعاون مع اليمين واليسار المتطرفين، لذلك يسعى لتوسيع تياره بالتعاون مع احزاب وكتل صغيرة تدور في فلك اليمين واليسار المعتدلين ليؤمن جبهة تضم 350 نائبا تمكنه من اكمال ولايته بأقل الاضرار.
وتشير مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" الى ان اليسار المتطرف قد يلجأ الى الشارع للضغط على ماكرون من خلال تظاهرات يتوقع ان تنطلق خلال الشهر الجاري، تقابلها تظاهرات لليمين المتطرف، يخشى ان تتحول الى اعمال شغب وعنف، على غرار ما حصل في بريطانيا حيث تحولت مظاهرات نظمتها جماعات اليمين المتطرف إلى أعمال شغب، في مدن وبلدات في مختلف أنحاء البلاد، فألقيت صواريخ ونهبت متاجر وهوجمت الشرطة في بعض الأماكن، على خلفية مناهضة الهجرة، الا ان الحزب لم يتمكن من الفوز في الانتخابات بل على العكس ،اختار البريطانيون، للمرة الأولي منذ 14 عامًا، أول رئيس وزراء من يسار الوسط، بعد الفوز الساحق الذي حقّقه حزب العمال في الانتخابات، ما جعل المملكة المتحدة تغرّد وحيدة خارج سرب اليمين الأوروبي.
الا ان المصادر توضح ان الرئيس الفرنسي عازم على الحسم السريع لأن التأخير في تشكيل حكومة جديدة قد ينعكس عليه. وتتوقع ان يتمكن من تشكيلها خلال الايام المقبلة او الاسبوعين المقبلين لقطع الطريق على القوى السياسية المستفيدة من العودة الى الشارع ومخاطر هذه الخطوة والخوف من دخول طابور خامس للتخريب. وقد عانت ما عانته باريس من موجات عنف مع السترات الصفراء منذ اعوام قليلة.
وتشير الى ان صعود تيار اليمين المتطرف في البلدان الأوروبية المشار إليها وغيرها، كرومانيا والنمسا وإسبانيا ، يمثل نمطا من التحول في الأفكار والآراء السياسية الاوروبية، والذي يُعزى إلى تدفق نسب كبيرة من المهاجرين على القارة الأوروبية، خصوصا بفعل الازمات الأمنية والعسكرية في منطقة الشرق الاوسط حيث الاعداد الكبيرة من المسلمين مثل العراق وسوريا وتحديدا منذ انتشار تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" ثم مع الحرب السورية التي هجرت ملايين السوريين، حاول وما زال كثيرون منهم التوجه نحو اوروبا ، في موجات هجرة جماعية، اثارت مخاوف الاوروبيين ، ما يُفسراصرار اوروبا بمجملها على ابقاء هؤلاء في الدول المضيفة، ولاسيما تركيا والاردن ولبنان، تجنبا لتنامي ظاهرة الاسلاموفوبيا ونشوب توترات امنية هم في غنى عنها.
المركزية - نجوى أبي حيدر
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|