جعجع مدّ يدّ الإنفتاح.. و"الثنائي" قطعها!

ردّة فعل "الثنائي الشيعي" التحريضية على الإنفتاح ومدّ الجسور الذي عبّر عنه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خطابه يوم الاحد الفائت خلال ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية ، ليست بريئة، لا سيما ان هذا الفريق دأب على نفس التعاطي منذ خروج جعجع من السجن في العام 2005.

وفي هذا الاطار، عملت شخصيات سياسية ووسائل إعلام وإعلاميين تدور في فلك الثنائي او "يوظفها" على شيطنة صورة جعجع وكما جرت العادة من دون أيّ دليل أو مبرر خلافاً للواقع والحقيقة، إضافة إلى موقف حزب الله العلني، الذي قام بهجوم مبرمج على جعجع والقوّات مُستخدماً اللغة الخشبية نفسها، لا سيما ما جاء على لسان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، على خلفيّة ماضي الحرب والتخوين، وصولا الى اتهام جعجع بانه " يقول بالعربية ما يقوله (رئيس الحكومة الاسرائيلية) بنيامين نتنياهو بالعبرية.

الجواب هنا، يستند الى حقيقة واحدة وهي أنّ الحزب يتبنى مدرسة واحدة ويدرس في كتاب واحد، أي ابقاء السلطة في قبضته، ويُراشق معارضيه بالحجارة دون التنبه أو النظر الى زجاج منزل بيئته الحاضنة، بحيث يضع المعارضة بين خيارين: إمّا الولاء لهُ ولمكتسباته وإمّا العمالة والتخوين والعزل.

وهنا لا بد من السؤال ماذا بعد؟ هل يشعر الحزب بأيّ ذنب أو هواجس من هؤلاء، لا سيما أنّهُ لا يستطيع الانتصار عليهم ولا الانكسار أمامهم؟

صحيح أنّ خطاب الأحد تناول الكثير من العناوين والقضايا التي تهم البلد وتؤثر عليه بصورة مباشرة، لكنّ ما ورد على لسان جعجع بشكل لا لبس فيه، هو ضرورة تطبيق الدستور وانتخاب رئيس البلاد، فاتحاً له معبراً واحداً هو انتخابه في المجلس النيابي وفق الدستور والآليات الديموقراطية.

بالتالي، فإنّ المقاربة واضحة، إذ يقول جعجع أنّ الحوار بعد انتخاب الرئيس الذي عليه ان ينظّم طاولة حوار "جديّة" في قصر بعبدا، في المقابل يستخف الحزب بهذا الكلام، ويعتبره فاقد التأثير، كَوْن من لديه فائض القوّة لا ينتشي الا بها، جراء إمتلاكه السلاح الذي لا يسمح لجبروته للنزول عن رأس الشجرة، من اجل ملاقاة اللبنانيين، للإنضمام الى مشروع الدولة في خطة نهوض لبنان من كبوته التي طالت.

شادي هيلانة –"اخبار اليوم"