محليات

هل نحن على أعتاب حرب عالمية جديدة؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد مرور 85 عاماً على اندلاع الحرب العالمية الثانية، التي غيّرت مجرى التاريخ، وفي ظل التوترات المتصاعدة على الساحة العالمية، يتجدّد الحديث عن احتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة.

إذ تشهد مناطق عديدة حول العالم أزماتٍ وصراعاتٍ متشابكةً، من الشرق الأوسط إلى أوروبا الشرقية، تذكّرنا بمقدمات الحروب الكبرى التي شهدها القرن العشرون.


القوى العظمى تبدو منخرطة في لعبة توازنات خطيرة، حيث تتقاطع المصالح وتتعارض الأهداف، في مشهد قد يقود العالم إلى كارثة جديدة ما لم يتم تدارك الأمور بحكمة ودبلوماسية.

مع صعود الصين كقوة اقتصادية وعسكرية على الساحة العالمية، تتغيّر التوازنات الدولية بشكل ملحوظ. الصين التي كانت خلال الحرب العالمية الثانية تعاني من الاحتلال الياباني والانقسامات الداخلية، أصبحت اليوم قوة قادرة على تحدي الهيمنة الغربية.

في النزاعات الحالية، مثل تلك التي تدور في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، تتخذ الصين موقفاً متريّثاً، مفضلةً استخدام نفوذها الاقتصادي والسياسي لتحقيق أهدافها من دون الانخراط المباشر في المواجهات العسكرية.


الصين تعتمد على استراتيجيات "القوة الناعمة" من خلال مبادرة "الحزام والطريق"، وتسعى إلى بناء تحالفات اقتصادية وسياسية بدلاً من الدخول في صراعات مباشرة. مع ذلك، تنامي نفوذ الصين يضعها في مواجهة محتملة مع القوى الغربية، خاصة في ظل توتر العلاقات مع الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي وقضية تايوان.

بينما تسعى الصين إلى تعزيز مكانتها كقوة عظمى، فإنها على الأرجح ستتجنب المشاركة المباشرة في حرب عالمية شاملة، مفضلةً تحقيق أهدافها من خلال النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي.



ومع ذلك، يمكن أن يؤدي تصاعد التوترات في مناطق مثل بحر الصين الجنوبي أو تايوان إلى مواجهة مع الولايات المتحدة، قد تكون لها تداعيات عالمية.

الولايات المتحدة خرجت من الحرب العالمية الثانية كقوة عظمى بلا منازع، واستمرت في لعب دور "الشرطي العالمي" طيلة العقود التالية. اليوم، تواجه الولايات المتحدة تحديات داخلية مثل الانقسامات السياسية الحادة، والتدهور الاقتصادي، وتنامي القومية البيضاء. هذه التحديات تؤثر في قدرتها على الحفاظ على دورها التقليدي في النظام الدولي.

في الشرق الأوسط، تجد الولايات المتحدة نفسها في موقف حرج، إذ إن الحروب التي خاضتها في العراق وأفغانستان أدت إلى استنزاف مواردها وأضعفت مصداقيتها. مع ذلك، تبقى واشنطن ملتزمة بدعم حلفائها في المنطقة، فضلاً عن تقديم مزيد من الدعم اللامحدود لذراعها في المنطقة والمتمثلة في الكيان الصهيوني.


في أوروبا الشرقية، يمثل الصراع الأوكراني تحدياً آخر لواشنطن، التي تسعى لدعم أوكرانيا من دون الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع روسيا. هذه التحديات تعكس تناقضات السياسة الأميركية، إذ تحاول موازنة مصالحها الاستراتيجية مع الأزمات الداخلية.

التحديات الداخلية قد تحد من قدرة الولايات المتحدة على الردع العالمي، ما يفتح المجال أمام دول أخرى لتصعيد نزاعاتها. ومع ذلك، تبقى واشنطن قادرة على التأثير من خلال تحالفاتها ووجودها العسكري العالمي.


منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، تحاول روسيا استعادة مكانتها كقوة عظمى. في الصراعات الحالية، مثل الحرب الأوكرانية والتدخل في سوريا، تظهر روسيا كقوة عسكرية قوية قادرة على تحدي الغرب. رغم ذلك، تعاني روسيا من عقوبات اقتصادية واستنزاف في مواردها، ما قد يحد من قدرتها على الاستمرار في المواجهة.

روسيا اليوم تستخدم استراتيجية "الضغط المتعدد الجبهات"، حيث تسعى لتقويض نفوذ الغرب في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، مستفيدة من التحالفات مع دول مثل إيران وسوريا.

هذه الاستراتيجية تضع روسيا في مواجهة مباشرة مع "الناتو"، ما يزيد من احتمالية تصاعد النزاع.

رغم الضغوط الاقتصادية والعقوبات، تبدو روسيا مستعدة لمواصلة تحدي الغرب، خاصةً في المناطق التي تعدّها حيويةً لأمنها القومي. هذا التحدي قد يؤدي إلى تصعيد خطير إذا لم يتم احتواء النزاعات الحالية.

إيران، التي تعيش تحت وطأة العقوبات الاقتصادية والسياسية المفروضة من الولايات المتحدة وحلفائها، تلعب دوراً محورياً في الشرق الأوسط، باعتبارها القائد الفعلي لمحور المقاومة.. هذا المحور يضم حلفاء إقليميين مثل حزب الله في لبنان، وحركة أنصار الله في اليمن، وفصائل المقاومة في العراق وسوريا. كل هذه الأطراف تشارك في صراع معقد مع "إسرائيل" وحلفائها، إذ تتداخل المصالح الدينية والسياسية والجغرافية.



العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، إلى جانب التوترات المتصاعدة في لبنان والعراق، يضع إيران في موقف صعب. فهي مطالبة بدعم حلفائها من دون الانجرار إلى حرب مفتوحة مع "إسرائيل"، قد تؤدي إلى تصعيد أكبر يشمل تدخل قوى كبرى مثل الولايات المتحدة.

إيران تستخدم استراتيجيات متعددة لتجنب المواجهة المباشرة، بما في ذلك الدعم اللوجستي والمادي لحلفائها في محور المقاومة، والضغط على الكيان الصهيوني من خلال الحروب غير المتكافئة.

إلهامي المليجي- الميادين

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا