محليات

الكعكة التي بدأ الجميع يأكل منها في 2 أيلول 2019... واللّغز الغريب...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

نتذكّر في مثل هذا اليوم من العام 2019، والذي كان يوم إثنين أيضاً، الاجتماع الذي عُقِدَ في قصر بعبدا بحضور رؤساء مختلف الأحزاب والكتل النيابية، والذي انتهى بإعلان حال طوارئ اقتصادية.

في هذا الاجتماع، أكد الجميع الاستمرار بسياسة استقرار سعر صرف الليرة اللبنانية، وطالبوا بإقرار لائحة مشاريع من برنامج "سيدر"، وبغيرها من الأمور، فيما بدأ يزداد التداول منذ ذلك الوقت بضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين، وبالتفكير الجدّي بالاستعانة بقرض أو ربما بقروض، من "صندوق النّقد الدولي".

ونتذكّر جيّداً أنه رغم رفض البعض لكل ما له علاقة باستقالة الحكومة آنذاك، ولأي بحث بموضوع "صندوق النّقد"، وتشكيل حكومة غير حزبية، إلا أن أحداً لم يقدّم أي إطار فعّال يمنع الانهيار التام الذي أُعلِنَ عنه بوضوح في أواخر تشرين الأول 2019، وتحديداً بعد أيام من اندلاع احتجاجات 17 تشرين الأول 2019، التي بَدَت وكأنها الضّوء الأخضر لإعلان الانهيار الكبير.

يؤكد خبراء أن هناك أسباباً علمية متعدّدة لما وصلنا إليه من تحلُّل، ولكن بموازاة تشديدهم على أن السياسة تحتلّ جزءاً أساسياً ومهمّاً أيضاً، في كل ما وصلنا إليه.

فبَدْء التلاعب بسعر الصرف في خريف 2019 أوصلنا الى دولار سياسي، والى اقتصاد سياسي، والى مالية سياسية، والى انهيار سياسي بجزء مهمّ منه. واللافت هو أن اجتماع 2 أيلول 2019 الاقتصادي في القصر الجمهوري، ورغم زخم المشاركة السياسية الجامِعَة فيه، في عزّ الخلافات السياسية المُعلَنَة بين مختلف الأطراف آنذاك، بقيَ لغزاً من ألغاز السياسة المحلية، الى يومنا هذا. ومثله احتجاجات 17 تشرين الأول 2019، وبَدْء التداول بـ "الهيركات" وبكل ما يُعلن للناس أن أموالكم لم تَعُد موجودة في المصارف منذ ذلك الوقت، ورغم تطمينات الأشهر القليلة السابقة، والتي كان آخرها إعلان الجميع عن حرصهم على استقرار سعر صرف الليرة اللبنانية في 2 أيلول 2019.

غريب...

الأيام تمضي، والأحداث تُوَثَّق، والتاريخ سيذكر كل شيء في النهاية. ولكن انهيار 2019 الاقتصادي - الاجتماعي، وهو الأسوأ على الإطلاق في تاريخ لبنان الحديث، يبقى اللّغز الأكبر.

لغز أطراف سياسية فرّقتها مصالح مشتركة "مجروحة" في ذلك الوقت، وانقلابات على تسويات، ورغبات لفلان بإفشال فلان، و(رغبات) لهذا بإسقاط ذاك... مع ما للامتدادات الخارجية من أدوار في "تزييت" الهمم المحلية على مزيد من المشاكل والتفسّخات الداخلية.

ولكن يبقى المواطن الذي يُعاني من جراء كل ما حصل، والذي ينظر الى كعكة تحلّق الجميع حولها في 2 أيلول 2019، وهم لا يزالون يأكلون منها حتى الساعة، ورغم مرور 5 سنوات على الإعلان عن أنها غير موجودة. وهذا غريب، وغريب، وغريب...

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا